بعد العثور على جثه مسن متوفى منذ 4 أيام هل يسن قانون لمحاكمة الأبناء العاقين ؟

هل للعاق لوالديه من توبه بعد وفاتهما ؟

كتبت : إيمان مهران

بعد الحادث الأخير لوفاة مسن داخل منزلة وحيداً وإكتشاف الجثه بعد مرور 4 أيام على الوفاة ، وماسبقته من حوادث مماثلة لوفاة مسن داخل غرفته وحيدا وإكتشاف الأمر بعد مرور عدة أيام ، أستدعى للبحث فى القانون المصرى على ضرورة إيجاد عقوبة رادعه للأبناء العاقين الذين يتركون آبائهم يصارعوا الوحدة والمرض ثم الموت دون السؤال عنهم .
والمفاجأة أن القانون المصرى بالفعل يجرم هذا الفعل من الأبناء وإصدار قانون بالحبس لهؤلاء الجاحدين ، ولكن هناك من ينادى بتغليظ عقوبة القانون الصادر وضرورة نشأة الأطفال النشأة السليمة والتربية الصالحة وإحترام الكبير حتى لاتتفاقم وتنتشر الأوضاع داخل المجتمع ، بما يتنافى مع وصايا القرآن الكريم ورسوله والأديان السماوية .

قانون عقوق الوالدين
المفاجأة فى هذا الشأن أنه بالفعل يوجد قانون حالى يحاكم الآبناء على عقوقهم للآباء ولكن يغفل عنه كثير من الناس نظراً لبساطة فترة عقوبته حيث ينص هذا القانون على الحبس 3 سنوات وغرامه 500 جنية لكل أبن يقوم بعقوق أحد والديه بالسب أو القذف أو الإهانه أو تركة وحيداً ، خاصة إذا ترتب على هذه الأفعال آثاراً وأضراراً بالوالدين ، هذا هو نص القانون الحالى الذى تطبقة المحاكم المصرية ، فمابالك إذا تعرض للوفاة بسبب هذا الإهمال ، لذا نادى البعض داخل مجلس النواب والشيوخ بإستحداث هذا القانون ، وتغليظ عقوبة الأبناء والغرامه المقدمة حتى يردع هؤلاء عن جحوهم وعقوقهم لوالديهم .

صاحبة فكرة إستحداث القانون
لذا تقدمت النائبة شادية خضير بمذكرة إيضاحية لإستحداث قانون عقوق الوالدين خاصة بعد حوادث القتل والإهمال والإعتداء من الأبناء إلى الآباء بشكل مخيف ، والهدف من إستحداث القانون حماية الآباء من الأعتداء الكبير سواء لفظاً أو فعلاً من أبنائهم ، كما أن النائبة شادية ترى أن القانون الحالى والتى تعاقب به المحكمة لايتضمن أى عقوبات حادة ورادعه ، وأن وضع مادة مستحدثه أو إستحداث القانون قد يؤدى إلى إرداع أو الحد من الجرائم اللفظية أو الفعلية فى حق الآباء ، مستندة فى إستحداث فكرة المادة على نصوص القرآن الكريم وعلى السنه النبوية الشريفة والتى تحث على بر الوالدين ،وعلى الأخلاق الإنسانية أيضا التى تجرم وتحرم عقوق الوالدين .

60 نائب مؤيدون الفكرة
كما تقدم 60 نائب من مجلس النواب بتأييد ودعم فكرة إستحداث قانون عقوق الوالدين ، وتقدموا خلال مذكرة إيضاحية أمام لجنة التضامن الإجتماعى والأسرة ،بإستحداث عقوبات غليظة تردع الأبناء العاقين لأبائهم فى زمن كثرت فية الخلافات الأسرية التى تؤدى إلى هجر الآباء فى وقت يحتاجون إلى الرعاية والإهتمام وتغاضى عن أفعالهم التى تغيرت بعد بلوغهم السن الحرج ، خاصة بعد تطور علاقة الهجر وأصبح بعض الأبناء يتطاولون على والديهم بالسب والقذف والضرب فى أحيان كثيرة .
قضايا عقوق الآباء
ومن جانب آخر فقد كشفت دراسة سنوية عن إحصائية جديدة لعدد القضايا داخل المحاكم الجزئية ومحاكم الأحداث والتى تمثل عقوق الأبناء بالمطالبة بالإرث أو قضايا أخرى من هذا القبيل ضد الآباء ، والتى وصلت عدد القضايا داخل المحاكم المصرية المقدمة من الأبناء ضد الأباء إلى 120 قضية شهرياً وهو يعتبر رقم ضخم بالمقارنه بأعوام سابقة لم تتعد عدد القضايا 5 أو 10 قضايا كحد أقصى ، وهو يعتبر أيضا مؤشر قوى لوجود خلل داخل البيوت وتربية الأبناء منذ النشىء

