من واشنطن إلى الرياض: تفاصيل الصفقة العسكرية الضخمة بين ترامب والسعودية

8

كتبت : ضحى ناصر

مع إعلان البيت الأبيض في بيان له عن تفاصيل عدد من الصفقات التي تم إبرامها بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لعل من بين أبرزها هي صفقة التسليح الأكبر من نوعها في التاريخ بقيمة تبلغ نحو 142 مليار دولار بات من المُلِح أن نستوضح كيف يرى السعوديون تلك الزيارة التاريخية وما ترتب عليها من صفقات لن تنعكس أثارها فقط على المملكة والولايات المتحدة بل على المشهد الدولى ككل .

وللإجابة عن تلك التساؤلات تواصلت نافذة الشرق مع الكاتب والمحلل والمستشار القانوني السعودي الدكتور فراج العقلا

في إطار الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس ترامب إلى المملكة، وما تلاها من توقيع اتفاقيات استراتيجية بين البلدين، ما تأثير هذه الزيارة على المشهد السياسي الأمريكي في ظل الانتخابات القادمة؟

لقد حقق الرئيس دونالد ترامب للإقتصاد الأمريكي ما لم يحققه سلفه بايدن فعلى سبيل المثال فقد أستطاع ترامب أن يحقق من الضرائب لأمريكا دخلاً يساهم بسداد جزء كبيراً من الديون وكذلك العقود التي سيوقعها مع دول الخليج ستساهم في تخفيض قيمه الأدوية كما ستحقق للمواطن الأمريكي ما يساهم بتخفيف شي من المعاناة وكل ذلك وغيره مما سيحقق لاحقاً خلال الفتره القادمة وهو ما من شأنه إحداث تأثير أعلى على المشهد السياسي وعلى الناخب الأمريكي لصالح الرئيس ترامب.

هل هناك علاقة مباشرة بين هذه الزيارة وملف التطبيع مع إسرائيل؟

العرب جميعاً على قلب رجل واحد لا تطبيع إلا بحل الدولتين وقيام الدوله الفلسطينيه على ما قبل 1967.

ماهي رؤية السعودية حول تأثير هذه الإتفاقيات على أسعار النفط والطاقة، وكذلك التعاون العسكري والعلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيد الاقتصادي، خاصة في ظل الدور الرئيسي للمملكة في أوبك.”؟

كل شي يؤثر على الإقتصاد والمال والنفط والطاقة والعلاقات بين الدول له بالطبع إرتداده على الشعوب والدول هذا على العموم أما المملكة فهي بالأصل تنشد السلام للدول والشعوب بالمنطقة والعالم وبالمحصله على السعودية وهو ما يحقق لها مصالح وإحترام وتقدير الخ مما قد يتحقق من جراء ذلك.

ما تم الإعلان عنه بشأن الصفقات الموقعة بين المملكة وواشنطن و أطرافها

كما تشمل الصفقة تزويد المملكة العربية السعودية بأحدث معدات وخدمات القتال من أكثر من منتجات إثنتي عشرة شركة دفاعية أمريكية .

كما تشمل إتفاق تطوير القوات الجوية، وقدرات الفضاء، والدفاع الجوي والصاروخي، والأمن البحري والساحلي، وأمن الحدود وتحديث القوات البرية، وتحديث أنظمة المعلومات والاتصالات

بالإضافة إلى حزمة تقديم التدريب والدعم لبناء قدرات القوات المسلحة السعودية، بما في ذلك تعزيز أكاديميات الخدمة السعودية والخدمات الطبية العسكرية.
وقال البيت الأبيض: “تمثل هذه الصفقة استثمارًا كبيرًا في دفاع المملكة العربية السعودية وأمنها الإقليمي، مبنيًا على الأنظمة والتدريب الأمريكي”

إلى جانب إبرام صفقة لإستثمار مع شركة “داتا فولت” السعودية في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة بنحو 20 مليار دولار.

وعلى صعيد البناء والتعمير فقد تم الإتفاق مع عدة شركات أمريكية من بينها “هيل إنترناشونال، وجاكوبس، وبارسونز، وإيكوم”، لبناء مشاريع بنية التحتية الرئيسية، لعدة مشروعات كبرى بالمملكة من بينها مطار الملك سلمان الدولي، وحديقة الملك سلمان، ومشروع “ذا فولت”، ومدينة القدية، بإجمالي صادرات خدمات أمريكية بقيمة يبلغ نحو 2 مليار دولار، حيث تشمل الصادرات الرئيسية الإضافية توربينات الغاز وحلول الطاقة والتي ستقدمها شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا بقيمة إجمالية 14.2 مليار دولار، وطائرات الركاب بوينج 737-8 لشركة أفيليس بقيمة إجمالية 4.8 مليار دولار.

