أوقاف مطروح: إنطلاق قافلتين دعويتين في المساجد بالقري والنجوع

1

خطبة الجمعة: “الرفق واللين دأب الصالحين والغلو شأن الهالكين”

مطروح- عمر محمد
أعلنت مديريةُ أوقافِ مطروح، اليومِ الجمعة، عن انطلاقَ قافلتين دعويتين قافلة داخلية، بالتزامنِ وقافلة وزارية حدودية لتنشيط العمل الدعوي، وذلك في إطار الرعاية الكريمة لمعالي الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وجهود الوزارة الحثيثة لنشر القيم الإسلامية السمحة ومواجهة الأفكار الهدّامة.
حضر اللقاءَ عددٌ من قيادات العمل الدعوي، منهم، الشيخ محمد مصطفى، مدير الدعوة، والشيخ سامي عبيد، مدير شؤون الإدارات، والشيخ إبراهيم الفار، مدير إدارة أوقاف غرب مطروح، والشيخ رضا البرلسي، مدير إدارة أوقاف شرق مطروح،
كما شارك أعضاء القافلة الداخلية، وأعضاء القافلة الوزارية الحدودية، وفي مقدمتهم الدكتور وحيد أبو العنين، مدير عام المراكز الثقافية، والدكتور محمود ضاحي، مدير عام الإرشاد الديني بالديوان العام.
ورحَّب فضيلةُ الشيخ حسن محمد عبدالبصير مدير أوقاف مطروح بأعضاء القافلة الوزارية، مثمنًا جهودهم في دعم العمل الدعوي بالمناطق الحدودية.
وأوصى فضيلته الأئمة والخطباء بضرورة الالتزام بوقت خطبة الجمعة ، مراعاةً لأحوال المصلين، مُستشهِدًا بحديث النبي ﷺ: ” إنَّ طولَ صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّةٌ مِن فقهه»، ومعناه كما أوضح أنَّ التيسير على الناس في العبادة من سمات أهل الفضل.
وأكد أنَّ موضوع الخطبة لهذا اليوم – “الرِّفق” – يتطلب أن يكون الأئمة هم أول المتمسّكين به في تعاملهم مع جماهير المصلين، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: “إنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزعُ من شيءٍ إلا شانَه”
ووجَّه فضيلته إلى تفعيل خُلُق الرِّفق في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، وتسخيره لخدمة قضايا الأمة، ونشر ثقافة الوسطية، ومحاربة التطرف والغلو، استنادًا إلى قوله تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: 159].
كما بيّن أنَّ التشدد والتنطع في الدين كان سببًا في انحراف بعض الشباب نحو مسالك الغلو، مُذكّرًا بحديث النبي ﷺ: ” إيَّاكم والغلوَّ في الدينِ، فإنَّما أهلكَ مَن كان قبلكم الغلوُّ في الدين” (رواه النسائي).
الغلو
إن الغلو صَاحَب البشرية طول تاريخها فلا تخلو أمة من ظهور بعض المتشددين فكان خطاب الله تعالى للسابقين ” يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ.. “
بل وتعجب أن الغلاة والمتنطعين يزين لهم الشيطان أنهم حملة راية الحق دون غيرهم مهما شفت رتبته ، ومهما علا قدره
ففي وجود الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وبين يديه؛ كان صاحب الغلو ينطق هجرا وزورا “هذه قسمة ما أريد بها وجه الله” هكذا يصل الأمر بالمتنطعين والغلاة المسرفين أن يتهموا أمين السماء، وصاحب الرسالة، ويتخيلوا أنفسهم أنهم أحرص على العدل والحق من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
لقد نكبت الأمة عبر تاريخها على يد الغلاة الذين كفروا المؤمنين واستباحوا دماءهم فأزهقت الأرواح وضاعت الأوطان وأهين الإنسان .
ولعل الصفات التي توارثوها من لدن ظهورهم من التعالم والغرور وادعاء احتكار الحقيقة ، والتعصب للرأي وإنكار الآخر ، والشدة والعنف والغلظة التي تتنافى وروح الدين مع تشددهم في مسائل الخلاف تبرز ضيق أفقهم وسطحية أفكارهم ، ساعد في ذلك غياب المحضن العلمي أو ندرته مما أعطى الفرصة للمتعالمين المغرورين ببث الأفكار المغلوطة التي تبذر بذور التطرف والغلو الذين وعد الله أصحابها بالهلكة والضياع ” قال: إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين “
” هلك المتنطعون “

اختُتم اللقاء بالتأكيد على أنَّ القيم الأخلاقية، وفي مقدمتها الرِّفق ، هي خط الدفاع الأول في مواجهة الانحراف الفكري والسلوكي، وأنَّ نشر الرفق واللين والتسامح في المجتمع واجبٌ شرعيٌّ ودعويٌّ وأخلاقيٌّ لنشر السلام ودوام الوئام.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.