اللواء رضا فرحات في حواره لـ «نافذة الشرق»: المنافسة الانتخابية ستكون أكثر نضجا وتنوعا.. والوضع السياسي في مصر حاليا يتسم بالاستقرار

9

أحمد خالد

تشهد مصر خلال المرحلة المقبلة سباق انتخابي جديد يتسم بالمنافسة الشرسة بين عدد المرشحين والأحزاب السياسية، وفي هذا الإطار كشف اللواء رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر، الوضع السياسي في مصر ورؤية الحزب للانتخابات وكيف استعد حزبه لذلك.
بداية.. كيف ترى الوضع السياسي الحالي في مصر؟ وما رؤية حزب المؤتمر في هذا السياق؟

  • الوضع السياسي في مصر حاليا يتسم بالاستقرار والتدرج في الانفتاح السياسي، وهو استقرار نابع من وعي القيادة السياسية بأهمية الإصلاح الشامل، وفتح المجال أمام الحوار والتعددية وهناك جهود ملموسة لتوسيع دائرة المشاركة السياسية، وتفعيل دور الأحزاب، وهو ما بدا واضحا خلال جلسات الحوار الوطني التي ناقشت قضايا جوهرية مثل الدعم، والتعليم، والإدارة المحلية، وبالرغم من أن الحوار الوطني يمثل منصة مهمة للأحزاب لتقديم رؤاها وبرامجها، لكنه أيضا كان اختبار حقيقي لمدى جاهزية القوى السياسية للانتقال إلى مرحلة المشاركة الفاعلة في صنع القرار، ونحن نؤمن أن المرحلة تتطلب أحزابا فاعلة قادرة على تقديم حلول واقعية، وتبني أجندة وطنية تدعم المواطن والدولة معا، وحزب المؤتمر يعمل على دعم قضايا التنمية المستدامة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، والمساهمة في تفعيل قانون الإدارة المحلية، لما له من تأثير مباشر على حياة المواطنين كما نؤمن بضرورة تطوير الإعلام السياسي، وبناء كوادر حزبية قادرة على التعامل مع التحديات بوعي وفهم عميق لمتطلبات المرحلة.

كيف ترى المنافسة الانتخابية؟ وهل هناك تحالفات سياسية متوقعة؟
المنافسة الانتخابية في المرحلة المقبلة ستكون أكثر نضجا وتنوعا، خاصة في ظل المناخ السياسي الذي يشجع على المشاركة والتعددية، ويمنح للأحزاب فرصة حقيقية للتعبير عن برامجها ورؤاها و ما نرصده من تحركات حزبية ومجتمعية يشير إلى أن هناك استعدادا جادا لدى عدد من القوى السياسية لخوض الانتخابات ببرامج واقعية تلامس احتياجات المواطن، سواء على مستوى المجالس المحلية أو البرلمانية، وستكون المنافسة قائمة ليس فقط على الشعارات، ولكن على قدرة كل حزب أو مرشح في تقديم حلول ملموسة لقضايا الناس، مثل التعليم، والصحة، والخدمات، وتكلفة المعيشة وهنا تبرز أهمية بناء كوادر سياسية حقيقية، وليس فقط التواجد الرمزي على الساحة..
وبالنسبة للتحالفات، فإن الفترة المقبلة ستشهد تحركات نحو تشكيل تحالفات سياسية، خاصة بين الأحزاب ذات التوجهات المتقاربة، سواء على المستوى الأيديولوجي أو في الرؤية الاقتصادية والاجتماعية وقد يكون هناك تنسيق بين الأحزاب الداعمة للدولة من جهة، وبعض القوى المستقلة من جهة أخرى، لتشكيل قوائم انتخابية قوية قادرة على تمثيل الشارع بشكل حقيقي و حزب المؤتمر منفتح على التنسيق مع القوى الوطنية الجادة، و الأولوية هي دعم الاستقرار، وتحقيق الإصلاح من داخل الدولة، مع الحفاظ على التوازن بين متطلبات التنمية وطموحات المواطنين..

