قال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن السلام كى يكتب له البقاء لابد وأن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف لا أن يفرض فرضا، أو يملى إملاء، مضيفا أن مصر وإسرائيل خاضتا حروبا ونزاعات عسكرية ضارية، دفع فيها الطرفان أثمانا فادحة من الدم والدمار، وكان للعداء أن يستمر ويتجذر، لولا بصيرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك والوساطة الأمريكية، التى مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع أنهى دوامة الانتقام وكسر جدار العداء وفتح صفحة جديدة من التاريخ.
جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسى أمس، بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة لعام 1973.
وأضاف الرئيس فى كلمته: «فى هذا اليوم المجيد، نقف جميعا وقفة عز وفخر، نُحيى فيها ذكرى يوم خالد فى تاريخ ووجدان الأمة، يوم السادس من أكتوبر عام 1973، ذلك اليوم الذى أضاف لمصر والعرب جميعا فخرا ومجدا إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، يوم وقف فيه العالم احتراما وإجلالا، لعظمة وإرادة المصريين، ولوحدة القرار العربى».
وتوجه الرئيس فى هذه الذكرى العطرة بتحية خالصة، إلى روح القائد العظيم الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» بطل الحرب والسلام صاحب القرار الجرىء، والرؤية الثاقبة الذى قاد الأمة بحكمة وشجاعة، نحو النصر والسلام.
كما وجه الرئيس التحية لقادة القوات المسلحة وكل ضابط وجندى وكل شهيد ارتقى إلى السماء وكل جريح نزف من أجل الوطن وكل من لبى نداء مصر، فى تلك اللحظة الفارقة من تاريخها لتظل راية مصر خفاقة شامخة.
وأضاف الرئيس قائلا: «من روح أكتوبر نستمد عزيمتنا اليوم فى بناء مصر الجديدة، مصر الحديثة، مصر التى تليق بمكانتها وتاريخها وتستحق أن تكون فى مصاف الدول الكبرى..إننا نعمل بكل جد وإخلاص على بناء دولة قوية، عصرية، متقدمة، تعبر عن وزن مصر الحقيقى، وعن قيمتها الحضارية والإنسانية، فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء».
وتابع الرئيس: إن الأوضاع الإقليمية لم تعد تحتمل التراخى، والظروف التى نعيشها تتطلب منا أن نكون على قدر المسئولية، وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات، بل والتقدم إلى الأمام، مشيرا إلى أن التجربة المصرية فى السلام مع إسرائيل لم تكن مجرد اتفاق بل كانت تأسيساً لسلام عادل رسخ الاستقرار وأثبت أن الإنصاف، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم إنها نموذج تاريخى يحتذى به فى صناعة السلام الحقيقى.
وأشار الرئيس: «من هذا المنطلق، نؤمن إيمانا راسخا بأن السلام الحقيقى فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.. إن السلام الذى يفرض بالقوة، لا يولد إلا احتقانا.. أما السلام الذى يبنى على العدل، فهو الذى يثمر تطبيعا حقيقيا، وتعايشا مستداما بين الشعوب.
وأضاف الرئيس إنه لا يسعه إلا أن يوجه التحية والتقدير للرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» على مبادرته، التى تسعى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار، مضيفا أن وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجزين، وإعادة إعمار غزة وبدء مسار سلمى سياسى، يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها تعنى أننا نسير فى الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ وهو ما نصبو إليه جميعا، مؤكدا أن المصالحة، لا المواجهة هى السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.