استشارى الصحة النفسية يحذر مرضى الهيموفوبيا ..من مشاهدة الأضاحي ،فما الأعراض والأسباب ؟

16

كتبت بسنت السيد
مشاهد الذبح لها فرحة عند الصغار والكبار ،حيث يفضل الكثير من المسلمين رؤية الأضاحى تذبح وتقطع أمامهم وتجمتع العائلات وسط أجواء من المرح والبهجة والتى ينتظرها الكثيرون بعد أداء صلاة العيد مباشرة
ومنهم من يقوم بتوثيق تلك المشاهد بمقاطع فيديو مصورة لذبح الأضاحى في حضور الأهل والأصدقاء تلك تحمل ذكريات لأوقات لطيفة ومرحة بين الأهل والأصدقاء.
ولكن هناك فئة تعتزل مشاهدة مشاهد الذبح حيث تعجز هذه الفئة ممن يكرهون مشاهد الذبح والدم والألم فيتجنبون تجمعات العائلات مفضلين العزلة على الاندماج مع أسرهم لمشاهدة الأضاحى وهى تذبح وتقطع ،فإذا كنت من هؤلاء فأنت مصاب برهاب الدم أو ما يعرف “بالهيمو فوبيا ” ،فماهو هذا المرض وما أعراضه وطرق علاجه ؟
مامعنى “الهيموفوبيا”.
تعنى الهيموفوبيا اصطلاحا الخوف من الدم أوما يعرف برهاب الدم والذى يعد نوعا خاصا من الرهاب حيث يتميز عن غيره من أنواع الرهاب ببعض الخصائص. كالخوف من الإبر والدم والإصابة. غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بهذا الرهاب من حالات مثل الإغماء.
احصائيات وأرقام
ويصيب مرض الهيموفوبيا نسبة كبيرة من البشر إذ تقدر نسبة الإصابة به من ،%1الى 2% من السكان وفى بعض الأحيان، يمكن أن يؤثر رهاب الدم على حياة الشخص سلباً، ويحد من قدرته على المشاركة في بعض الأنشطة أو الأماكن.ولكن كيف يصاب الإنسان بهذا المرض النفسي وما هى طرق العلاج؟
وفي حديث خاص وحصرى لموقع نافذة الشرق يقول الأستاذ الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية أن مرض الـ«هيموفوبيا» أو رهاب الدم، هو مرض نفسي يصيب حوالى من %1الى 2% من ا الأشخاص حيث يصاب به من الذكور في سن من 9سنوات إلى 16سنة أما الإناث فتبدأ الإصابة به من سن 7سنوات
“الهيموفوبيا” له جذور في الطفولة المبكرة
وتابع ،هندي ،إن مرض الهيموفوبيا يصيب الاطفال في مراحل الطفولة المبكرة وتظهر أعراضه في المواسم والاعياد نتيجة لرؤية الطفل لمشاهد الذبح العشوائية للأضاحى في الشوارع والمنازل وعند الأقارب لافتاً إلى أن بعض المشاهد يصاحبها أحيانا ممارسات تعذيب للحيوانات أو غمس الأيادي بالدماء وطبع خمسة وخميسة على الحوائط والكتابة بالدم مما يخيف الأطفال ويعرضهم للصدمات التى تنطبع في الذاكرة وتترسخ لديهم
وأضاف أنه من بين الصدمات التى يتعرض لها الأطفال وتصيبهم بالهيموفوبيا تعرضهم للعقر من كلب مفترس أوحيوان شرس ضال وبالتالى يتكون لدى الطفل خبرة مؤلمة فيصاب بالهيموفوبيا
وأشار استشارى الصحة النفسية إلى أن الأطفال الذين يمضون فترات طويلة داخل أروقة المستشفيات نتيجة إصابتهم بأمراض مزمنة ويشاهدون مشاهد الدم والنزيف في الطوارىء والعمليات الجراحية يكونوا عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بمرض الهيموفوبيا.

