بعد وفاة خاحام يهودى …… الدكتور وليد هندى يفسر كيف أن الخوف والهلع يؤدي إلى الوفاة ؟
كتبت بسنت السيد
تداول رواد التواصل الاجتماعي فيسبوك وانستجرام خبراء عن وفاه حاخام المعبد اليهودي بتل أبيب على أثر تعرضه لأزمة قلبية حادة نتيجة لنوبة من الهلع والذعر الشديدين عندما يفتح الباب،أمام تساؤل هل يمكن أن يؤدى الخوف إلى الوفاة ؟ هل يمكن أن يموت الإنسان من الخوف ؟بدون أسلحة فتاكة أو قنابل نووية ؟
الخوف غريزة بقاء
يقول الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية في حديث خاص وحصرى لموقع نافذة الشرق تعليقا على وفاة الحاخام اليهودي بشطاليت حناوى رئيس المعبد اليهودي بتل أبيب الذى أصيب بحالة من الفوبيا والبكاء والعويل بعد سقوط صواريخ على اسرائيل أثر سماع أصوات الصورايخ وفقا لما ذكرته وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث يقول :” الخوف من وجهة نظري هو غريزة بقاء ورد فعل طبيعي من أفعال الجهاز العصبي ،إذ يحمينا من الأخطار إذن فهو جهاز إنذار فلو لم يخاف الإنسان من السيارات المسرعة لن يمشي على الرصيف.
الفوبيا المرضية ومعدلات الإصابة بها
ولكن هناك حالات متقدمة من الخوف المتواصل تجاه موقف معين تصيب الإنسان وتعرف ب”الفوبيا”المرضية وهى استجابة غير مناسبة للموقف ولا تفسر منطقيا والإنسان لا يمكن أن يتحكم الإنسان فيها في نفسه.
ويشير هندى إلى أنه يوجد 300نوع من الفوبيا كالفوبيا من صعود الأماكن العالية،و فوبيا الحشرات والأماكن المظلمة …التى تبدأ من لحظة الميلاد إلى الشيخوخة وتختلف باختلاف الزمان والمكان.
وأوضح ،أن المعدل العالمي لانتشار المخاوف المرضية يتراوح من 2.3%إلى 13.3% ويوجد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 22مليون شخص يعانون من الفوبيا المرضية وحوالى 4مليون في بريطانيا.
أسباب الفوبيا أو الخوف المرضي
ويوضح الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية في حديثه للموقع أن التنشئة الاجتماعية الخاطئة المبنية على سرد قصص مخيفة وهمية وراء نشوء الفوبيا المرضية إضافة إلى التنشئة القائمة على وجود أب متسلط كثير الانتقاد والتبويخ علاوة على ذلك الصراعات الأسرية بين الازواج كلها تؤدى الى الإصابة بمرض الفوبيا .
وتابع أن التعلم بالمشاهدة كأن يرى الطفل الأم تخاف الصعود بالاسانسير مثلا او الرهاب لدى الجدة مثلا التى تخشى النزول على السلم الكهربائي ويراها الطفل تخاف مثلا كلها مشاهد ترسخ عند الطفل الفوبيا المرضية وتولد لدية مشاعر العزلة النفسية وعدم الشعور بالأمان.
ولفت إلى أن الخبرات المؤلمة وإسقاط الخوف على الآخرين فمثلا الأب المتسلط يسقط الطفل الخوف على معلمه فيتحول إلى فوبيا أو خوف زائد
مشاكل الفوبيا المرضية وتأثيرها على الصحة العامة
يؤكد الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية في حديثه للموقع أن الفوبيا تؤثر على صحة القلب لأنها تعلى من معدل ضربات القلب بشكل متسارع مما يؤدى إلى أعراض كارتفاع ضغط الدم غزارة العرق النهجان الإجهاد العام الاغماء القيء برودة الأطراف ارتعاش الأطراف اضطرابات معوية امساك أو اسهال ،اختلال الغدة اللعابية كسيلان الريق او جفافه ،قد تحدث عند النساء اضطرابات بالدورة الشهرية ،وعند الأطفال تبول لا إرادى ،زيادة السكر في الدم ،او خلل في إفراز الكبد كل هذه الأعراض أو بعض منها تحدث نتيجة حدوث نوبات الهلع أو الفوبيا المرضية.
هل تؤدى الفوبيا إلى الوفاة ؟
وأجاب الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية عن هذا التساؤل قائلا:”بالطبع تؤدى للوفاة لأن الفوبيا أو الخوف الزائد يؤدى إلى إرتفاع الادرينالين مصحوبا بارتفاع في ضربات القلب التى قد تصل إلى 200دقة وبالتالى تدفق الدم فيعطى مؤشرات لارتفاع مستويات الادنالين مما يؤدى إلى تلف في عضلة القلب لأن الادرينالين عندما ينطلق بمستويات عالية يتسبب في فتح قنوات الكالسيوم في القلب قتندفع من خلال هذه القنوات إلى خلايا القلب مما ينتج عنه عدم الاسترخاء في عضلة القلب ويسبب رجفات البطين نتيجة للرعشة وانخفاض ضغط الدم وعد انتظام ضربات القلب وبالتالى يؤدى إلى أزمة قلبية.
وأكد هندى وهذا أنه إذا صح ما تم تداوله من أخبار حول الوفاة و ما حدث مع حالة الحاخام اليهودي بشطاليت حناوى رئيس المعبد اليهودي بتل أبيب والذى أصيب بأزمة قلبية حادة نتيجة لنوبة من الهلع والخوف الزائد أو الفوبيا من أصوات الصورايخ ،مشيرا إلى أن الحاخام يكون قد دخل في نوبة من البكاء والعويل بعد سقوط صواريخ إيرانية استهدفت تل أبيب
وتابع ،ومن المرجح أن يكون كان لديه مشاكل قلبية سابقة كتصلب الشرايين أو أمراض القلب المزمنة أو خبرة مؤلمة أو لديه سمة القلق لذا يكون عرضة للأزمات القلبية التى تؤدى إلى الوفاة.
وماهو علاج الفوبيا المرضية
يقول الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية في حديثه لموقع نافذة الشرق الفوبيا تعتمد على العلاج بالاستبصار أو التدريب على التغلب على المخاوف وطمأنة الذات إضافة ألى العلاج السلوكي او العلاج بالغمر أن يواجه الإنسان مخاوفه تدريجياً وذلك بالتعرض للمثير المخيف مما يؤدى إلى تغيير المشاعر بشأنها وتأتى أيضا بمشاركة الاهتمامات للتغلب على المخاوف المرضية.
وينصح استشارى الصحة النفسية الدكتور وليد هندى في ختام حديثه لموقع نافذة الشرق أنه على المرء دوما أن يحترس من الخوف فالخوف سم قاتل قديؤدى إلى الوفاة .
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.