الأمير تركي الفيصل يفجر جدلاً واسعاً: دعوة لقصف ديمونا ورسائل مشفرة للغرب(خاص )
كتبت بسمة هاني
أثار تصريح الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات السعودية، موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما تساءل علناً: “لماذا لا تُقصف منشآت إسرائيل النووية (ديمونا)، بينما تُهدد إيران فقط؟”، في إشارة مباشرة إلى ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع النزاعات الإقليمية.
خبير دولي: تصريحات الفيصل تحمل رسائل سياسية وتحذيرات مبطنة
في مقابلة خاصة مع موقع نافذة الشرق، علّق الدكتور عبدالله نعمة، الخبير في العلاقات الدولية والمحلل السياسي اللبناني، على التصريحات، مؤكداً أنها ليست مجرد رأي فردي بل تعكس تحولاً في الخطاب السياسي الخليجي.
إدانة سعودية سابقة للهجمات الإسرائيلية
وأشار د. نعمة إلى أن المملكة العربية السعودية سبق وأعربت بوضوح عن استنكارها الشديد للهجمات الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، وكذلك ضد كبار القادة العسكريين الإيرانيين. وقد حمّلت المملكة مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي مسؤولية وقف هذه الاعتداءات، مؤكدة أن الصمت الدولي يشجع إسرائيل على التمادي في انتهاكاتها.
مفارقة المعايير الغربية: لماذا تُعاقب روسيا وتُسامَح إسرائيل؟
لفت الخبير اللبناني إلى أن الغرب يُظهر تحاملاً واضحاً على روسيا بسبب حربها مع أوكرانيا، بينما يغض الطرف عن الممارسات الإسرائيلية، التي وصفها بأنها تفوق في خطورتها ما تقوم به روسيا. وشدد على أن هذه الازدواجية دفعت الأمير تركي الفيصل إلى طرح تساؤلاته المحرجة:
“لماذا لم يتم قصف مفاعل ديمونا الإسرائيلي؟ ولماذا تُستهدف إيران فقط؟”
السعودية أقرب إلى الحياد… أو حتى دعم غير معلن لإيران؟
وأوضح د. نعمة أن كلام الأمير تركي الفيصل يحمل في طياته رسالة مفادها أن السعودية لم تعد ترى الأمور من زاوية العداء التقليدي لإيران فقط، بل تسعى إلى خطاب متوازن في ظل التهديدات الإسرائيلية المتكررة بشن ضربة استباقية على طهران.
موقف مصري داعم لإيران… ومؤشرات على تحرر القرار العربي
ونوّه المحلل السياسي إلى أن تصريحات الفيصل جاءت بعدما برز الموقف المصري الرافض للتصعيد ضد إيران، مشيراً إلى أن القاهرة تبنّت موقفاً مستقلاً لا يتبع لا واشنطن ولا الخليج. وأضاف:
“مصر اليوم تتجه نحو قرارات سيادية مستقلة، بينما لا تزال بعض دول الخليج تدفع ثمن التبعية للولايات المتحدة.”
الفيصل يوجه تحذيراً صريحاً… والعدالة الدولية على المحك
وختم الدكتور عبدالله نعمة تصريحه قائلاً إن العالم لو كان قائماً على العدالة والمساواة، لكانت القاذفات الأمريكية قد استهدفت منشآت ديمونا الإسرائيلية تماماً كما تهدد منشآت إيران النووية. وأضاف أن الأمير تركي الفيصل أرسل من خلال كلماته رسالة سياسية واضحة إلى الغرب والعالم أجمع:
“الكيل بمكيالين لم يعد مقبولاً، وعلى المجتمع الدولي أن يثبت حياديته وإلا ستفقد مبادئ العدالة الدولية مصداقيتها.”
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.