باحث علاقات دولية: زيارة البرلمان العربي إلى رفح “تحرك رمزي يحمل رسائل دعم لغزة”

3

كتب: عبدالله عمارة
في تحرك ميداني يعكس تزايد الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، أجرى وفد من البرلمان العربي، برئاسة محمد بن أحمد اليماحي، زيارة ميدانية يوم الجمعة إلى مدينة العريش ومعبر رفح، للاطلاع على الجهود الإنسانية المبذولة لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتصاعد الأزمة الإنسانية هناك.
زيارة المستشفى الإماراتي
استهل الوفد زيارته بتفقد المستشفى الإماراتي العائم بميناء العريش البحري، بحضور اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، حيث استمع أعضاء الوفد إلى شرح مفصل حول آلية عمل المستشفى، الذي يُعدّ إحدى أبرز محطات مبادرة “الفارس الشهم 3” التي أطلقتها دولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني.
وقدم الفريق الطبي الإماراتي شرحًا حول الخدمات العلاجية المقدّمة داخل المستشفى، والتي تشمل غرف عمليات وعناية مركزة ومعامل تحاليل وأجهزة أشعة، بالإضافة إلى توافر المستلزمات الطبية الكاملة لعلاج المصابين.
وخلال جولته داخل المستشفى، التقى الوفد عددًا من المصابين الفلسطينيين ومرافقيهم، واطّلع على حجم المساعدات المقدمة لهم، مشيدًا بالتكامل بين الجهود الإماراتية والمصرية في توفير رعاية متكاملة للجرحى والمصابين جراء العدوان.
وأكد محمد أحمد اليماحي، رئيس الوفد، أن هذه الجهود تمثل نموذجًا مشرفًا للدعم العربي الحقيقي، معربًا عن تقدير البرلمان العربي للمبادرات الإنسانية التي تُجسد وحدة المصير والدعم المشترك للقضية الفلسطينية.
تفقد معبر رفح
كما أجرى الوفد زيارة إلى معبر رفح البري، حيث استمع إلى شرح من مسؤولي الهلال الأحمر المصري حول آلية استقبال المساعدات وتخزينها في مخازن العريش، ومن ثم نقلها إلى داخل قطاع غزة، وسط تحديات لوجستية وتهديدات مستمرة من قوات الاحتلال.
وثمّن الوفد الجهود التي تبذلها الدولة المصرية على الصعيدين الرسمي والشعبي لتسهيل عبور المساعدات، مؤكدين أن ما تقوم به مصر منسجم تمامًا مع دورها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني.
وفي تصريحاتهم، طالب أعضاء الوفد المجتمع الدولي بعدم غض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، محذرين من أن استمرار تجاهل معاناة الفلسطينيين يُهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله، ولا يمكن أن يتحقق الاستقرار دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس.
الزيارة “مظلة للتحركات السياسية والإنسانية” تجاه غزة
وفي تصريح خاص لـ”نافذة الشرق”، قال مصطفى صلاح، الباحث في العلاقات الدولية، إن هذه الزيارة “تعكس بصورة كبيرة اتجاهات الدعم الإنساني والسياسي كمظلة للتحركات تجاه ملف غزة في ظل الحصار المفروض على أهالي القطاع”.
وأضاف: “كما أنها تأتي في سياق الاهتمام بضرورة الوصول إلى تسوية شاملة لهذا الملف، خاصة بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، حيث اتجهت الأنظار إلى غزة باعتبارها الملف المؤجل”.
وشدد صلاح على أن “الزيارة تحمل مجموعة من رسائل الدعم لضرورة إعادة تسليط الضوء على ملف غزة وحل القضية الفلسطينية كنقطة ارتكاز لتحقيق الاستقرار في المنطقة العربية”.
كما أوضح أن “رمزية المكان وتواجد الوفد في معبر رفح تمثل ورقة دعم وتضامن معنوي على محاولات فتح المعبر ودخول المساعدات، خاصة أن الجانب الفلسطيني من المعبر مستهدف من جانب إسرائيل”.
جلسة ختامية للبرلمان العربي في القاهرة
وفي اليوم التالي للزيارة، عقد البرلمان العربي جلسته العامة الخامسة (الختامية) لدور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بمشاركة ممثلين عن مختلف البرلمانات العربية، من بينها مجلس النواب البحريني.
وشهدت الجلسة تأكيدًا متجددًا على مركزية القضية الفلسطينية، حيث أشار أعضاء البرلمان إلى أن حل هذه القضية بشكل عادل هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
أبعاد سياسية ورسائل ميدانية
تحمل زيارة الوفد العربي إلى العريش ومعبر رفح أبعادًا تتجاوز الدعم الإنساني، حيث تؤكد على أهمية التحرك العربي المشترك في وقت يشهد فيه الملف الفلسطيني تراجعًا على سلم الأولويات الدولية.
وبحسب محللين، فإن الوجود الميداني العربي في نقاط التماس مثل معبر رفح والمستشفيات الميدانية يرسل رسائل رمزية قوية، مفادها أن القضية الفلسطينية لا تزال تحظى باهتمام الشعوب والحكومات العربية.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.