اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر

3

كتب: محمد عبدالوهاب

أعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يبدأ عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الإثنين بتوقيت غزة (التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش)، وذلك في إطار صفقة جزئية تهدف إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر المحتجز لدى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

ويأتي هذا الاتفاق في لحظة دقيقة يشهد فيها قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا مستمرًا منذ شهور، فيما تسعى أطراف دولية وإقليمية إلى تهدئة الأوضاع وتفادي مزيد من التصعيد، لا سيما بعد تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.

حماس تعلن الإفراج عن الجندي

في خطوة لافتة، أعلن أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، عبر تغريدة نشرها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أن الكتائب قررت الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر اليوم الإثنين، دون ذكر تفاصيل إضافية حول مكان التسليم أو الضمانات التي تم الاتفاق عليها.

وكانت حركة حماس قد أعلنت يوم الأحد نيتها الإفراج عن ألكسندر، مشيرة إلى أنها تجري حاليًا محادثات مباشرة مع الجانب الأمريكي، في مسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل تهدئة ميدانية وممرًا آمنًا لعودة الجندي.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن هذه المحادثات بين حماس والولايات المتحدة تُعدّ الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة من القطيعة، وتأتي في ظل ضغوط أمريكية متزايدة على إسرائيل وحماس لتهدئة الأوضاع الإنسانية في القطاع وتخفيف معاناة المدنيين.

إسرائيل توقف الطلعات الجوية

في إطار تنفيذ الاتفاق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي قرر وقف جميع الطلعات الجوية فوق أجواء غزة، سواء كانت لأغراض استخباراتية أو عملياتية، وذلك لتأمين “ممر آمن” لعودة الجندي ألكسندر.

ويُعدّ هذا التوقف المؤقت في العمليات الجوية تطورًا لافتًا في مسار العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر ضد أهداف في القطاع. ويُفهم من هذا الإجراء أنه جزء من تفاهمات ضمنية أو مباشرة مع حركة حماس بوساطة أطراف دولية.

وبحسب محللين عسكريين إسرائيليين، فإن “تجميد النشاط الجوي مؤقتًا” يُعدّ تنازلًا ميدانيًا نادرًا من قبل الجيش، ما يعكس أهمية الصفقة من الناحية السياسية والأمنية، لا سيما في ظل الضغوط الأمريكية لإعادة مواطن يحمل جنسيتها.

ضغوط أمريكية ومساعٍ دولية

يُذكر أن الجندي عيدان ألكسندر يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، ما جعل قضيته تحظى باهتمام خاص من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وقد لعبت واشنطن دورًا محوريًا في دفع الجانبين نحو هذا الاتفاق المؤقت، بحسب ما نقلته مصادر أمريكية.

وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من الاتصالات المكثفة بين مسؤولين أمريكيين وقطريين ومصريين بهدف الوصول إلى تهدئة ميدانية مؤقتة تسمح بمرور المساعدات الإنسانية وفتح المجال أمام مفاوضات أشمل تشمل ملف الأسرى والجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ عملية 7 أكتوبر.

ويرى مراقبون أن الإفراج عن ألكسندر قد يكون مقدمة لتفاهمات أوسع تشمل الإفراج عن المزيد من المحتجزين من الجانبين، مقابل خطوات إسرائيلية تتعلق بوقف القتال، وتخفيف الحصار، وربما استئناف محادثات التهدئة الشاملة.

رغم أن الاتفاق المعلن اليوم لا يتضمن وقفًا شاملاً لإطلاق النار أو ترتيبات طويلة الأمد، إلا أنه يمثل بارقة أمل في أفق سياسي وأمني مسدود منذ أشهر. وتبقى التساؤلات مطروحة حول مدى التزام الطرفين بتطبيق الاتفاق، وإمكانية البناء عليه لإرساء هدنة أطول تُنهي معاناة سكان القطاع، وتعيد إطلاق العملية السياسية المتوقفة منذ سنوات.

مع ذلك، فإن خطوة الإفراج عن جندي يحمل الجنسية الأمريكية، والانخراط في مفاوضات مباشرة مع واشنطن، تعكس تحولات محتملة في مواقف الأطراف الفاعلة، ما قد يمهد لمزيد من الاختراقات في جدار الأزمة الممتدة.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.