هل هناك خطط محددة لدعم الشباب أو تمكين المرأة؟
بالتأكيد، تمكين الشباب والمرأة يمثل أولوية رئيسية ويتماشى مع توجهات الدولة في بناء مجتمع حديث وشامل يستثمر طاقات جميع أبنائه ونحن نؤمن بأن الشباب ليسوا فقط الفئة الأكبر عددا، بل هم الطاقة الحيوية لأي عملية إصلاح أو تطوير، ولذلك لدينا خطط واضحة لدمجهم في العمل الحزبي والسياسي، من خلال برامج تدريب وتأهيل، ومراكز أبحاث شبابية، وتخصيص مساحات لهم داخل اللجان النوعية بالحزب للمشاركة في صياغة السياسات والمبادرات.
أما على صعيد المرأة، فنحن ندرك دورها المحوري في كل مناحي الحياة، ونعمل على تعزيز تمثيلها في المجالس المنتخبة، ودعمها في العمل العام والاقتصاد المحلي و لدينا قيادات نسائية فاعلة داخل الحزب، ونسعى لخلق بيئة تمكينية تسمح لها بالمشاركة الفعالة سواء في الانتخابات أو في مواقع صنع القرار ونحن نريد أن تمكين الشباب والمرأة ليس شعارا، بل ضرورة وطنية، لتحقيق التوازن المجتمعي والاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي يملكها المصريون، و الاستثمار في هذه الفئات هو استثمار مباشر في مستقبل الوطن واستقراره وتنميته المستدامة.

ما هو الجديد الذي يقدمه حزب المؤتمر مقارنة بباقي الأحزاب؟
ما يميز حزب المؤتمر عن غيره من الأحزاب هو وضوح الرؤية وتوازن الطرح، حيث نحرص على الجمع بين دعم الدولة ومؤسساتها، وبين التعبير الصادق عن طموحات المواطنين وهمومهم، والحزب لا يكتفي بالشعارات، بل يقدم برامج واقعية قابلة للتنفيذ، ترتكز على دراسة دقيقة لاحتياجات المجتمع، خاصة في مجالات التعليم، والصحة، والدعم، والإدارة المحلية..
والجديد الذي يقدمه الحزب هو الاعتماد على كوادر مؤهلة تمتلك خبرات حقيقية في العمل العام، مع فتح الباب أمام الشباب والمرأة للمشاركة الفعلية، وليس الرمزية، في صنع القرار الحزبي والسياسي كما نحرص على أن تكون كل مواقفنا منبثقة من منطلق وطني يحترم مؤسسات الدولة ويعزز الاستقرار، لكنه في نفس الوقت لا يغفل المطالبة بالإصلاح وتحقيق العدالة الاجتماعية وحزب المؤتمر يعمل على بناء نموذج حزبي جديد، يتفاعل بجدية مع قضايا الوطن، ويقدم حلولا مدروسة، ويعمل من أجل الصالح العام، وليس فقط من أجل الحضور الإعلامي أو الانتخابي، “نحن نؤمن أن السياسة مسؤولية، وأن العمل الحزبي الناجح يبدأ من الشارع وينتهي بتأثير فعال داخل مؤسسات الدولة.”

كنائب رئيس الحزب.. ما هو الدور الذي تقوم به في الحملة؟
بصفتي نائبا لرئيس الحزب، فإن دوري في الحملة الانتخابية يمتد إلى عدة محاور أساسية، تبدأ بالتخطيط الاستراتيجي ومتابعة تنفيذ رؤية الحزب على الأرض، من خلال التنسيق بين اللجان التنظيمية والكوادر الميدانية في المحافظات و أعمل بشكل مباشر على صياغة الرسائل السياسية التي تعبر عن هوية الحزب وتطلعاته، و أحرص على أن تكون الحملات التوعوية والانتخابية معبرة عن مشكلات المواطن وحلولنا المقترحة لها ، كذلك أشارك في اختيار المرشحين بناءا على معايير الكفاءة والقبول المجتمعي، وأتولى جزءا من التدريب السياسي لهم، لضمان قدرتهم على تمثيل الحزب بصورة لائقة وفعالة كما أعمل على تعزيز التواصل مع وسائل الإعلام والجمهور، سواء من خلال الفعاليات الجماهيرية أو المنصات الرقمية، لضمان وصول رسالتنا بشكل واضح وشفاف و هناك تنسيقا مستمرا مع القيادة الحزبية واللجان النوعية لمتابعة الأداء وتقييمه، وضمان تكامل الجهود، لأن نجاح أي حملة لا يعتمد فقط على الشعارات، بل على العمل المنظم والاقتراب الحقيقي من الناس، وهذا ما نحرص على تحقيقه بكل دقة خلال هذه المرحلة..

