اليمن يدخل على خط النار.. والحرب العالمية تدق أجراس الإنذار

3

كتب: محمود أحمد

بعد التصعيد السريع والمستمر والغير مسبوق بين إيران وإسرائيل، بات العالم في خوف شديد من اندلاع حرب عالمية، المفاجآت تتوالي، والأحداث تتطور سريعا، الحرب العالمية تلوح، والشرق ينتظر انجرار الغرب خلف أهواء القوة، والإذعان لتهور وغطرسة القوة التي تحكم العالم.

في 13 يونيو 2025، شنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق على قلب المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، استخدمت فيها الطائرات الحربية ( المقاتلات F-35) والطائرات مسيرة، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل عدد من كبار القادة والعلماء الإيرانيين. وصفت إسرائيل هذه الضربات بأنها «وقائية» بهدف تعطيل برنامج إيران النووي.

ردت إيران ليلتها، بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية، واستهدفت مواقع في حيفا وتل أبيب ومناطق سكنية.

اليمن يدخل خط النار
وفي الـ 15 من يونيو، دخلت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن على خط المواجهة، وقالت أنها نفذت هجمات صاروخية باليستية «بما في ذلك صواريخ فرط صوتية» على أهداف إسرائيلية في مدينة يافا ووسط إسرائيل، لافتة إلى أن ذلك كان بالتنسيق المباشر مع إيران، لتكون بذلك أول خطوة لتوسع الجبهة الجغرافية للصراع.
تفصيلا، أوضحت الحوثي أن الصواريخ الباليستية الفرط صوتية المستخدمة في الهجوم كانت من نوع «فلسطين 2».
ولا يمكن تناسي، أن هجوم الحوثيين جاء بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية في اليمن استهدفت فيعل شخصية قيادية بارزة في صفوف «الحوثي»، وفقا لـ تقارير إعلامية عبرية.

النيران تشتعل والحرب العالمية تدق أجراسها
وفي الوقت الحالي الذي يعتبره الكثير من المحللين بمثابة عد تنازلي لحرب عالمية كبرى، يجب التذكير أن إيران رفعت سقف التصعيد في الهجمات الأخيرة لتحفظ ماء وجهها، وتعيد موازنة مستوى الخسارة من جديد، فكما خسرت الكثير من أضلعها ( القادة العسكريين، المنشآت النووية، المباني المدنية، وغيرها)، تأثرت إسرائيل أيضا في الهجمة الإيرانية الأخيرة التي استخدمت فيها صواريخ فرط صوتية خارقة للتحصينات «خيبر» وأخرى شديدة التدمير حيث تم إطلاق حوالي 370 صاروخ باليستي، بالإضافة إلى حوالي 100 مسيرة هبطوا في المجال الجوي لإسرائيل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، من إيلات إلى الناقورة، وكانت النتيجة انهيار الكثير من المباني، وانهيار الملاجئ النووية.

ولكن الكارثة الكبرى، تكمن في قرار الولايات المتحدة الأمريكية «وفقا لوسائل إعلام عالمية» بإرسال حاملة الطائرات النووية USS Nimitz بشكل فوري إلى الشرق الأوسط، وتحتوي هذه الحاملة على 60 طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، وطاقم يتكون من 5000 جندي، الأمر الذي يرفع احتمالات دخول أمريكا في الحرب بشكل مباشر، لا سيما أنها هناك حاملة الطائرات الأمريكية «USS Carl Vinson» متواجدة بالفعل في المنطقة.

الصراع مستمر ويتزايد
وحتى الآن لازال الصراع مستمرا، ولازالت إسرائيل تشن غاراتها الجوية على إيران، مستهدفة منشآت الطاقة ومقر وزارة الدفاع.
كشفت إيران عن مقتل ما لا يقل عن 224 شخصًا، غالبيتهم من المدنيين، وإصابة أكثر من 1200 شخص، بينما أعلنت إسرائيل عن مقتل أكثر من 20 شخصًا وإصابة حوالي 300.

دعت القوى العالمية، بما في ذلك مجموعة السبع، إلى احتواء الصراع وتهدئته، وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران على التفاوض، بينما أكدت ألمانيا ودول أوروبية أخرى على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وشددت على ضرورة عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية.

سيناريوهات صادمة
حتى الآن معظم التقارير تفيد بأن باكستان والصين وروسيا يدعمون إيران ويمدونها بمجموعة متنوعة من الصواريخ والذخيرة، بينما إسرائيل تملك دعما لا نهائيا ولا محدودا من الأسلحة والذخيرة، ولكن المشكلة تكمن في تطور الأمر، وانجرار كافة الأطراف الحرب، لتتحول إلى حرب عالمية معظم الدول فيها تملك أسلحة نووية إن تم إطلاق أي منها، ستكون كارثة على العالم بأسره.
ولكن بعد الإعلان الأمريكي بنقل حاملة الطائرات النووية إلى الشرق الأوسط، هدئت النبرة الباكستانية الداعمة لإيران، سحبت روسيا كل دبلوماسييها من إيران، وحتى الآن الموقف الصيني غير معروف، رغم أن السفارة الصينية في تل أبيب حذرت الإسرائيليين ونصحتهم بالمغادرة خلال الساعات القادمة لتجنب الخطر القادم، ولكن ذلك لا يعني أن إيران ليس لديها ورقة رابحة، فمضيق هرمز الذي تمر منه 20% من مجموع التجارة العالمية، وهنا تكمن المشكلة الكبرى الذي يجب على جميع الأطراف وجميع الدول النظر لها، فلو تم إغلاق هذا المضيق ستتعطل الحياة التجارية، وخصوصا في الخليج، بالإضافة إلى أن ذلك سيؤثر على إمدادات الطاقة في العالم أجمع.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.