إسرائيل تُطلق صفارة الإنذار: خطة عسكرية لشل قدرات إيران النووية

4

كتب: محمود أحمد

بعد إصدار وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تعليمات للجيش بإعداد «خطة تنفيذية ضد إيران»، تتضمن الحفاظ على التفوق الجوي، ومنع طهران من إحراز تقدم في البرنامج النووي وإنتاج الصواريخ، والرد على دعمها للأنشطة المعادية لإسرائيل، وزعمه أن العملية العسكرية ضد إيران «الأسد الصاعد»، لم تكن سوى عنوان للسياسة إسرائيلية جديدة»، معتبراً أنه «لا حصانة لأحد»، انطلقت أسهم التساؤلات تصيب القاصي والداني، وعم ظلام الحيرة عليهم جميعا، هل ستكون هناك ضربة إسرائيلية على إيران من جديد؟ وهل هذا تحول في العقيدة الدفاعية لإسرائيل؟وما هو الموقف الأميركي والدولي؟
وتأتي هذه التصريحات بعد معاناة الداخل الإسرائيلي بشكل كبير خلال 12 يوما الذين قضتهم في الحرب مع إيران، حيث عانت إسرائيل كثيرا وكان لديها خسائر متنوعة بين البشرية والمادية والعسكرية والتي لم تعلن عن كامل تفاصيلها حتى الآن.

تعليقا على ذلك، أكد إبراهيم الدراوي، الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أنه من الطبيعي أن تضع إسرائيل خطة لنفسها بعد استهداف إيران للعمق الإسرائيلي، لافتا إلى أن إيران استطاعت أن تزعج إسرائيل كثيرا، خصوصا أن ردودها فاقت كل التوقعات وأنها استطاعت الإفاقة من الضربة الإسرائيلية في أقل من 12 ساعة.

وأضاف «الدراوي» أن إيران ردا بسيطا ثم تضاعف فيما بعد، وأن الردع الإيراني كان قويا حتى بعد نجاح إسرائيل في القضاء على الأذرع الإيرانية كحزب الله اللبناني.

وأشار «الدراوي» إلى أنه لأول مرة تكون هناك مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، ولكن حتى بعدما قتلت إسرائيل إسماعيل هنية في طهران، وأنشئت مصانع للمسيرات وغيرها في طهران، وضربت مفاعلات نووية في طهران، كانت إسرائيل في أزمة كبيرة خلال حربها مع إيران.

وتابع: «ولذلك أعتقد أن الأمور تسير في منحى إن القرارات الدولية وخاصة الأمريكية ربما تتحول لأجل إسرائيل، لافتا إلى أن تدخل الولايات المتحدة كان لإخراج إسرائيل من أزمتها ومعاناتها لمدة 12 يوما.

وأشار «الدراوي» إلى أن الولايات المتحدة لم تستطع خلال فترة الحرب أن تخرج بقرار المشاركة، مؤكدا أن قرار المشاركة كان قرار فرديا من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وأضاف أنه كان هناك إجماع شعبي على عدم خوض الولايات المتحدة الحرب مع إسرائيل ضد طهران، موضحا أن الأمر كان مرفوضا أيضا في مؤسسات الدولة الأمريكية وعلى رأسها الكونجرس الأمريكي بشقيه النواب والشيوخ.

وعن مضمون القرار الإسرائيلي، أكد الدراوي أن مضمون القرار الإسرائيلي غرضه الاستهلاك المحلي، لافتا إلى أن إسرائيل تريد أن تقول أنها استطاعت القضاء على المفاعل النووي الإيراني وأنها ستقضي نهائيا على إيران ولكن هذا غير صحيح وهو وهم تريد أن تقنع إسرائيل الجماهير به.

وبشأن تحول العقيدة الدفاعية لإسرائيل، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني: «أعتقد أن التحول عكسي، وأن هناك حالة سلبية في إسرائيل، خاصة بعد فشلها في القضاء على البرنامج النووي الإيران»، موضحا أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، كان يجر إسرائيل في حرب مع دول متعددة، وليست إسرائيل وحدها وإنما كان يجر العالم إلى الجحيم، لأجل أن يستمر في الحكومة.

كما أكد أن العقيدة الدفاعية الإسرائيلية واحدة وثابت، ولكن أعتقد أن إسرائيل خسرت أشياء كثيرة، منها وضعها كدولة معادية للسامية، وخسرت أيضا خسائر بشرية ومادية لم تفصح عنها حتى الآن.

