بأوامر رئاسية عودة 71مصرى من ليبيا إثر اشتباكات مستمرة
كتبت بسنت السيد
بعد اندلاع اشتباكات طاحنة بين ميليشيات وفصائل منتناحرة في ليبيا خرجت المئات من جموع المواطنين أمس الجمعة مطالبين بعزل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
وقعت اشتباكات وإطلاق النار على المتظاهرين مما أحدث حالة من الهرج والمرج والقتل العشوائي بعد وقوع معارك طاحنة.ودمار شامل في شوارع طرابلس.
إرسال طائرة مصرية لإعادة المصريين من ليبيا
وحرصا على أرواح المصريين في ليبيا أعادت مصر، مساء الجمعة، 71 من رعاياها المتواجدين في ليبيا.
حيث أرسلت الحكومة المصرية طائرة تابعة لشركة “مصر للطيران”، مساء الجمعة، إلى ليبيا.
وشكلت وزارة الخارجية المصرية غرفة عمليات طارئة لحصر أعداد المصريين المتواجدين في ليبيا والراغبين في العودة إلى أرض الوطن مصر هربا من جحيم اللبارود المشتعل الذى لم يهدأ منذ اغتيال الككلى ،حيث تم إعادة 71 مصرياً ممن سجلوا بياناتهم مع سفارة بلادهم في العاصمة الليبية طرابلس وغرفة العمليات التي تم تشكيلها في وزارة الخارجية، طالبين العودة إلى مصر.
توجيهات رئاسية بعودة المصريين
و تنفيذاً لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمتابعة أوضاع المصريين في ليبيا، والوقوف على آخر المستجدات لضمان أمنهم وسلامتهم، وإعادة الراغبين منهم إلى البلاد إثر التوترات الأخيرة التي شهدتها طرابلس.
ومن جانبها نوهت وزارة الخارجية على المواطنين المصريين المتواجدين في ليبيا، بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والتزام منازلهم لحين تبين الأوضاع وعودة الهدوء والاستقرار، والتواصل مع سفارة بلادهم في طرابلس حال وجود أية أحداث تمس أمنهم وسلامتهم.
وعلق الكاتب رضا شعبان الصحفي المتخصص في الشأن الليبي في حديثه لموقع نافذة الشرق قائلا إن هناك مظاهرات واندعت منذ أمس مطالبة بإقالة حكومة عبد الحميد الدبيبة في ظل تصاعد فوضى المليشيات وتنامي حالة الغضب في مناطق غرب ليبيا، وعلى رأسها مدينة مصراتة، حمّلت حركات معارضة في المدينة، الجهات التي تمنع التظاهر السلمي، مسؤولية أي تصعيد قادم.
بيان مشترك ل6مبادرات شعبية
وفي بيان مشترك صادر عن ستة كيانات شعبية هي الفاعليات الوطنية بمصراتة لمقاومة الفساد، ودعم السيادة الوطنية، ومبادرة شباب من مصراتة، و”مصراتة وأكد17 فبراير وحراك مصراتة ضد الظلم وحراك مصراتة ضد الفساد و”الحراك الشعبي الليبي، أن هذا الموقف يأتي انطلاقًا من المسؤولية الوطنية، وحرصًا على وحدة الصف الداخلي ورفضًا لمحاولات الزج بالمدينة في صراعات سياسية تدور في العاصمة طرابلس.
تصعيد مفتوح
ومن جانبها أعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء التطورات التى تجرى في ليبيامن مواجهات مسلحة ، والاشتباكات القائمة في العاصمة طرابلس، مؤكدة أنها “قد تؤدي إلى تصعيد مفتوح وتهدد مقدرات وأرواح الشعب الليبي الشقيق”.
داعية كافة الأطراف الليبية لإعلاء المصالح الوطنية، وإنهاء حالة التصعيد القائمة، والاحتكام لصوت العقل حفاظاً على مقدرات الدولة.
ردود أفعال سياسين على عودة المصريين من ليبيا
وفي تصريحات إعلامية أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن القيادة السياسية تضع أمن وسلامة مواطنيها على رأس أولوياتها ويتجلى هذا في سرعة استجابة الدولة المصرية في استعادة أبنائها إلى أرض الوطن رغم التوترات السياسية وتصاعد وتيرة الاشتباكات بين صفوف المجتمع الليبي مشيراً ، إلى أن الجهود التي بذلتها الدولة المصرية، من خلال وزارة الخارجية وأجهزتها المختلفة، بالتنسيق مع وزارة الطيران المدني، أثمرت عن عودة 71 مواطنا مصريا من الأراضي الليبية، في وقت تشهد فيه ليبيا أوضاعا أمنية مضطربة، ما يعكس يقظة الدولة واستعدادها الكامل للتحرك السريع من أجل حماية أبنائها في مناطق النزاع.
وأضاف القيادي بحزب مستقبل وطن، أن مصر تقدم نموذجا يحتذى به في رعاية مواطنيها بالخارج، حيث وفق رؤية استراتيجية في تعاملها مع الأزمات، مشيرا إلى أن هذا التحرك السريع يعكس متانة الأجهزة المعنية وكفاءتها، فضلا عن التنسيق العالي بين مؤسسات الدولة المختلفة، وهو ما يعزز ثقة المواطن المصري في بلاده أينما كان.
عودة المصريين رسالة للعالم
ولفت الحفناوي”إلى أن استعادة المواطنين من ليبيا لا تُعد مجرد عملية إجلاء، بل هى رسالة سياسية واضحة تؤكد أن الدولة المصرية حاضرة على الساحة الإقليمية، وتمتلك أدواتها للتعامل مع الملفات المعقدة بما يحفظ أمنها القومي ويصون حقوق مواطنيها، لافتا إلى أن ليبيا تمثل عمقا استراتيجيا لمصر، وأن ما يحدث على أراضيها من توترات وصراعات ينعكس بشكل مباشر على الأمن القومي المصري.
تغليب صوت العقل وإعلاء المصلحة الوطنية
ودعا الحفناوي، الفصائل في ليبيا إلى الحفاظ على استقرار ليبيا ودعم جهود التسوية السياسية يمثلان أولوية لمصر، وهو ما يتجسد في تحركاتها المتوازنة والهادفة إلى جمع الأطراف الليبية على طاولة الحوار، داعيا كافة القوى الليبية إلى تغليب صوت العقل وتقديم المصلحة الوطنية على أية اعتبارات ضيقة، والعمل على إنهاء الانقسام والانخراط في مسار سياسي جامع يفضي إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة تمهد الطريق لاستقرار دائم.
كما طالب “الحفناوي”، المجتمع الدولي بدعم هذا المسار، ونبذ سيناريو الانقسام من خلال التدخلات السلبية أو دعم أطراف بعينها، مؤكدا أن الدولة المصرية لم ولن تتأخر عن أبنائها يوما، وما حدث في ليبيا يؤكد أن مصر، بقيادتها ومؤسساتها، قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها مهما كانت التحديات.
ومن جانبه قال الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج في تصريحات سابقة لنافذة الشرق أن الدور المصرى في الملف الليبي يراقب عن كثب مايحدث على أرض ليبيا ولن يسمح لجماعات إرهابية بتهديد الحدود المصرية.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.