الرئيس السيسي يشارك اليوم في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في بغداد

6

كتبت: مروة على

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الرابعة والثلاثين، المنعقدة بالعاصمة العراقية بغداد.

ونشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية أن الاجتماع تناول الأوضاع الإقليمية، وما تشهده المنطقة العربية من تحديات معقدة، خاصة الحرب في غزة، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع في سوريا والسودان وليبيا والصومال، كما ناقش الاجتماع جهود الارتقاء بالعمل العربي المشترك بما يتفق مع تطلعات الشعوب العربية.

وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن السيد الرئيس ألقى كلمة مصر خلال القمة، تناولت رؤية مصر بشأن مختلف القضايا العربية االراهنة.

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الدورة الـ ٣٤ للقمة العربية
بدأ الرئيس السيسي كلمته بتوجيه خالص الشكر والتقدير، إلى فخامة الرئيس “عبد اللطيف رشيد”، وشعب العراق الشقيق، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما توجه سيادته بالشكر، لجلالة الملك “حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة”، ملك مملكة البحرين، رئيس الدورة السابقة، تقديرًا للجهود المخلصة، التي بذلها في دعم قضايا الأمة العربية .

وتحدث الرئيس عن وضع التحديات الجسيمة التى تواجه الشعوب العربية حاليا ،قائلا:” تنعقد قمتنا اليوم، في ظرف تاريخي، حيث تواجه منطقتنا تحديات معقدة، وظروفًا غير مسبوقة، تتطلب منا جميعًا – قادةً وشعوبًا – وقفة موحدة، وإرادة لا تلين وأن نكون على قلب رجل واحد، قولًا وفعلًا حفاظًا على أمن أوطاننا، وصونًا لحقوق ومقدرات شعوبنا الأبية”.

كما تحدث سيادته عن القضية الفلسطينية قائلا: ” ولا يخفى على أحد، أن القضية الفلسطينية، تمر بمرحلة من أشد مراحلها خطورة، وأكثرها دقة، إذ يتعرض الشعب الفلسطيني، لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية، على مدار أكثر من عام ونصف، تهدف إلى طمسه وإبادته، وإنهاء وجوده في قطاع غزة حيث تعرض القطاع لعملية تدمير واسعة، لجعله غير قابل للحياة، في محاولة لدفع أهله إلى التهجير، ومغادرته قسرًا تحت أهوال الحرب. فلم تبق آلة الحرب الإسرائيلية، حجرًا على حجر، ولم ترحم طفلًا أو شيخًا واتخذت من التجويع والحرمان من الخدمات الصحية سلاحًا، ومن التدمير نهجًا مما أدى إلى نزوح قرابة مليوني فلسطيني داخل القطاع، في تحد صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية”.

وأشار سيادته عن دور مصر المحورى في القضية الفلسطينية قائلا:”ومنذ أكتوبر ٢٠٢٣، كثفت مصر جهودها السياسية، لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وبذلت مساعي مضنية، للوصول إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية مطالبة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، باتخاذ خطوات حاسمة، لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.”

كما ثمن الرئيس عبد الفتاح السيسى جهود الرئيس ترامب في مساعي وقف اطلاق النار في غزة ،وقال سيادته:”ولا يفوتني هنا، أن أثمن جهود الرئيس “دونالد ترامب”، الذي نجح في يناير ٢٠٢٥، في التوصل إلى اتفاق، لوقف إطلاق النار في القطاع إلا أن هذا الاتفاق، لم يصمد أمام العدوان الإسرائيلي المتجدد، في محاولة لإجهاض أي مساع نحو الاستقرار.”

وتحدث الرئيس السيسي عن رفض مصر لمخطط تهجير الشعب الفلسطينى قائلا:”وفي إطار مساعيها، بادرت مصر، بالدعوة لعقد قمة القاهرة العربية غير العادية، في ٤ مارس ٢٠٢٥ التي أكدت الموقف العربي الثابت، برفض تهجير الشعب الفلسطيني، وتبنت خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير أهله وهي الخطة التي لقيت تأييدًا واسعًا؛ عربيًا وإسلاميًا ودوليًا.

وأضاف :”وفي هذا الصدد، أذكركم بأننا نعتزم تنظيم، مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، فور توقف العدوان.وقد وجه العرب من خلال قمة القاهرة، رسالة حاسمة للعالم، تؤكد أن إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها “القدس الشرقية”، هو السبيل الأوحد، للخروج من دوامة العنف، التي ما زالت تعصف بالمنطقة، مهددة استقرار شعوبها كافة، بلا استثناء”.

وأشار الرئيس السيسى أن السلام في المنطقة يقوم على بناء الدولة الفلسطينية وليس من خلال التطبيع مع الدول العربية،قائلا: “وأكرر هنا، أنه حتى لو نجحت إسرائيل، في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية.”

