بدء حصاد الشعير في سيناء
سيناء – محمود الشوربجي
في بستانه الممتد على مسافة مترامية في قرى شمال شرق سيناء، يشرف الحاج أحمد أبوسليم، 55 عامًا، على حصاد الشعير لهذا الموسم الذي هو ثمرة بذور معتمدة، وذلك في إطار مسعى تدعمه الدولة يهدف بشكل أساسي إلى تقوية المزروعات في مواجهة التغير المناخي المتسارع.
وكان «أبوسليم» في الماضي، كما غيره من المزارعين السيناويين، يعمل في كل موسم على تخزين جزء من محصوله من البذور التي تسمى كذلك «المحلية» لكي يستعملها للبذر في المواسم المقبلة. لكن ومنذ أن بدأت الأسواق وكذلك مديرية الزراعة تطرح على المزارعين أصنافًا جديدة معتمدة والتي تمنح محاصيل وافرة واستقرارًا في الإنتاج وتنتج ثمرًا نوعيًا يلبي طلب سوق الاستهلاك، بدأت تحقق إنتاجًا غير مسبوق.
حصاد الشعير
لكن خلال الأربع سنوات الماضية، ومنذ عودة الأهالي إلى مناطقهم في قرى جنوب الشيخ زويد ورفح القريبة من الحدود الفلسطينية المحتلة وذلك بعد انتهاء الحرب على الإرهاب، قرر أبوسليم “إحياء” زراعة بذور الشعير من جديد لأنها أقل كلفة مالية في شراء الأسمدة، وأيضًا أقل حاجة للماء ولعمليات الري في منطقة تعاني من ندرة في المياه.
وقال «أبوسليم» خلال حديثه لـ «نافذة الشرق» أن مزارعي سيناء وخاصة سكان المناطق الجنوبية من مدينتي الشيخ زويد ورفح يستعدون لبدء موسم حصاد الشعير السنوي مع مطلع شهر مايو كل عام، مشيرًا إلى أن زراعة الشعير تعتمد في مناطقهم بشكل كامل على مياه الأمطار.
كما أوضح «أبوسليم» أن شتاء هذا العام شهد أمطار غزيرة إلى حد ما، وقد يكون هو الأكثر شدة من سنوات، ما ساعد المزارعين على الاهتمام بالمحصول الذي يعتبر المصدر الأساسي للأغنام فيما بعد.
من جانبها واصلت مديرية الزراعة في شمال سيناء برئاسة الدكتور تامر حسن علي، وكيل وزارة الزراعة، الندوات التثقيفية والعملية ميدانيًا كتدريب على حقول الشعير في عدد من المناطق بالمحافظة ضمن الحملة القومية للنهوض بمحصول الشعير (2024- 2025م).
وأكد وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء أن التدريب على حقول الشعير تضمن أصناف عديدة منها: (جيزة 126، جيزة 136 ، جيزة 134 وجيزة 138، 123، وأنواع أخرى كثيرة).
وأوضح وكيل الوزارة أن التدريب تضمن التعريف بمحصول الشعير كمحصول استراتيجي وداعم لمحصول القمح في سد الفجوة الغذائية، باستعراض بعض الصناعات والمواد الغذائية التي تصنع منه أو يشارك فيها بنسب متفاوتة.
وأشار إلى أن التدريب تضمن السياسة الصنفية المتبعة للأقاليم من قبل السادة الخبراء دكاترة البحوث الزراعية، ومميزات وأهمية وضرورة إستخدام أصناف الشعير “المعتمدة” من قبل محطات البحوث الزراعية بوزارة الزراعة.
كما لفت إلى شرح أهم المعاملات التي تجرى قبل الحصاد، وكذلك أهم الحشائش والآفات المصاحبة لمحصول الشعير، وكيفية الوقاية منها و علاجها إن وجدت.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.