بعد إستقبال الحكومة التنين الصيني.. هل بدأت القاهرة الرهان الذهبي على بكين؟

22

كتبت بسنت السيد خاص
تأتى زيارة رئيس الوزراء الصيني ،لى تشيانغ إلى القاهرة في توقيت بالغ الأهمية في ظل تعقيدات وتحولات جيوسياسية متسارعة وضغوط إقتصادية طاحنة ،لتراهن القاهرة على العلاقات بينها،وبين بكين…
فما الذى تريده مصر من الصين ؟وهل تحمل الزيارة في طياتها رسائل إقتصادية فقط ؟
وما المكاسب من هذه الزيارة ؟وهل هناك معوقات تمنع التعاون بين البلدين ؟
في السطور التالية نجيب عن هذه التساؤلات…
حجم الإستثمارات الصينية في مصر
شهدت الآونة الأخيرة تعاوناً في العديد من المشاريع الصينية العملاقة في مختلف المجالات وفقاً لأحدث التقارير والبيانات التى أصدرتها مؤخراً الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مايو 2025، وصل عدد الشركات الصينية العاملة في مصر 2800 شركة بإستثمارات تتجاوز 8 مليارات دولار.حيث تستهدف مصر أن يتجاوز حجم الإستثمارات الصينية 15مليار دولار خلال عام واحد وفقاً لتصريحات سابقة لرئيس لجنة رجال الأعمال المصريين لوكالة بلومبيرج
وبحسب تصريحات عز الدين توجد في العاصمة الإدارية الجديدة ، شركة متخصصة في الإنشاءات الصينية الحكومية (CSCEC) تتولى بناء منطقة الأعمال المركزية بتكلفة 3.8 مليار دولار، حيث تضم المنطقة أكثر من 14 وزارة مصرية منذ مايو 2023.
وكذلك دخل القطار الكهربائي الذي يربط العاصمة الإدارية بالقاهرة الكبرى حيز التنفيذ باستثمارات بلغت 1.2 مليار دولار وتنفيذ 15 شركة صينية.
مكاسب زيارة رئيس الوزراء الصيني لمصر
وفي حديثه لموقع “نافذة الشرق”أكد الدكتور أشرف غراب الخبير الإقتصادي نائب رئيس الإتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الإقتصادية أن زيارة لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني لمصر والتي تستغرق يومين تمثل خطوة هامة لدفع مسيرة التعاون بين البلدين وترسيخ دعائم الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما، خاصة أن زيارته لمصر جاءت بعد انتهائه من حضور القمة السابعة عشر لتجمع بريكس بحضور ومشاركة رئيس الوزراء المصري بعد أن أصبحت مصر عضوا رسميا بالتجمع .
مكانة مصر بالنسبة للصين
أوضح غراب ،أن مصر هي بوابة إفريقيا وآسيا وموقعها الجيوسياسي متميز جداً يربط بين الممرات التجارية الكبرى واشتمالها على قناة السويس، والمنطقة الإقتصادية لقناة السويس فهي تمثل بالنسبة للصين نقطة ارتكاز محورية لمبادرة الحزام والطريق خاصة من خلال منطقة “تيدا “الصناعية الصينية المقامة في العين السخنة بالمنطقة الإقتصادية لقناة السويس والتي تمثل نموذجاً ناجحا للتكامل الصناعي بين مصر والصين.
وأشار الخبير الإقتصادى إلى تلاقي رؤية مصر 2030 مع أولويات الصين في مجالات الصناعات التحويلية والتكنولوجيا المتقدمة ومجالات الطاقة النظيفة والمتجددة والتحول الأخضر والذكاء الإصطناعي والإقتصاد الرقمي، موضحا أن زيارة رئيس الوزراء الصيني لمصر فرصة لتوطين الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومضاعفة حجم الإستثمارات الصينية في مصر في العديد من المجالات الإقتصادية .

توقيع اتفاقيات مبادلة الديون
وأوضح غراب، أن الصين خلال السنوات الماضية رسخت موقعها كشريك تجاري واستثماري رئيسي لمصر أهمها توقيع اتفاقية مبادلة الديون ومبادلة والتعاون بالعملات الوطنية وإصدار مصر سندات الباندا في الصين، وقد بدأت بالفعل الشركات الصينية التعامل في مصر باليوان، إضافة لزيادة حجم الإستثمارات الصينية في مصر والذي تجاوز نحو 8 مليار دولار ممثلة في حوالي 2800 شركة تعمل في مصر في العديد من المجالات المختلفة، إضافة لمشاركة الشركات الصينية في المشروعات الإقتصادية الكبرى في مصر كالبنية التحتية والسكك الحديدية والطاقة وتكنولوجيا الفضاء وتصنيع الأمصال وغيرها، بالإضافة إلى إقامة محطات طاقة كهربائية ومشروعات الطاقة المتجددة والقطارات الكهربائية وغيرها من المشروعات الكبرى، إضافة لزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والصين والذي بلغ نحو 17.37 مليار دولار خلال عام 2024 مقارنة بـ 15.78 مليار دولار في عام 2023 .
زيادة حجم الوفود السياحية
ومن ناحية أخرى لفت الخبير الإقتصادي أشرف غراب في حديثه للموقع ،أن زيارة رئيس الوزراء الصيني سيكون لها أثر إيجابي كبير على زيادة حجم الوفود السياحية الصينية لمصر خاصة مع تزايد معدل نموه بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية.
إعتماد اليوان في المعاملات التجارية.
ويتوقع غراب أن يزيد حجم التبادل التجاري خلال عام 2025 بين البلدين خاصة بعد التعامل بينهما بالعملات الوطنية وتقليل الإعتماد على الدولار، مما ينتج عنه فتح أسواق جديدة أمام المنتج المصري خاصة مع زيادة التعاون بين القاهرة وبكين، وذلك لتعزيز مركز مصر الإقليمي للتصنيع والتصدير، موضحا أن التبادل التجاري بين مصر والصين بعملة اليوان ييسر عملية إستيراد المواد الخام من الصين ويخفف الضغط على الدولار، مؤكدا أن الزيارة سيشملها توقيع اتفاقيات بين مصر والصين في مجالات التدريب على إدارة التكنولوجيا الحديثة والتي ستوفر إستثمارات صينية جديدة في مصر تخلق الآلاف من فرص العمل.
ماهى معوقات التعاون بين البلدين ؟
يرى المحللون أن هناك عدة تحديات أو معوقات قد تمنع التعاون بين البلدين والتى يمكن إجمالها فى البيروقراطية وتعقيد الرسوم الجمركية، والحصول على الأراضي. والإلتزام بالمواعيد، إضافة إلى فارق الجودة بين المنتجات الصينية والمصرية ،حيث تواجه المنتجات المصرية تحدياً كبيراً في منافسة السلع الصينية، ولاسيما في القطاعات الصناعية. كما أن تذبذب أسعار صرف الجنيه المصري ينعكس على حجم التبادل التجارى وينعكس على الخطط طويلة الأجل للمصدرين والمستوردين.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.