بعد صفعة الاعترافات الأوروبية بفلسطين.. هل تدخل علاقات إسرائيل بأوروبا مرحلة القطيعة؟

7

كتب محمود أحمد
بعد اعتراف الدول الأوروبية خاصة بريطانيا وفرنسا وعدد من الدول الأخرى، تكاثرت التساؤلات حول الطريق الذي يسلكه العالم بشكل أجمع، وحول مستقبل العلاقات بين إسرائيل والدول الأوروبية، لا سيما أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية اعتبره رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مكافأة لحماس، كما أن مسألة العلاقات الدبلوماسية بين هذه الدول وإسرائيل بات الفضول يحيط بها، فهل سيكون هناك تأثير على التعاون الأمني والاقتصادي بينهما؟ وهل سيظل العالم يحكم من قطب واحد بعد العزلة الأمريكية والإسرائيلية عن العالم في ملف القضية الفلسطينية؟ وكيف تأثرت الولايات المتحدة بالأفعال الإسرائيلية المتهوّرة والطائشة؟

تواصلت «نافذة الشرق»، مع إبراهيم الدراوي، الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، الذي أكد بدوره أن العالم يسير إلى المجهول في ظل ما يحدث في قطاع غزة للأسف الشديد من تجويع وتهجير جماعي وتطهير عرقي للفلسطينيين في غزة.

وأضاف الدراوي، أن الأوروبيون استطاعوا اليوم بدء محاولة حقيقية لرفع الأزمة عن الشعب الفلسطيني، وإعطاء فرصة جديدة للسلطة الوطنية الفلسطينية في هذا الأمر.

وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن الاعترافات الأوروبية لدولة فلسطين جاءت صفعة على وجه الإدارة الأمريكية أولا، ثم الإدارة الإسرائيلية ثانيا، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط سيتغير في هذا التوقيت على غرار ما يحدث في غزة والضفة.
وأشار الدراوي إلى أن الولايات المتحدة خسرت كثيرا بسبب الانتهاكات الإسرائيلية التي وصلت إلى أقصى حدودها، أهمها الاتفاقيات الإبراهيمية التي ستخسرها فعليا مع الجانب العربي.

وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن دول الخليج بشكل خاص هم أكثر من غضبوا من الانتهاكات الإسرائيلية لاسيما بعد الضربة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة، مضيفا: «أعتقد أنه كان من الممكن أن يغفر وأن تتجاهل العرب ما حدث في لبنان، وما حدث لحماس وما حدث في غزة، ولكن لن تتجاهل ما حدث في قطر، لان قطر دولة وسيط ، وهو انتهاك لسيادة الدول العربية».

وأضاف إبراهيم الدراوي أن إسرائيل ترتع في سماء الدول العربية وهذا أمر مرفوض تماما، ورأينا في القمة العربية في قطر، ورأينا أيضا القرارات المصرية القوية، مشيرا إلى أنه لأول مرة تصف مصر إسرائيل بالعدو، فهذا لم يحدث منذ عام 1973، وكانت السياسة الخشنة التي اتخذتها القاهرة بقيادة الرئيس السيسي، تجاه الجانب الإسرائيلي، تعد لطمة وصفعة قوية غير متوقعة للجانب الإسرائيلي.

وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن الدبلوماسية العربية والدولية تسير في منحى سيؤثر على الجانب الإسرائيلي، سواء اقتصاديا أو سياسيا أو حتى عسكريا، نحن نتكلم اليوم عن وجود أزمة في مسألة الدعم المادي واللوجستي والعسكري وحتى الدعم الاقتصادي.

وأشار إبراهيم الدراوي إلى أن هناك خلافات وأسئلة تدار في الوقت الحالي في الشعوب العربية والغربية، فهم يقولون حاليا أين تذهب أموالنا؟ هل هي لقتل الأطفال والنساء في قطاع غزة، وإعطاء يميني متطرف في إسرائيل يد القوة، وهل هي لأجل الانتهاكات الدبلوماسية مثل ما حدث في السلطة الوطنية الفلسطينية، وعدم إعطاء الإدارة الأمريكية الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأشيرة لدخول الأمم المتحدة هو والوفد المرافق له، وحتى أن أبو مازن وقتلها أرسل التسجيلات إلى الأردن لكي تذاع على قنوانت مخافة قطعها حال بثها، مؤكدا أن هذه الأمر في حد ذاته كارثة دبلوماسية غير مسبوقة.

ولفت إبراهيم الدراوي، إلى أن اليمين الإسرائيلي المتطرف المتمثل في سموتريتش وبن جفير الذي أطلق تصريحا غريبا يقول فيه أنه لو كان رئيس الوزراء لكان اعتقل الرئيس الفلسطيني أبو مازن، موضحا أن هذا التصريح يدل على أن الشريعة التوراتية والاعتقادات اليمينية المتطرفة هي السائدة والقائدة للسياسة الإسرائيلية.

وتابع الدراوي: «وأعتقد أن هذه أزمة جعلت سمعة إسرائيل سيئة جدا، ونزلت بها إسرائيل إلى الحضيض وأعتقد أن المجتمع الدولي اليوم يرى هذا بشكل واضح وجلي، ويرى أن الإدارة الأمريكية هي الأخرى هي من تدعم الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن».

هل سيظل العالم يحكم من قطب واحد؟
وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أنه بناء على ما سبق فستكون هناك أزمة حقيقية في الشرق الأوسط وستكون هناك متغيرات عديدةوستظهر قوى أخرى بمعنى أن القطب الواحد في العالم لن يكون موجودا بعد ما حدث في الدوحة نحن نتكلم عن باكستان عن الصين عن روسيا عن كوريا ونتكلم عن حلف مع مصر وتركيا ودول الخليج، ونتكلم عن دفاعات مشتركة العرب لا بد أن يقوموا بها.

وأشار إبراهيم الدراوي إلى أن هناك بعض التسريبات تفيد بأن ترامب غاضب من نتنياهو بخصوص هذا الأمر، ومع ذلك فخارطة الشرق الأوسط المستقبلية ستتشكل كما يريدها الشرق الأوسط، ليس كما يردها بنيامين نتنياهو بن جفير وسموتريتش.

كيف أصبح هناك متغيرات في السياسة العالمية
وأوضح الدراوي أنه لأول مرة نرى دولا تقول للولايات المتحدة الأمريكية لا، ونرى رؤساء دول لا يذهبون إلى الولايات المتحدة ولا يلبّون دعوتها، وعلى رأسهم الرئيس السيسي الذي رفض الذهاب إلى الولايات المتحدة في الزيارات السابقة، مؤكدا أن القاهرة قالت لا للتهجير ، وأكدت أنها لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، وأنها لن تسمح بتهجير الفلسطيينيين طوعا أو قسرا، وأن هناك خطوطا حمراء وضعتها للقضية الفلسطينية ولن تتنازل عنها.

وأشار إلى أن كل هذه الأمور أعتقد أنها تأخذ من الهيبة الأمريكية وأنقصت منها بعدما وضع نتنياهو سمعة الولايات المتحدة وسمعة إسرائيل في الحضيض، حيث أصبحت سمعة الولايات المتحدة وإسرائيل أصبحت على المحك بالنسبة لشعوبهم وبالنسبة للدول الغربية، وما رأيناه من بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، فهناك طوفان من الاعترافات بدولة فلسطين هذا سيؤثر سلبا على إسرائيل، وعلى الولايات المتحدة ودورها في الشرق الأوسط.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.