حكايات وقصص واقعية ومآسى المرضى ونزلاء المصحات الوهمية عاشوا لحظات مهينة
كتبت : إيمان مهران
غلق 14 مركز غير مرخص
حملات أمنية موسعه شنتها وزارة الداخلية على المحافظات المختلفة بعد تلقى عدة بلاغات وتكثيف المتابعه المستمرة على مراكز علاج الإدمان ، تم الكشف أخيراً على مراكز بمحافظات مختلفة غير مرخصة من الأساس ، والأدهى من ذلك يديرها مسجلين ومتعافين ، حيث تم إستهداف 14 مركز وإلقاء القبض على مشرفيها ومسئوليها ، ويوقومون بمزاولة مهنه العلاج من الإدمان والطب بدون تخيص .
تعاون المؤسسات الحكومية
قامت وزارة الداخلية بمداهمة هذه الأوكار تحت مسمى مراكز لعلاج الإدمان بالتعاون مع وزارة الصحة والإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمجلس القومى للصحة النفسية .
صندوق مكافحة وعلاج الإدمان
أكد مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان الدكتور عمرو عثمان أن الصندوق يسعى لتقديم يد العون للمدمنين للتعافى والشفاء التام تحت وصاية الوزارة والصندوق والمتابعه المستمرة لأوضاع المدمنين داخل المراكز التابعه للصندوق ويوجد أكثر من 35 مركز داخل المحافظات المختلفة ، وأن وزارة التضامن الإجتماعى دائما تقوم بحملات رقابية داخل المراكز المختلفة للتأكد من صحة تراخيصها ومزاولتها للمهنه والإطمئنان على مرضاها ، وأن المراكز الوهمية يقوم الصندوق بإبلاغ الأجهزة المعنية على الفور لأتخاذ التدابير اللازمة ، وأشار دكتور عمرو خلال حديثة أنه يوجد رقم خط ساخن لتلقى الشكاوى أو مساعدة مريض وهو آمن رقم 16023 .
دوريات وحملات رقابية
أكد الدكتور هشام زكى رئيس الإدارة المركزية للمؤسات العلاجية أنه تم إلقاء القبض على هذه المراكز من خلال الدوريات الرقابية التى تقوم بها الإدارة المركزية للرقابة على إصدار التراخيص اللازمة لمزاولة المهنه ، وأيضا أتباع طرق الأمن والسلامة بالمراكز وتطبيق إشتراطات التراخيص بمراكز علاج الإدمان من عدمها ، فتبين خلال هذه الدوريات ان هناك مراكز لم تحصل على ترخيص من الأساس ، وعند الشك فى هوية أصحابها تم الكشف على المفاجأة المدوية وهى أن أصحابها مسجلين وقاموا بتنفيذ المدة العقابية بالسجن ، وأيضا متعافين من الإدمان قرروا العمل بنفس المراكز العلاجية للإدمان التى خرجوا منها .
ويستكمل دكتور هشام حديثة بأنه على الفور تم إتخاذ الإجراءات اللازمة وتحرير محاضر بذلك بأسم المركز ومكانه وعلى الفور ترحكت قوات الأمن ومكافحة المخدرات للقبض على أصحاب والمديرين الوهميين لهذه المراكز العلاجية .
وتم إتخاذ الاجراء القانونى من جانب الداخلية بإغلاق المراكز وإيداع المرضى مراكز تابعه لوزارة الصحة والسكان .
قصص وأسرار المتعافين
لكل قصة من هذه القصص أسرار غامضة ومؤلمة ، عاش فيها صاحبها وأهلة الذين كانوا يعتقدون أنهم يساعدونه ، فالبيت الذى يعيش داخلة مدمن يتحول إلى خراب ودمار ومعاناه فى لحظة ، يبدأ الأهل فى البحث عن حل لمساعدة الأبن ، لكن يقع الكثير منهم فريسة داخل الأوكار الطبية المزيفة تحت مسمى مراكز علاج الإدمان .
وفاة مدمنين بسبب التعذيب داخل المراكز
يقوم الأهل بالأتفاق مع أشخاص مجهولين لتقيد الأبن وإصطحابة إلى مكان بعيد لايعرفه ولايعرف من هم هؤلاء المدعين أنهم أطباء ، الأهل تحت ضغط ووجع القلب الذى يعتصر قلوبهم على أبنهم المدمن ، وفى نفس الوقت هو يحتاج للمساعدة ويعتقدون فى قراراه أنفسهم أنهم وجدوا الحل والمكان الأمثل لتعافى أبنهم .
لكن عندما يدخل الأبن إلى هذا المكان المجهول الذى أقل مايطلق عليه غير آدمى فى المعاملة وغير آدمى فى الحياة داخلة ، تنقطع الصلة تماما بين الأبن وبين أهلة فقط إذا كان يريدوا هذا الشاب متعافى وبخير فما عليهم إلا الإلتزام بتحويل دفعات مالية على فترات زمنية متقاربه للعناية الفائقة به داخل هذا المكان ولتعافية وخروجة بأمان .
لكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن كل مايتم الأتفاق عليه مع الأهل ، وعن كل مايقال ، فالمأساة الحقيقة هى التى يواجهها المدمن داخل الأوكار السرية التى لاتحمل تراخيص أو حتى أدوات طبية مناسبة أو علاج يتناسب مع الحالة الإدمانية أو حتى أطباء متناوبين يقومون بمراقبة ومتابعة الحالة والمراحل التى يمر بها المدمن .
فهو بالإضافة إلى انه يحتاج إلى تلقى العلاج المناسب وأتباع مراحل معينة من سحب وإلتزام بخطة لخروجة من مرحلة الإدمان ، فهو يحتاج إلى علاج نفسى نظراً لأنه يمر بمرحلة نفسية مؤلمة وصعبة للغاية فى هذا المكان الذى لايعرف به أحد ولايتنمى لأحد .
لكن تلك الأوكار السرية التى تسمى بأسم المراكز الطبية لعلاج الإدمان همها الأول والأخير هو جمع المال أو البيزنس على حساب هؤلاء المرضى .
سقوط حالات وفاة
ونتيجة طبيعية للمعاملة الغير آدمية والغير مؤهلة طبياً فإن المدمن المريض قد وقع فريسة وصيدة سهلة فى أيدى نصابين لايرحموا يتعاملون معه بأسوأ مايمكن أن يتعامل وكأنه مجرم ، فالمدمن ليس مجرم لكى يتم معاملته كذلك ، بل هو مريض يجب مد يد العون لمساعدته فى تخطى محنته بسلام وتحت إشراف طبى ونفسى مؤهل .
لكن مايحدث مخالف لكل ذلك ، فقد لاقى مرضى إدمان داخل هذه الأوكار حتفهم قبل إكتشاف أمرها ، والقصص كثيرة أشهرها قصة الشاب أحمد من محافظة الإسماعيلية الذى كان يحلم بحياة طبيعية بأن يتقدم للفتاة التى أحبها وينجب أطفال ، لكن من سيوافق على تزويج أبنته من مدمن ، فقرر أحمد التعافى وطلب بإرادته من أهلة مساعدته فى هذا القرار
عندما وصلت سيارة المركز إلى منزله كان جاهز بإرادته للخروج معهم وكان يعتقد هو وأهلة أنها حياة جديدة من خلال هذا المركز ، وبعد ساعات قليلة من معاملة قاسية وتعذيب داخل الوكر من ضرب وإهانه وصعق كهربى وتقييد بالحبال وبالأسلاك الكهربائية ، لم يستطع قلبه تحمل كل هذا التعذيب ، ففاضت روحة بعد ساعات قليلة من وصولة المركز .
وتلقى أهله خبر وفاته بدلا من تلقى خبر تعافية وشفاؤة من الإدمان . وحالات مماثلة كثيرة داخل هذا المركز الغير مرخص ومراكز أخرى تم إغلاقها . منها الشاب علاء الذى وصل إلى مستشفى المقطم جثه هامدة فور نقلة من مركز علاج إدمان غير مرخص ، بعد تعرضة لهبوط فى الدورة الدموية أثناء علاجة .
البلاغ كشف المستور
توجهت الأسرة وأسر ضحايا المراكز العلاجية الغير مرخصة بعد تلقى خبر وفاة أبنائهم إلى النيابة ومراكز الشرطة التابعه لها ، وعند التوجه إلى المركز تم كشف المستور بأن هذه المراكز لاتحمل ترخيص مزاولة المهنه ، كما أنها لايوجد بها أطباء متخصصين فقط هم متعافين مروا بمثل هذه الظروف وقرروا التجارة بأسم المدمنين .
أسأل وأتأكد من المركز العلاجى
فى نهاية الحديث والقصد من فتح هذا التحقيق وعلى لسان الأطباء المعالجين أن المدمن ليس مجرم بل هو مريض وضحية ظروف أضطرته للسقوط فى بئر الإدمان دون رحمه ، ويجب مساعدته ومد إليه يد العون فكل أفعاله التى يقوم بها إنما هى تحت تأثير المخدر الذى يتعاطاه ، دون وعى ولا تركيز منه ، وعند التفكير فى مساعدة المدمن يجب التأكد من ترخيص مزاولة المهنه من المركز الذى نقوم بتسليم المدمن إليه ، ويجب التأكد أن المركز تابع لوزارة التضامن الإجتماعى أو زارة الصحة أو المراكز الخاصة المعروفة والحاصلة على الترخيص لأنها مراكز موثقة ويتم تعامل المرضى بها بشكل طبى إحترافى لمساعدته فى التعافى النفسى قبل التعافى الجسدى .
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.