بين السلم أو المشاركة في الحرب على إيران كل الخيارات مطروحة على طاولة الرئيس الأمريكي
كتبت : ضحى ناصر
حالة من الترقب والخوف تسود العالم في أعقاب إنتهاء إجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي والذي لم يتم الإعلان عن تفاصيله بشكل رسمي لكن بعد التسريبات تؤكد أن الرئيس ترامب بات أقرب منه في أي وقت إلى اللجوء إلى ذلك الخيار وهو الإفتراض الذي قد نجد دلالات على صدقيته في إطار عمليات نقل مزيد من الطائرات إلى الشرق الأوسط التي تقوم بها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، وكذلك في تصريحات السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، الذي قال أن 4 رؤساء أمريكيين قد توعدوا إيران بالعقاب الشديد على ممارساتها دون إتخاذ خطوة حقيقية ضدها، بينما ترامب سيدخل التاريخ وهي كلها معطيات تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تتخذ خطوة أكثر وضوحاً على طريق مساعداتها لإسرائيل في حربها .
السر وراء نقل الولايات المتحدة للعديد من الطائرات رغم نفي واشنطن مراراً لمشاركتها في الحرب ؟
يوضح المتخصص في الشأن الأمريكي الدكتور فاضل اليونس في تصريحات خاصة لنافذة الشرق نقل هذا العدد الهائل من الطائرات والقطع البحرية الأميركية ليس مجرد استعراض قوة، بل مؤشر صريح على أن واشنطن تتجه نحو تدخل مباشر في الحرب بين إسرائيل وإيران. فحجم هذه التحركات يتجاوز حدود الضغط السياسي، خاصة في ظل التصعيد المتسارع وسقوط أعداد متزايدة من القتلى على الجانبين.
و أضافا أنه بات واضحًا أن المفاوضات لم تعد مجدية، فقد تلاشت حسابات التسوية، وحلّ مكانها منطق الحسم، والولايات المتحدة اليوم تتحرك في إطار هدفين لا ثالث لهما: إما فرض استسلام غير مشروط على طهران، أو المضي في الهجوم حتى الهزيمة الكاملة حتى لو أدى ذلك إلى إسقاط النظام الإيراني نفسه.
وتابع لكن في المقابل، يبقى ترامب مترددًا في إعطاء الضوء الأخضر لمشاركة أميركية مباشرة، والسبب الرئيسي هو حرصه على عدم الإضرار بقاعدته الشعبية – تلك التي أوصلته إلى البيت الأبيض وحققت الأغلبية الجمهورية في الكونغرس والشيوخ، والتي تتبنى شعار “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” (MAGA)، وتعارض بشدة التورط في حروب خارجية.
كما يسعى ترامب إلى ترسيخ صورته كـ”رجل سلام”، طامحًا لنيل جائزة نوبل، ولكن الأهم أنه يدرك أن أي مغامرة عسكرية قد تهدد هذه القاعدة، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات التصفوية، التي قد تُفقد الجمهوريين أغلبيتهم، وتُعطل مشروعه السياسي بالكامل.
أضف إلى ذلك أن التريث الأميركي في المشاركة المباشرة يهدف أيضًا إلى حماية المصالح والقوات الأميركية من الضربات الصاروخية التي توعدت بها طهران في حال تدخلت واشنطن عسكريًا بشكل علني
ماذا يقصد هاكابي في رسالته الاخيرة لترامب ؟
كما أشار اليونس إلى أنه من المعروف عن السفير الأمريكي مايك هاكابي تشدده الديني، وهو ما بدا جليًا في رسالته الأخيرة التي يمكن وصفها بأنها أقرب إلى مديح لاهوتي منها إلى خطاب سياسي، فقد صوّر هاكابي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكأنه “مرسل من السماء”، و”المختار الإلهي” لتحقيق الحلم الصهيوني بقيام دولة إسرائيل الكبرى.
الرسالة جاءت لمخاطبة نرجسية ترامب وتعزيز شعوره بأنه يؤدي دورًا تاريخيًا ومقدسًا.
ما هى أشكال المساعدات الأمريكية لإسرائيل و ما الحد الذي تنتهي عنده
وبهذا الصدد يؤكد اليونس أن ما نراه اليوم يؤكد أن الدعم الأميركي لإسرائيل ليس ظرفيًا ولا محدودًا، بل هو التزام إستراتيجي يشمل جميع المستويات: العسكرية، الأمنية، الاستخباراتية، والاقتصادية. وعلى الصعيد السياسي، توفر واشنطن لإسرائيل غطاءً دوليًا كاملًا، مستخدمة الفيتو في مجلس الأمن لحمايتها من أي مساءلة، بل وصلت إلى حد فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية حين اتهمت رئيس وزراء إسرائيل بجرائم حرب.