وأوضح أن أكبر الخسائر لإسرائيل صدمتها بنتائج المواجهة مع إيران، لافتا إلى أن خسرت كل هذا وإيران دفاعاتها الجوية مدمرة، والطيران الجوي الإيراني مدمر أيضا.
وأضاف أن إسرائيل فشلت في استيعاب صواريخ باليستية، وأنها فشلت فشلا ذريعا في هذا الأمر.

وبخصوص الدوافع الإسرائيلية لهذا القرار، فأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن دوافع إسرائيل تكتيكية في هذا الأمر، وأنها تجهز لفكرة طلب المساعدة مستقبليا من أمريكا، لافتا إلى أن الولايات المتحدة لا بد أن تدعم إسرائيل رغم أنفها، لأنه بدون دعم الولايات المتحدة الأمريكية المطلق لن تكون هناك إسرائيل.

وأضاف «الدراوي»: إذا قامت إسرائيل بضرب إيران مرة أخرى، ومن الممكن أن تفعل ذلك إذا وقعت في مأزق داخلي مع نتنياهو، وحكومته المتشددة والمتطرفة، فيسكون هناك رد إيراني، ومن الممكن أن توجه إيران الضربة القادمة لها على القواعد الأمريكية.

وتابع: «أعتقد أن هذه الخطة هي غير واقعية من الجانب الإسرائيلي، وأنه يريد أن يخوف بها بعض الدول، ولكن إسرائيل أصبحت مكشوفة لكل أعدائها، وأعتقد أنها ورقة ضغط لتكسب به ضغطا قويا على الولايات المتحدة للقضاء على المفاعل النووي الإيراني، أو حتى بوجودها في قطاع غزة.

وأكمل «الدراوي»: «أعتقد أن إيران ردت علي أمريكا، بهجومها على القواعد الأمريكية «العديد في قطر»
وأن هذا الهجوم كان رسالة إلى الولايات المتحدة، وليس لإسرائيل، مؤكدا أنه حتى الضربة التي أبلغ عنها، والتي صدتها الدفاعات الجوية القطرية، تعتبر رسالة تقول أن القواعد الأمريكية ليست بعيدة.

وبشأن ملف غزة، أكد «الدراوي» أنه في الوقت الحالي هناك حالة إجبار من ترامب لإسرائيل بشأن المفاوضات في حرب غزة، لافتا :«هناك خطة من المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للتهدئة وصفقة التبادل، خصوصا أن ويتكوف سيزور القاهرة قريبا للبحث في ملف التهدئة في غزة، ولذلك أعتقد أننا مقبلون على تهدئة واضحة المعالم في قطاع غزة قريبا، خصوصا أن ترامب يريد الحصول على جائزة نوبل للسلام، وهو لن يحصل عليها إلا بتوطين السلام في الشرق الأوسط، والسلام في الشرق الأوسط لن يكون إلا بالخطط الإبراهيمة والتطبيع.

وبشأن توطين التطبيع، قال «الدراوي» إن المملكة العربية السعودية كان لها رأي واضح وصريح، وولي العهد السعودي قالها بكل صراحة أمام الجميع أنه لن يكون هناك تطبيع مع إسرائيل إلا إذا كان هناك حق فلسطيني، وسلام في قطاع غزة، وأن السعودية تريد إعادة المبادرة العربية السعودية التي كانت في عهد الملك عبد الله الذي كان وليا للعهد وقتها والتي كانت في عام 2002 ، بهذه الصورة أعتقد أننا نسير في منحى حل الدولتين.

وتساءل «الدراوي»: هل سيستطيع ترامب أن يفرض على نتنياهو وحكومته المتطرفة مقترح حل الدولتين؟، خصوصا أنا نتنياهو يعمل حاليا على ضم الأراضي الفلسطينية، لافتا: «أعتقد أنه لا بد أن يكون هناك حل شامل وكامل، خصوصا أنا تصريحات نتنياهو في الفترة الأخيرة تدل على أن الأولويات تعدلت لتكون عودة المحتجزين أولى من القضاء على حماس، وأيضا ترامب وعد نتنياهو بعدم محاكمته وإعادته إلى سدة الحكم، ليكون هذا أول طريق لتوطين السلام في الشرق الأوسط».

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.