السفير الفنزويلي لنافذة الشرق: العالم شريك في الجرائم إن صمت.. ومصر تدافع عن الفلسطينيين بجدية
كتبت علياء الهواري
في لحظة فارقة يعيشها العالم مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وتصاعد معاناة الشعب الأعزل، جاء صوت فنزويلا من القاهرة ليؤكد مجددًا أن فلسطين ليست مجرد قضية سياسية عابرة، بل قضية حق وعدالة ووجود، السفير الفنزويلي في مصر، ويلمر أومر، خرج بتصريحات نارية تُجدد الموقف الثابت لبلاده الداعم للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن ما يجري اليوم ليس سوى إبادة جماعية وحشية تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وأن المجتمع الدولي لم يعد أمامه سوى الاعتراف بدولة فلسطين كخيار لا يقبل المساومة
هذا الموقف، الذي عبر عنه السفير من قلب القاهرة، لم يقتصر على التأكيد على حق الفلسطينيين التاريخي، بل جاء محملاً برسائل تقدير قوية لمصر ولرئيسها عبد الفتاح السيسي، باعتبارها الدولة التي تقف في الصفوف الأمامية دفاعًا عن القضية الفلسطينية، وتبذل جهودًا متواصلة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وفتح آفاق لحل سياسي عادل
قال السفير ويلمر أومر إن العالم بأسره مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، باعتبار أن هذا الحق ليس منحة ولا هبة، وإنما هو استحقاق تاريخي وقانوني لأصحاب الأرض، وأضاف: “ما يحدث حاليًا ليس سوى عملية إبادة جماعية تُمارس ضد الفلسطينيين، محاولة لاقتلاعهم من أرضهم وطمس هويتهم الوطنية، هذه الممارسات لا يمكن القبول بها، ولا بد للمجتمع الدولي أن يتحرك بجدية لوقفها”
وأكد أن موقف فنزويلا سيظل ثابتًا وداعمًا للشعب الفلسطيني، موضحًا أن بلاده تؤمن بشكل راسخ بأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو السبيل الوحيد لإحلال السلام العادل في المنطقة، وأشار إلى أن الاعتراف الدولي بفلسطين يجب أن يتحول إلى موقف عملي على الأرض، لا يقتصر على التصريحات أو الشعارات
لم يتردد السفير الفنزويلي في وصف ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي بأنه “إبادة ممنهجة”، قائلاً: “الكيان الصهيوني يمارس أبشع صور العنف والقتل والتدمير ضد أصحاب الأرض الأصليين. هذه ليست مجرد حرب أو صراع، بل عملية اقتلاع جماعي لشعب كامل من أرضه.
وأضاف: “ما نشهده من تدمير للبيوت، وقتل للأطفال والنساء، وحصار خانق على غزة، ما هو إلا صورة واضحة للوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون. هذه الجرائم تستدعي موقفًا دوليًا موحدًا، وإرادة جماعية لإنهاء الاحتلال.”
ورغم وصفه للجرائم الإسرائيلية بالوحشية، أكد السفير أن فنزويلا تؤمن بضرورة الوصول إلى حل سياسي، مشيرًا إلى أن “حل الدولتين” هو الإطار الوحيد القادر على إنهاء الصراع بشكل عادل
وقال: “نحن ندعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل في سلام، هذا الحل يحظى بإجماع واسع، وهو الطريق الواقعي نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق الاستقرار في المنطقة”
لم ينسَ السفير ويلمر أومر أن يوجه تحية كبيرة إلى مصر، وخصّ بالشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلاً: “لا يمكن الحديث عن القضية الفلسطينية دون الإشارة إلى الدور المصري العظيم. مصر، عبر تاريخها، كانت وما زالت حائط الصد الأول المدافع عن الحقوق الفلسطينية. واليوم، نرى الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود جهودًا جبارة من أجل وقف العدوان، وفتح المعابر لإغاثة المدنيين، والعمل على التهدئة.”
وأشار إلى أن فنزويلا تُقدّر عاليًا هذه الجهود المصرية التي لا تقتصر على الجانب السياسي فقط، بل تمتد إلى الجانب الإنساني والدبلوماسي، حيث تعمل القاهرة بلا توقف من أجل إغاثة الفلسطينيين وحماية أرواح الأبرياء.
يُذكر أن فنزويلا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين رسميًا منذ سنوات، وظلت مواقفها ثابتة لا تتغير رغم تقلبات السياسة العالمية. وأكد السفير أن بلاده ستظل صوتًا داعمًا للفلسطينيين في المحافل الدولية، وستستخدم علاقاتها الدبلوماسية للدفاع عن حقوقهم المشروعة.
وقال: “نحن في فنزويلا نعتبر أن فلسطين ليست قضية إقليمية تخص الشرق الأوسط فقط، بل هي قضية إنسانية تمس جميع شعوب العالم. دعمنا لها واجب أخلاقي قبل أن يكون سياسيًا.”
انتقد السفير بشدة صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم الإسرائيلية، قائلاً: “من غير المقبول أن يقف العالم مكتوف الأيدي بينما يُقتل الأطفال وتُهدم البيوت فوق ساكنيها. المجتمع الدولي مطالب اليوم بمواقف عملية، لا بيانات خجولة. على الدول أن تتحرك بقرارات واضحة لوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.”
وأضاف: “نحن بحاجة إلى ضغوط سياسية واقتصادية حقيقية على إسرائيل، حتى تدرك أن جرائمها لن تمر دون عقاب.”
تصريحات السفير الفنزويلي بالقاهرة تأتي لتؤكد أن القضية الفلسطينية لا تزال حية في وجدان الشعوب والدول الحرة، وأن صوت الحق لا يُمكن أن يُكتم مهما حاول الاحتلال طمس الحقيقة. وبينما يستمر الاحتلال في سياساته العدوانية، يخرج صوت فنزويلا داعمًا وصريحًا: فلسطين لأهلها، وقيام دولتها المستقلة استحقاق تاريخي لا يقبل المساومة.
ويبقى الدور المصري، الذي أشاد به السفير، شاهدًا على أن القاهرة ستظل حجر الزاوية في أي مساعٍ جادة لنصرة الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام العادل. وهكذا، تتجدد الرسالة من قلب القاهرة إلى العالم: فلسطين ليست قضية سياسية عابرة، بل قضية حق وعدالة ستظل حاضرة حتى تُسترد الأرض ويُقام الحق.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.