هذا الدعم ليس مجرد شراكة، بل هو تعهّد أميركي بحماية إسرائيل بأي ثمن، حتى لو اضطرّت واشنطن للمشاركة المباشرة في الحرب
متى تُجبر الولايات المتحدة الطرفين لوقف إطلاق النار وما الأوراق التي قد تستخدمها الولايات المتحدة مع كل طرف و هل ترفض اسرائيل الانصياع؟
ولفت اليونس إلى الولايات المتحدة تجد نفسها مضطرة للتدخل لوقف الحرب، خاصة مع خروج الصراع عن السيطرة وازدياد مخاطر انهيار الأمن الإقليمي، ما يهدد مصادر الطاقة، ويُعرض حلفاءها في المنطقة للخطر، فضلًا عن احتمالية تصاعد موجات الإرهاب.
أما أوراق الضغط التي قد تستخدمها واشنطن ضد طهران، فتتمثل في إيصال رسالة ميدانية واضحة مفادها: أن استمرار التصعيد دون التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الملف النووي وبقية الملفات الإقليمية، سيؤدي إلى إسقاط النظام الإيراني.
وفي المقابل، يعرف الاسرائليون أن مجرد توقف واشنطن عن تزويد تل أبيب بالسلاح سيؤدي إلى توقف الحرب خلال أيام.
هل تتشارك امريكا واسرائيل ضربة في توجيه ضربة مزدوجة لمنشاة فودرو
كما أوضح أن السبيل الأكثر فاعلية لتدمير البرنامج النووي الإيراني لا يكمن في الضربات المحدودة أو الرسائل الرمزية، بل في تنفيذ عملية دقيقة تستهدف ثلاث منشآت رئيسية: مفاعل نطنز، مفاعل فوردو، ومنشأة أراك للماء الثقيل.
غير أن هذا السيناريو يصطدم بعقبة استراتيجية كبرى، تتمثل في طبيعة التحصينات الإيرانية، خصوصًا موقع فوردو المدفون في عمق الجبال. فاستهدافه يتطلب استخدام قنابل خارقة للتحصينات MOB وهي ذخائر لا يمكن إيصالها إلا عبر قاذفات مثل B-2 أو B-52، التي لا تمتلكها إسرائيل.
من هنا، يصبح التدخل الأميركي المباشر ضرورة لا مفر منها، إذ إن تحقيق “المهلة الحاسمة” التي تسعى إليها تل أبيب في إيران لا يمكن أن يكتمل دون مشاركة الولايات المتحدة في تنفيذ الضربة.
ما حجم المساعدات الامريكية الاسرائيلية حتى اللحظة وكيف استفادت منها اسرائيل ؟
ويوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي عادل شديد في تصريحات خاصة لنافذة الشرق أن كل ماتستخدمه إسرائيل في حربها على إيران بدءً من المعلومات وحتى الصواريخ والطائرات هو نتاج المساعدات الأمريكية الضخمة و المهولة التي تقدمها واشنطن لحليفتها التاريخية إسرائيل.
هل حكومة نتنياهو قد تنصت للادارة الامريكية في حال دعت الى وقف اطلاق النار ام ان الامر بات مسألة كرامة
كما أكد شديد على أنه في حال قررت الإدارة الأمريكية أنه على إسرائيل و إيران وقف إطلاق النار فلايمكن لحكومة نتنياهو أن تعترض، معتبراً أن إسرائيل تعمل كحليف وظيفى تخوض الحروب ضد الدول أو الميلشيات التي تحددها الولايات المتحدة، ربما تناقش وتطرح مواقفها و أرائها ولكن الرأي النهائي سيكون للولايات المتحدة وليس لإسرائيل .
إلى أى مدى حققت اسرائيل اهدافها في ايران وماذا تبقى منها؟
وفيما يتعلق بأهداف الحرب الإسرائيلية على إيران ومدى تحققها قال عادل شديد أنه لا يوجد أدوات لقياس ذلك أو الحُكم من خلالها بهذا الصدد.
و أشار إلى أن الرواية الإسرائيلية تؤكد أن الكثير من الأهداف قد تحققت، بينما الرواية الإيرانية تنفي ذلك ولكن وفقاً للقراءة الموضوعية فإن بعد خمس أيام من الغارات الإسرائيلية المكثفة فلابد أن إسرائيل قد حققت بعض أهدافها من بينها تدمير البنى التحتية النووية والعسكرية و أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ و إستهداف مؤسسات مدنية تتبع للنظام السياسي الإيراني .
هل تتشارك امريكا واسرائيل ضربة في توجيه ضربة مزدوجة لمنشاة فودرو ؟
ولفت شديد إلى أن الولايات المتحدة شريكة بالفعل بكل تفاصيل تلك الهجمات كما سبق و أشار ولكن مايشير إليه خطاب الرئيس ترامب بهذا الصدد يؤكد أنه ربما يلجأ بالفعل لإتخاذ تحرك عسكرى سريع وواضح .
يأتي ذلك في وقت يتأرجح فيه العالم فوق بركان من المخاوف والتخمينات حول ما إذا كانت ستنضم الولايات المتحدة إلى إسرائيل في حربها على إيران أم ستجنح للسلم والتهدئة ترى ما الذي ستحمله الأيام القادمة للشرق الأوسط والعالم.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.