كيف ترى التفاعل الجماهيري مع الحزب؟
التفاعل الجماهيري مع حزب المؤتمر يشهد تطورا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع توسع الحزب في النزول إلى الشارع، وتنظيم فعاليات جماهيرية في المحافظات، والاستماع بشكل مباشر إلى مشكلات المواطنين وتطلعاتهم و هذا القرب من الناس أوجد نوعا من الثقة المتبادلة، وأعاد تعريف الوعي الجماهيري كقوة سياسية جادة تطرح حلولا واقعية وليست مجرد وعود انتخابية و لا نكتفي بالوجود التقليدي، بل نحرص على التفاعل عبر وسائل متعددة، سواء من خلال اللقاءات الميدانية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو المشاركة في المبادرات المجتمعية، مما خلق قاعدة جماهيرية متنوعة، خاصة بين الشباب والمرأة، وهم من أهم الفئات التي نعمل على تمكينها سياسيا كما أن المواطنين أصبحوا أكثر وعيا، ويميزون بين الذي يكتفي بالشعارات، وبين من يملك رؤية وخطة عمل و التفاعل الجماهيري هو مقياس حقيقي لنجاح أي حزب، وحزب المؤتمر يراهن على حضوره في الشارع وثقة المواطن في قدرته على تمثيله بجدية.

في رأيك.. ما هى التحديات التي تواجه الحملات الانتخابية حاليًا؟
الحملات الانتخابية في مصر تواجه اليوم مجموعة من التحديات التي تتطلب من الأحزاب مزيدا من الجهد والتنظيم و من أبرز هذه التحديات، ضعف الوعي السياسي لدى قطاع من الناخبين، وهو ما يقلل من التفاعل الحقيقي مع البرامج الانتخابية، ويجعل البعض يتعامل مع الانتخابات كحدث روتيني وليس كوسيلة للتغيير والمشاركة، كذلك هناك تحديات تتعلق بالمناخ الاقتصادي، حيث تؤثر الأوضاع المعيشية على اهتمامات المواطنين، وتجعلهم أكثر تركيزا على القضايا اليومية من أن يتفاعلوا بجدية مع الخطابات السياسية كما أن محدودية الإمكانيات لدى بعض الأحزاب تعيق قدرتها على توصيل رسالتها للجمهور، مقارنة بأطراف تمتلك دعما إعلاميا أو تمويليا أوسع..

أضف إلى ذلك، هناك حالة من التشبع أو الفتور السياسي لدى بعض الفئات، نتيجة تجارب سابقة لم تحقق التغيير المأمول، وهو ما نعمل على تغييره من خلال استعادة الثقة بالعمل الحزبي الجاد والمسؤول ونتعامل مع هذه التحديات كفرص للتطوير، معتمدين على تطوير الكوادر في الميدان لبناء تواصل مباشر مع المواطن، ونحن نؤمن بأن التحديات هي بوابة للابتكار السياسي، لا عائق أمامه..

حضرتك تحب توجّه رسالة للناخبين قبل الانتخابات؟
بالطبع، أود أن أوجه رسالة صادقة إلى كل ناخب وناخبة: صوتكم هو أمانة ومسؤولية، وهو الوسيلة الأهم لصناعة مستقبل أفضل لكم ولأبنائكم لا تتركوا فرصة المشاركة تمر دون أن تكونوا جزءًا من التغيير، فالانتخابات ليست مجرد إجراء روتيني، بل هي تعبير حقيقي عن الإرادة الشعبية، وفرصة لاختيار من يمثلكم بجدية ويعبر عن قضاياكم..
أنتم أصحاب القرار، واختياركم يجب أن يبنى على وعي ومعرفة بمن يستحق الثقة، وبمن يملك رؤية واضحة وقدرة على العمل لا تنخدعوا بالشعارات، بل اسألوا عن البرامج، وتابعوا من يعمل على الأرض لا مَن يكتفي بالكلام ونعدكم بأننا سنظل على العهد، نعبر عن المواطن، ونسعى جاهدين لتحقيق طموحاته، و نمد أيدينا دائما من أجل شراكة حقيقية بين الحزب والشعب..

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.