كما تشمل الصفقات قطاع الرعاية الصحية، حيث ستستثمر شركة “شامخ فور سوليوشنز” 5.8 مليار دولار، بما في ذلك أحد مصانع ولاية ميشيجان لإطلاق منشأة عالية السعة للسوائل الوريدية.

كيف يرى الأمريكيون إنعكاسات تلك الزيارة على الصعيد السياسي العالمي بشكل عام وعلى صعيد ملف التطبيع مع إسرائيل بشكل خاص ؟

يوضح الباحث والمحلل السياسي الأمريكي أدريان كالاميل في تصريحات خاصة لنافذة الشرق قائلاً بالنظر إلى موقف المملكة الثابت من ربط أي اتفاق بوقف إطلاق النار، والتقدم نحو حل الدولتين، والاعتراف بفلسطين دولةً مستقلةً عاصمتها القدس الشرقية.

فإنه لا علاقة لهذه الزيارة بالإتفاقيات الإبراهيمية والتطبيع مع إسرائيل، وإن كانت هناك محاولاتٌ خفية، مضيفاً في العلن، يبدو الحوار متوقفًا إذا كانت المملكة تنتظر حل الدولتين ونهاية الأعمال العدائية في غزة.

وتابع كالاميل أولًا، قد تكون الحرب قد انتهت بالنسبة للرئيس “أمريكا أولًا” بعودة عيدان ألكسندر، لكن لا يزال هناك أكثر من خمسين إسرائيليًا محتجزين لدى حماس، ولدى الدولة اليهودية هدفٌ استراتيجيٌّ يتمثل في القضاء التام على هذه المنظمة الإرهابية في غزة.

و أضاف ثانيًا، يُدرك السعوديون أن حماس والسلطة الفلسطينية غير قادرين أو غير راغبين في إدارة دولةٍ تُفيد شعبهما في ظل التعايش مع إسرائيل، وقد بدأ الغرب أخيرًا يُدرك هذا الواقع المُحزن.

ماهى توقعات الأمريكيون حول تأثير الاتفاقيات الموقعة خلال هذه الزيارة على المشهد العالمي أو العلاقات الثنائية على الصعيد الاقتصادي، لا سيما فيما يتعلق بصفقات الدفاع وأسعار النفط والطاقة ؟

و في هذا الصدد فقد أوضح كالاميل أن هذا هو جوهر الرحلة بالنظر إلى الدور الرئيسي للمملكة العربية السعودية في أوبك مع محاولة ترامب الضغط على زر إعادة ضبط العلاقة التي عانت في عهد إدارتي أوباما وبايدن.

و أضاف كان من الواضح إلى حد ما خلال فترة ولايته الأولى أن ترامب ينظر إلى المملكة بقيادة محمد بن سلمان كقوة موازنة لطموحات طهران الخبيثة وكانت هناك إمكانات هائلة لتحقيق مكاسب اقتصادية تعود بالنفع على كلا البلدين.

و أختتم كالاميل يبدو أن هذا استمرار علني للغاية لسياسة ولايته الأولى تجاه السعودية في وقت ينخرط فيه في مفاوضات حاسمة مع جمهورية إيران الإسلامية بشأن برنامجها النووي.

كيف جاء رد الفعل الإيراني على تلك الصفقة ؟

من جهته فقد سخر وزير الخارجية الإيراني من زيارة ترامب واصفاً الصفقات التي عقدتها الولايات المتحدة مع المملكة بأنها محاولة “إستعراض بلا قيمة سياسية”، معتبراً إياها محاولة أمريكية “لإبتزاز” أموال الخليج، كما سخر من توقيع صفقات بمئات المليارات، مشيرة إلى أنها تهدف فقط لتأمين مصالح شركات السلاح الأمريكية.

حيث رأت إيران أن الصفقة العسكرية بين السعودية والولايات المتحدة تهدف إلى تعزيز المواجهة ضدها، مؤكدة أنها ستواصل برنامجها الصاروخي رغم الضغوط.

مصر و دولة الإمارات العربية المتحدة

فيما جاءت مواقف كل من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة متوازنة حيث رأى محللون مصريون أن الزيارة من شأنها إعادة صياغة التحالفات في المنطقة، وتؤكد على أهمية التعاون العربي الأمريكي في مواجهة التحديات الإقليمية.

فيما إعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الزيارة، تعكس إلتزاماً أمريكياً بأمن المنطقة، وضرورة مواجهة التدخلات الإيرانية.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.