كما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى في كلمته في اجتماع مجلس الدول العربية ببغداد اليوم ، الرئيس ترامب بوقف اطلاق النار في غزة وتحقيق السلام، وقال سيادته:” فإنني أطالب الرئيس “ترامب”، بصفته قائدًا يهدف إلى ترسيخ السلام، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية جادة – يكون فيها وسيطًا وراعيًا – تفضي إلى تسوية نهائية تحقق سلامًا دائمًا، على غرار الدور التاريخي الذي اضطلعت به الولايات المتحدة، في تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل في السبعينيات”.

حديث الرئيس عن التحديات التى تواجه كلا من السودان وسوريا ولبنان وليبيا وليبيا

تحدث الرئيس كذلك عن دول المنطقة ورؤية مصر نحوها قائلا:” فيمر السودان الشقيق بمنعطف خطير، يهدد وحدته واستقراره مما يستوجب العمل العاجل، لضمان وقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة الأراضي السودانية ومؤسساتها الوطنية ورفض أي مساع، تهدف إلى تشكيل حكومات موازية للسلطة الشرعية”.

وأما حديثه عن سوريا كان كالتالى :” بالنسبة للشقيقة سوريا، فلابد من استثمار رفع العقوبات الأمريكية، لمصلحة الشعب السوري وضمان أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة؛ بلا إقصاء أو تهميش والمحافظة على الدولة السورية ووحدتها، ومكافحة الإرهاب وتجنب عودته أو تصديره مع انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الجولان، وجميع الأراضي السورية المحتلة”.

وأضاف سيادته :” في لبنان، يبقى السبيل الأوحد لضمان الاستقرار، في الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وقرار مجلس الأمن رقم “١٧٠١” وانسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، واحترام سيادة لبنان على أراضيه، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمسئولياته”.

 وأكمل حديثه عن ليبيا وقال:” أما ليبيا، فإن مصر مستمرة في جهودها الحثيثة، للتوصل إلى مصالحة سياسية شاملة، وفق المرجعيات المتفق عليها من خلال مسار سياسي ليبي، يفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، تمكن الشعب الليبي من اختيار قيادته، وتضمن أن تظل ليبيا لأهلها مع خروج كافة القوات والميليشيات الأجنبية من ليبيا”.

وأما عن رؤية مصر للتحديات التى تواجه اليمن ،فقال سيادته :”في اليمن، فقد طال أمد الصراع، وحان الوقت لاستعادة هذا البلد العريق، توازنه واستقراره، عبر تسوية شاملة تنهى الأزمة الإنسانية، التي طالته لسنوات، وتحفظ وحدة اليمن ومؤسساته الشرعية وأشير هنا، إلى ضرورة عودة الملاحة إلى طبيعتها، في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وتهيئة الأجواء للاستقرار، والبحث عن الحلول التي تعود بالنفع على شعوبنا.”

كذلك تحدث الرئيس عن دعم مصر للدولة الصومال ،قال :”ما لا ننسى دعمنا المتواصل للصومال الشقيق مؤكدين رفضنا القاطع، لأي محاولات للنيل من سيادته، وداعين كافة الشركاء الإقليميين والدوليين، لدعم الحكومة الصومالية، للحفاظ على الأمن والاستقرار في بلدها الشقيق”.

واختتم الرئيس السيسى حديثه بدعوته لترسيخ التعاون بين الشعوب العربية من أجل مستقبل أفضل ،قائلا:””فلنعمل معًا على ترسيخ التعاون بيننا، ولنجعل من وحدتنا قوة، ومن تكاملنا نماء مؤمنين بأن شعوبنا العربية،تستحق غدًا يليق بعظمة ماضيها، وبمجد حضارتها فلنمض بثبات وعزيمة، ولنجعل من هذه القمة، خطوة فاصلة، نحو غد أكثر إشراقًا لوطننا العربي”.

الرئيس عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء العراقي على هامش القمة
قد التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وذلك على هامش القمة العربية الرابعة والثلاثين.

وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد إشادة السيد الرئيس بالتقدم الذي يشهده العراق في مختلف القطاعات، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون بين البلدين، خاصةً في المجالات الاقتصادية والتجارية، خاصة في قطاعي البنية التحتية والطاقة، والدور الذي يمكن أن تقوم به الشركات المصرية لدعم برامج التنمية في العراق، حيث أكد الجانبان على حرصهما على استكشاف آفاق أرحب للتعاون، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.

كما تناول اللقاء مستجدات الأوضاع في المنطقة وسبل استعادة الاستقرار الإقليمي، حيث شدد الجانبان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لاستعادة الأمن الإقليمي، مؤكدين على الرفض التام لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين، والتزامهما بالخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.