بين قرار 1701 وضغوط واشنطن.. لبنان عالق بين شرط نزع سلاح حزب الله واحتمال العودة للحرب

3

كتبت بسمة هاني

أوضح الدكتور عبدالله نعمة، دكتور العلاقات الدولية والباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، أن إعلان المبعوث الأميركي الخاص حول ربط أي انسحاب إسرائيلي كامل من لبنان بخطوات واضحة لنزع سلاح “حزب الله” يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التجاذبات السياسية والأمنية.

ولفت إلى أن هذا الطرح يعكس دخول لبنان بشكل رسمي في صفقات إقليمية أكبر، قد تُفرض على الساحة اللبنانية ضمن سياق الضغوط الدولية والإقليمية المتصاعدة.

خطاب نبيه بري وتبديد المخاوف

وأشار نعمة إلى أن خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر كان بمثابة تبديد للمخاوف من انزلاق الأمور نحو الفوضى أو ضرب الاستقرار الداخلي. كما شدد بري، بحسب نعمة، على ضرورة فتح النقاش حول سلاح “حزب الله” بعيدًا عن التهديدات، في محاولة لاحتواء التوتر السياسي وضبط الجلسة النيابية المقبلة.

دور الجيش اللبناني ومعضلة القرار السياسي

ونوّه الدكتور نعمة إلى أن الجيش اللبناني سيطرح خطته الأمنية والعسكرية في ضوء المعوقات القائمة، وأبرزها نقص العديد والعتاد، إلى جانب استمرار وجود قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية.

وأوضح أن أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل تحتاج إلى قرار سياسي رفيع المستوى، في وقت لا توجد لدى الجيش نية للتصادم مع “حزب الله”، ما يعني أن المسألة تبقى في يد الحكومة لا المؤسسة العسكرية.

ضغوط دولية متصاعدة

وأكد نعمة أن المرحلة المقبلة ستشهد ضغطًا دوليًا متزايدًا على إسرائيل للقيام بخطوات إيجابية مقابل الخطوات التي قام بها لبنان وفق مبدأ “خطوة مقابل خطوة”. ولفت إلى أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ستصل إلى بيروت قريبًا، إلى جانب زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، في إطار التحضير لمؤتمر دعم لبنان وإعادة الإعمار، وكذلك مؤتمر دعم الجيش اللبناني، وهو ما كان قد شدد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

تجديد اليونيفيل والقرار 1701

وأشار نعمة إلى أن تجديد ولاية قوات “اليونيفيل” في الجنوب يمثل إشارة واضحة على أن المسار يسير بالاتجاه الصحيح. كما أوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة تفعيل “اللجنة الخماسية” المكلفة بمتابعة تنفيذ القرار 1701، بما يضمن التنسيق بين “اليونيفيل” وإسرائيل من جهة، وبين “اليونيفيل” والجيش اللبناني من جهة أخرى، تحت إشراف مباشر من اللجنة.

خطر العودة إلى الحرب

وختم الدكتور عبدالله نعمة بالتنويه إلى أن المفاوضات التي تقودها الإدارة الأميركية بين لبنان وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود، وهو ما قد يفتح الباب أمام احتمال العودة إلى المواجهة العسكرية.

لكنه شدد على أن المؤشرات الحالية، لاسيما مع تجديد مهمة “اليونيفيل”، توحي بأن المجتمع الدولي يسعى لمنع الانزلاق إلى حرب جديدة عبر تثبيت قواعد الاشتباك وتنفيذ القرار 1701 تحت إشراف أميركي مباشر.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.