خلل فى التربية
من هذا المنطلق أكد خبراء النفس والإجتماع فى هذا الجانب أن مايؤدى الأبناء فى هذا التوقيت إلى التعدى لفظاً أو فعلاً على الآبناء بهذا الشكل المخيف إلى خلل كبير فى التربية من الآباء فى الأساس ، حيث أن عدم التربية للأطفال وتعودهم على المثل العليا والأخلاق الحميدة وإحترام وتقدير الكبير وتقديس كلامهم أمر غاية فى الأهمية غاب عنه الكثير من الآباء بحثاً وراء لقمة العيش والعمل وترك الأبناء دون توجية أو إرشاد صحيح .
ومن جانب آخر يؤكد البعض أن هناك الكثير من الآباء يتعاملون مع أبنائهم معاملة قاسية منذ الصغر معتمدين على وسائل الترهيب والتلفظ بألفاظ غير لائقه مما يؤدى بعد ذلك إلى إتباع أسلوب القسوة على هؤلاء الآباء فى كبرهم والطرد من المسكن أو ترك وحيدا أوقات المرض حتى الموت .
وبالوالدين إحسانا
وفى هذا السياق يقول دكتور معبد عبد الله العالم الأزهرى وإمام وخطيب أنه حرمت جميع الأديان السماوية سب أو معاملة الوالدين بأسلوب غير لائق ، وقد أهتمت الشريعه الإسلامية إهتماماً بالغاً ببر الوالدين وذلك لأن البر هو إستجابه لأوامر الله ورسوله ، وأكد سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم على ذلك بقولة تعالى ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ” وأيضا فى سورة لقمان الآيه 14 ” ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله فى عامين أن أشكر لى ولوالديك إلى المصير ” وفى ذلك إشاره ورساله عظيمة الشأن فى بر الوالدين بتوصيه من الله تعالى إلى معاملتهم المعاملة الحسنه وعدم الإساءه إليهم قولا أو فعلاً ، ونستنتج هنا أن العقوق كبيره من الكبائر التى قد يقع فيها الأبن العاق .
مامعنى العقوق فضيلة الشيخ ؟
يقول فضيله الشيخ أن العقوق هو مخالفه لأمر الوالدين أو أحدهما قولاً أو فعلاً وهو كل مايؤذيهم مثل التأفف أو الهجران خاصة فى أوقات الإحتياج أو المرض ، وعلو الصوت وإتباع أسلوب العصبيه أو إستخدام ألفاظ مسيئة أو غير لائقه ، والضرب والإهانه .
هل يواجه الأبن العاق لوالديه عقوبة فى الدنيا قبل الآخرة ؟
نعم فهناك أثنان يعجلهما الله فى الدنيا قبل الآخرة وهما البغى أى ” الظلم ” ، وعقوق الوادين الأثنان يعجل الله عقابهما فى الدنيا بأن يرى الأبن من جزاء عمله فى الدنيا. وجاء أيضاً فى الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا بلى يارسول الله ، قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين .
وهل هناك توبه للعقوق ؟
بالطبع فباب الله مفتوح للتوبه من عباده فى كل وقت ، وبالرغم من ان العقوق كبيره من الكبائر إلا أن باب التوبه لايغلق فى وجه التائب مادام صادقاً فى توبته ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( الندم توبه )
هل عدم مسامحة الوالدين من العقوق ؟
لايجوز معاملة أحد الوالدين أو كلاهما بنفس المعاملة ، ولايجوز لعن أو سبهما وهى تعتبر من اعظم العقوق .
هل يستجيب الله من الأبن العاق لوالديه ؟
الأبن العاق لايستجيب الله منه دعاء إلا لو تاب من هذا الذنب الكبير ورجع إلى الله ، ولكن فى المقابل يستجيب الله من الوالدين على الأبن العاق إستجابه فوريه فى الدنيا قبل الآخره ، لأن دعوة الوالد لولدة مستجابه ودعوة الوالد على ولدة مستجابه
وفى نهاية الحديث مع فضيله الشيخ الدكتور معبد عبد الله أشار أنه يجب إدخال السرور على قلب الوالدين لأنهم تحملوا كثيرا من أجل أبنائهم وتحملوا مصاعب الحياه وتوفير كل إحتياجاتهم ، فلا يعتبر من الإنصاف أبداً أن يرد الإحسان بالإساءه ، فعلى الأبناء الحرص والسهر على راحه الأباء وتلبيه كافه إحتياجاتهم فهو من وصايا الله ورسوله الكريم .

