اندلاع الحرب بين الهند وباكستان: بداية فصل جديد في ميزان القوة العالمي(خاص)

21

كتبت بسمة هاني

قال الدكتور عبدالله نعمة، الخبير في العلاقات الدولية والمحلل الاستراتيجي اللبناني، في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، إن التطورات الأخيرة في شبه القارة الهندية تمثل لحظة مفصلية في التوازن العسكري الإقليمي والعالمي.

ولفت إلى أن التصعيد المفاجئ بين الهند وباكستان، والذي بدأ بعملية جوية هندية واسعة النطاق، تجاوز كونه مجرد مواجهة حدودية تقليدية، بل شكّل اختباراً حقيقياً لأنظمة التسليح العالمية، الغربية منها والشرقية.

الهجوم الهندي: عملية نوعية أم مقامرة مكلفة؟

وأوضح الدكتور نعمة أن الهند أطلقت عملية عسكرية جوية ضخمة استهدفت معسكرات في كشمير ومحيط مدينة مظفر آباد، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب. وأكد أن العملية شملت استخدام أحدث ما تملكه الهند من طائرات، من بينها مقاتلات “رافال” الفرنسية، و”سوخوي” و”ميغ” الروسية، إلى جانب طائرات مسيرة من طراز هيرون الإسرائيلية.

كما استخدمت القوات الجوية الهندية صواريخ دقيقة التوجيه وقنابل ذكية، في محاولة لإحداث تأثير ساحق وسريع.

وأشار إلى أن المفاجأة الكبرى لم تكن في حجم الهجوم، بل في نتائجه الكارثية على الجانب الهندي، حيث أعلنت باكستان أنها أسقطت كافة الطائرات الهندية المشاركة في الهجوم، دون أن تخسر أي من طائراتها أو بطاريات دفاعها الجوي.

وقال الدكتور نعمة: ما حدث لم يكن فقط إحباطاً لعملية عسكرية، بل كان ضربة قاسية لمنظومة السلاح الغربي بكاملها.

الصين تدخل الميدان: اختبار حقيقي للأسلحة الصينية

شدد الدكتور نعمة على أن المعضلة الأكبر بالنسبة للعواصم الغربية لم تكن في فشل العملية الهندية فحسب، بل في أن باكستان للمرة الأولى اعتمدت بشكل مباشر على التكنولوجيا العسكرية الصينية.

فقد استخدمت القوات الجوية الباكستانية مقاتلات صينية حديثة وأنظمة دفاع جوي متطورة، ونجحت تلك المنظومات في تحييد الهجوم الجوي الهندي بالكامل، دون أن تتعرض لأي خسائر.

وأضاف: هذا التفوق الميداني، الذي تحقق فعلياً على أرض المعركة، يمثل نقطة تحول كبرى في سوق السلاح العالمي، ويمنح الصين لأول مرة موقعاً منافساً حقيقياً أمام الترسانة الأمريكية والأوروبية والروسية.

انعكاسات إقليمية: مصر في دائرة الضوء

ونوه الدكتور نعمة إلى أن الأنظار بدأت تتجه إلى مصر، خاصة بعد أن تبين أن الجيش المصري يمتلك نفس منظومات الدفاع الجوي الصينية، إضافة إلى طائرات مقاتلة من الطراز ذاته الذي استخدمته باكستان في المعركة.

وأكد أن الصفقة المصرية الصينية، التي جرت بهدوء خلال السنوات الماضية، أصبحت الآن محط أنظار المراقبين، خصوصاً بعد نجاح التجربة الباكستانية.

وقال: بات من الواضح أن التفوق الجوي الإسرائيلي، الذي كان يُعتبر ميزة استراتيجية غير قابلة للطعن، أصبح مهدداً بشكل جدي، خاصة أن القوات المسلحة المصرية تمتلك الآن أدوات ردع قادرة على مواجهة التفوق التكنولوجي الإسرائيلي.

قلق إسرائيلي متصاعد: خطر منظومات الدفاع الصينية

وأشار الدكتور عبدالله نعمة إلى أن الإعلام الإسرائيلي بدأ يدق ناقوس الخطر، معبراً عن مخاوف جدية من امتلاك مصر لهذه المنظومات الصينية.

وأوضح أن تقارير إسرائيلية تحدثت صراحة عن أن هذه الأسلحة قد تغيّر ميزان الردع في المنطقة، معتبرة أن ما جرى في سماء كشمير يمكن أن يتكرر في أي ساحة مواجهة محتملة بالشرق الأوسط.

وأضاف: هذا الإعتراف الإسرائيلي هو بحد ذاته تحول نوعي، إذ يمثل أول إقرار بأن هناك تفوقاً تقنياً غير غربي بدأ يظهر في الشرق الأوسط، وأنه لم يعد بإمكان تل أبيب أو واشنطن ضمان السيطرة الكاملة على الأجواء كما في السابق.

مناورات مصرية صينية: رسائل واضحة للعالم

ولفت الدكتور نعمة إلى أن التطورات الأخيرة تزامنت مع تنفيذ مناورات عسكرية غير مسبوقة بين مصر والصين، حيث شوهدت طائرات حربية صينية تحلق فوق الأهرامات، في مشهد رمزي يؤكد عمق التعاون العسكري بين البلدين.

وإعتبر أن هذه المناورات لم تكن مجرد تدريبات روتينية، بل رسالة إستراتيجية موجهة إلى خصوم مصر وحلفائها على حد سواء.

وقال: مصر، بحكم موقعها الجيوسياسي وقدراتها العسكرية، أصبحت لاعباً محورياً في التحولات الجارية.

وعندما تمتلك دولة بهذا الحجم تكنولوجيا صينية أثبتت فاعليتها ضد أعتى الأنظمة الغربية، فإن المعادلة الإقليمية كلها تتغير.

لحظة مفصلية في النظام الدولي

وإختتم الدكتور نعمة حديثه بالتأكيد على أن ما جرى بين الهند وباكستان ليس مجرد تصعيد عابر، بل حدث مفصلي يعيد رسم توازنات القوة في العالم. وأشار إلى أن دخول الصين بثقلها في صراعات فعلية خارج حدودها، وتفوق منظوماتها في معركة حقيقية، يفتح الباب أمام تغيير كبير في هيكل القوة العسكرية العالمية.

وشدد على أن العالم اليوم لا يشهد فقط بزوغ قوة عسكرية جديدة، بل يقترب من لحظة انهيار التفوق المطلق للسلاح الغربي، وهو تحول سيعيد تشكيل موازين القوى ليس فقط في آسيا، بل في الشرق الأوسط أيضاً.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.