وأشار وليد هندى إلى أن بعض المناطق الشعبية مازالت تمارس الختان أو الطهارة وله أيضا تأثير ويعد من أسباب الإصابة برهاب الدم كما أن إصابة الطفل بجرح قطعى أو مشاهدة معارك وخناقات وبخاصة في المناطق الشعبية من الممكن أيضا أن يصاب الطفل بالهيموفوبيا مشيرا إلى أن، تلك الخبرات تخزن في اللاشعور وتظل مترسخة كخبرة مؤلمة لدى الطفل.
ويستكمل الدكتور وليد هندى أسباب الإصابة بالهيموفوبيا حيث يشير إلى تعرض بعض السيدات لخبرة مؤلمة في ليلة الدخلة نتيجة الموروثات الشعبية التى ما تزال تطبق في الريف والاحتفال بمنديل الشرف الذي يستخدم في فض غشاء البكارة في القرى والمناطق الشعبية مما يسبب لدى بعض النساء مشاكل الهيموفوبيا.
كما تطرق إلى هلع بعض الفتيات الصغيرات من دم الحيض الذي يخرج لأول مرة دون توعية من الأم لابنتها وما ينتج عنه من آثار سلبية نتيجة لعدم إدراك الأم لضرورة التقرب من ابنتها في هذه المرحلة الحرجة من عمرها وتوصيل المعلومات لها بطريقة مبسطة مما يترك أثراً سلبياً عليها إذا تركت دون توعية من الأم فتصاب بالهيموفوبيا .

كيف تؤثر الهيموفوبيا سلباً على حياة المريض ؟
ويشير هندى إلى أن الهيموفوبيا تترك مشاكل صحية طويلة الأمد على المصاب بها مثل العزوف عن زيارة المرضى في المستشفيات إذا كان له مريض بالمستشفى، وتجنب إجراءات الفحص كالتحاليل والعمليات الجراحية مما يعرض حياته للخطر ،وكذلك والبعد عن زيارة طبيب الإسنان، وعدم ممارسة الرياضة خوفًا من الجروح، كما يمكن للشخص المصاب بهذا المرض أن يعدل مساره المهنى حيث يتجنب العمل بمهن مثل الطب أو معامل تحاليل الدم وغيرها.
بماذا يشعر مريض الهيمو فوبيا ؟
وأشار وليد هندى استشارى الصحة النفسية أن هناك أعراض تكون مصاحبة لمريض الهيموفوبيا وتتمثل هذه الاأعراضفي نوبات من الهلع والفزع يصاحبها ارتفاع في ضربات القلب ،مع صعوبة شديدة في التنفس، رعشة في القدمين ، وحالة اهتزاز وإصابة بالدوار، وشعور بالغثيان، قد تصل إلى الميل إلى التقيؤ ،وزيادة في إفراز العرق، وارتفاع درجة حرارة الجسم وشعور بضيق الصدر، مصاحب بألم ،وعدم السيطرة على الحركة، وقد يصاب أيضا بألم في الرأس وصداع شديد وإحساس بصعوبة في التصرف واتخاذ القرار .
طرق العلاج لمرض الهيموفوبيا
ولكن هل يمكن علاج مريض الهيمو فوبيا وعن هذا التساؤل يجيب الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية قائلا:”أن علاج الهيموفوبيا هو علاج نفسي معرفي أو سلوكى أو بالغمر والمواجهة ولكن لابد قبل الشروع في خطة العلاج علينا أن نحدد درجة الهيموفوبيا التى يعانى منها المريض والتى تقاس باختبارات لتحديد درجة خوفه لمعرفة طريقة العلاج المناسبة، إضافة إلى العلاج باستخدام فنيات الاسترخاء ولاسيما في مرحلة الاغماء باستخدام بعض العقاقير لتخفيف حدة التوتر.
كما حذر استشارى الصحة النفسية في ختام حديثه لموقع نافذة الشرق من رؤية الأطفال لذبح الأضاحى بشكل عشوائي مؤكداً على ضرورة التمهيد لهم بالرسومات والكتب المصورة بعيدا عن الهرج والمرج والمشاهد العشوائية البشعة حتى لا يصاب الأطفال بالهيمو فوبيا .

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.