هل يردع القانون الأبن العاق ؟
سؤال قانونى تم توجيه إلى دكتور أشرف فتح الباب رئيس إتحاد المحامين العرب والذى أكد أنه فى البدايه لايوجد قانون مستقل يسمى بقانون عقوق الوالدين مقارناً بدول أخرى مثل السعوديه ، وإنما يتم التعامل مع مثل هذه القضايا على أنها قانون عقوبات عندما يتعرض الأب أو الأم للضرب أو الإيذاء البدنى وتعتبرمن الجنح أو الجنايات تبعاً لنوع الإصابه ، والسب والقذف عقوبة يعاقب عليها الأبن طبقاً للمواد 302 إلى 306 من قانون العقوبات .
هل يعاقب الأبن بالأمتناع عن النفقه على والدية ؟ وهل يتضمن قانون الأحوال الشخصية نفقة الأقارب للوالدين للمساعدة المادية ؟

بالطبع يعاقب القانون الأبن الميسور والمكلف بالإنفاق على والديه خاصة إذا كان والديه فقراء وهو ميسور الحال ، ويمكن معاقبته وفقاً لقانون النفقه رقم 1 لسنه 2000 . وقانون الأحوال الشخصية .
هل يستأنس القضاء لمنظور الشريعه الإسلامية فى هذه القضايا ؟
نعم فإن منظور الشريعه الإسلامية منظور غايه فى الأهميه فى قضايا عقوق الآباء امام المحكمة وهو مستند قوى تأخذ به المحكمة وتستند إليه .

جرائم مستحدثه فى حق الآباء
شهدت مصر مؤخراً جرائم متكررة من أبناء بحق والديهم ، منها عندما قام شاب يبلغ من العمر 23 عامًا بقتل والده خنقًا حتى الموت داخل محافظة قنا جنوب صعيد مصر، ولم يكتف الابن العاق بذلك وإنما ألقى جثة والده على الطريق الزراعي .
وكشفت تحريات الشرطة بعد ذلك أن الابن المتهم مدمن مخدرات كما أنه دائم الشجار مع والده لأسباب كثيرة ، وفي يوم الحادث أندلعت مشاجرة بينهما ثم قام الأبن بخنق والده حتى فاضت روحه ، وأنتقلت رجال المباحث لمكان الحادث والقبض على الأبن العاق القاتل وتقديمة للمحاكمة العاجلة .
وفى محافظة البحيرة قامت فتاة بقتل والدتها والجلوس بجوار الجثه لمدة يومين بعد مشاجرة بينهما وهمت الفتاة بإحضار سكين من المطبخ وقتل والدتها بدم بارد .
كما قامت فتاة أخرى بالأسكندرية بقتل والدتها ختقا لوجود خلافات متكررة بينهما ، وفى أسوان الشاب الذى قام بذبح والدة ، كلها جرائم قتل فى حق الآباء بعد نشوب خلافات أو مشاجرات بين الآباء والأبناء .

نستخلص من هذا الحديث أن الشرائع السماوية والقانون والحكماء قد أوصوا واتفقوا على إحترام الوالدين وخصوصاً فى فترة الكبر والإحتياج للأبناء لأن مايحدث الآن من تجاوزات بعض الأبناء فى حقوق آبائهم يدل على عدم التربية الكافية وعدم إحترام والديهم مما يؤدى إلى تجاوزات لفظية أوفعلية ، وأكد علماء الأجتماع والقانون والشريعه على تجريم هذا الفعل من الأبناء لذا نوصى الأباء وكافة فئات المجتمع بالأهتمام بالنشىء والحرص على تعليمهم إحترام وتوقير الوالدين .

النائبة شادية خضير