بعد سعيه لوقف الحرب في غزة.. هل يحاول ترامب إثبات قدرته على ضبط الإيقاع بالشرق الأوسط؟

3

كتب ـ أحمد خالد

ذكرت بعض التقارير الإعلامية خلال الأيام القليلة الماضية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لتجميد الحرب في غزة لمدة 60 يوم، مما طرح سؤالُا هامً حول نيته لإثبات قدرته على ضبط الإيقاع في الشرق الأوسط.

رضا فرحات: قرار ترامب بتجميد الحرب في غزة لمدة 60 يوما يمثل تحولا كبيرًا

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد الحرب في غزة لمدة 60 يوما يمثل تحولا كبيرًا، لافتا في أسلوب تعامله مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعكس سعيا مباشرا لإثبات قدرته على ضبط الإيقاع السياسي والأمني في الشرق الأوسط، في توقيت تتسارع فيه المتغيرات الإقليمية والدولية بشكل غير مسبوق.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن خطوة ترامب في هذا التوقيت تعكس إدراكا أمريكيا بأن استمرار التصعيد في غزة بات يهدد بتوسيع نطاق المواجهة إلى صراعات إقليمية أكبر، وهو ما لا يخدم المصالح الأمريكية في ظل التوتر مع الصين وروسيا ويبدو أن ترامب يسعى لاستعادة صورته كرجل تفاوض وصانع صفقات، من خلال توظيف الأزمة لتسجيل نقاط سياسية داخليا وخارجيا.

وأشار فرحات إلى أن تجميد العمليات لمدة 60 يوما لا يخلو من أبعاد تكتيكية محسوبة، فالفترة الزمنية تمثل مساحة كافية لإعادة ترتيب الأوراق داخل إسرائيل بعد حالة الارتباك السياسي والعسكري، كما تمنح واشنطن فرصة لطرح مبادرات أو تفاهمات جديدة، قد تشمل سيناريوهات لتبادل أسرى، أو إدخال مساعدات إنسانية لغزة، أو إشراك أطراف إقليمية في بلورة اتفاقات مؤقتة للتهدئة.

وتابع فرحات أن ما سيحدث بعد الـ60 يوما سيعتمد على تطورات الواقع الميداني وعلى مدى التزام الأطراف بالتهدئة، ولكن هناك احتمالية أن يتم تمديد هذه الهدنة إذا نجحت الولايات المتحدة في تهيئة الأجواء لتفاهمات أمنية – إنسانية، وهو ما تسعى إليه بعض القوى الإقليمية بالتوازي مع واشنطن.

وعن ردود الفعل الفلسطينية، أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الشارع الفلسطيني يتعامل مع القرار بحذر وترقب، فبينما رحبت بعض القوى بوقف مؤقت لإطلاق النار بهدف إدخال المساعدات والتقاط الأنفاس، فإن هناك مخاوف شعبية عريضة من أن تكون هذه الهدنة مجرد “استراحة مقاتل” تعود بعدها آلة الحرب الإسرائيلية بأشد قسوة، وهو ما يستدعي ضمانات حقيقية وشفافة لحماية المدنيين وتحقيق انفراجة في الأوضاع الإنسانية المتردية.

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن القضية الفلسطينية لا يجب أن تتحول إلى ورقة انتخابية أمريكية، وأن أمن غزة لا يجب أن يدار من واشنطن وحدها، بل يجب أن يشارك فيه الإقليم والعالم عبر رؤية عادلة تنهي الاحتلال وتؤسس لحل دائم.

معلوف: ترامب يهمه كثيرا تحقيق وقف إطلاق النار في غزة

من جهته قال الدبلوماسي اللبناني مسعود معلوف، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهمه كثيرا تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، ليس محبة في الفلسطينيين ولا الإسرائيليين ولكنه يود الظهور بمظهر رجل للسلام والذي يضع حدًا للحروب، خاصة أنه وعد خلال حملته الانتخابية بوضع حدًا للحروب، لافتا إلى أنه في فشل في وقف الحرب الروسية الأوكرانية، لذا فإنه يحاول تحقيق انتصار ما على الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، لذلك يهمه ذلك.

وأضاف أنه سيحاول ذلك ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سينجح في ذلك، فهو يحاول من خلال الضغط على نتنياهو وتهديد الفلسطينيين، لافتًا إلى نتنياهو سيزور البيت الأبيض خلال أيام وسيحاول الرئيس الأمريكي الضغط عليه لوقف إطلاق النار، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرفض ذلك بسبب الوزيرين المتطرفين بن غفير وسموتيرتش اللذين يرفضان وقف إطلاق النار ويريدان القضاء على غزة وليس فقط القضاء على حركة حماس، لذا فليس هناك آمال لوقف إطلاق نار جدي.

وأشار معلوف إلى أنه تم تداول بعض الأقاويل بشأن موافقة الحكومة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار ولكن ضمن شروط، إلا اننا لم نسمع من نتنياهو بع أنه وافق على ذلك، فنهاية الحرب تعني نهاية حياة نتنياهو السياسية وربما الذهاب إلى السجن.

كما كشف الدبلوماسي اللبناني السابق عن محاولة ترامب إغراء ترامب من خلال بعض الإغراءات وتدخله في محاكمته في إسرائيل، حيث إنه يحاول التدخل لوقف محاكمته، لقاء ذلك يأمل نتنياهو على وقف إطلاق النار، مضيفًا: ” أنا شخصيا أشك أن نتنياهو سيوافق بصورة واضحة وتامة على وقف إطلاق النار، وفي حال خضغ لضغوط ترامب فإنه لن يتأخر في خرق وقف إطلاق النار، ويدعي بعد ذلك أن الفلسيطنيين أو حماس خرقت الاتفاق”.

وتابع أن نتنتياهو يدعي الدفاع عن الإسرائيليين على 7 جبهات، ذلك فهو لا يريد إنهاء الحرب حتى لا يدخل السجن، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين يهمهم وقف إطلاق النار، بعد القتل الذي تعرض له النساء والأطفال والشيوخ، وكذلك التجويع القسري الذي وقعو فيه بسبب الضغوط الإسرائيلية إلا أنهم متمسكين بأرضهم لا يريدون المغادرة، ويقاومون بشتى الوسائل الممكنة.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.