ترامب في الرياض ..ما الذي يُطبخ على نار هادئة بينه وبين محمد بن سلمان؟

4

كتبت : ضحى ناصر

“ما وقعناه اليوم هو جزء من طموح أكبر” هكذا أعلن ولي العهد السعودي أمام المنتدى السعودي – الأمريكي الإقتصادي، الثلاثاء، عن توقيع عدد من الإتفاقات بإستثمارات بلغت نحو 300مليار دولار.

و أضاف بن سلمان : نأمل أن تصل تلك الإستثمارات إلى تريليون دولار مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعد ضمن أكبر شركاء رؤية السعودية 2030، منوّهاً أن الإستثمارات المشتركة تعد إحدى أهم الركائز في علاقات الاقتصادية بين البلدين.

كما كشف بن سلمان عن أن حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة بلغ نحو 500 مليار دولار في الفترة بين عامي 2013 و2024″، مؤكداً على وجود علاقات عميقة بين البلدين مشدداً على أن العمل المشترك بين المملكة والولايات المتحدة لا يقتصر على التعاون الاقتصادي، إنما يمتد لإحلال السلام في المنطقة والعالم.

ولعل من اللافت في تلك الزيارة هو حجم الحماس المتبادل بين الجانبين سواء لتوقيع العديد من الإتفاقات أو الإشادات بحُسن التعاون بين البلدين و التعبير عن الآمال العريضة للوصول بالعلاقات بين البلدين إلى أعلى مستوياتها وهو ما كان مادة دسمة للعديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية مُحدثاً زخماً لا يقل عن الزخم الذي أحدثته الصفقات التي تم توقيعها .

حجم الصفقات التي أعلن عنها البيت الأبيض

من جهته فقد أفصح البيت الأبيض في بيان له عن تفاصيل عدد من الصفقات التي تم إبرامها بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لعل من بين أبرزها هي صفقة التسليح الأكبر من نوعها في التاريخ بقيمة تبلغ نحو 142 مليار دولار .

كما تشمل الصفقة تزويد المملكة العربية السعودية بأحدث معدات وخدمات القتال من أكثر من منتجات إثنتي عشرة شركة دفاعية أمريكية .

كما تشمل إتفاق تطوير القوات الجوية، وقدرات الفضاء، والدفاع الجوي والصاروخي، والأمن البحري والساحلي، وأمن الحدود وتحديث القوات البرية، وتحديث أنظمة المعلومات والاتصالات

بالإضافة إلى حزمة تقديم التدريب والدعم لبناء قدرات القوات المسلحة السعودية، بما في ذلك تعزيز أكاديميات الخدمة السعودية والخدمات الطبية العسكرية.
وقال البيت الأبيض: “تمثل هذه الصفقة استثمارًا كبيرًا في دفاع المملكة العربية السعودية وأمنها الإقليمي، مبنيًا على الأنظمة والتدريب الأمريكي”

إلى جانب إبرام صفقة لإستثمار مع شركة “داتا فولت” السعودية في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة بنحو 20 مليار دولار.

وعلى صعيد البناء والتعمير فقد تم الإتفاق مع عدة شركات أمريكية من بينها “هيل إنترناشونال، وجاكوبس، وبارسونز، وإيكوم”، لبناء مشاريع بنية التحتية الرئيسية، لعدة مشروعات كبرى بالمملكة من بينها مطار الملك سلمان الدولي، وحديقة الملك سلمان، ومشروع “ذا فولت”، ومدينة القدية، بإجمالي صادرات خدمات أمريكية بقيمة يبلغ نحو 2 مليار دولار، حيث تشمل الصادرات الرئيسية الإضافية توربينات الغاز وحلول الطاقة والتي ستقدمها شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا بقيمة إجمالية 14.2 مليار دولار، وطائرات الركاب بوينج 737-8 لشركة أفيليس بقيمة إجمالية 4.8 مليار دولار.

كما تشمل الصفقات قطاع الرعاية الصحية، حيث ستستثمر شركة “شامخ فور سوليوشنز” 5.8 مليار دولار، بما في ذلك أحد مصانع ولاية ميشيجان لإطلاق منشأة عالية السعة للسوائل الوريدية.

بالإضافة إلى عدد من الإستثمارات التي تتمثل في عدة صناديق متخصصة في قطاعات محددة، مثل صندوق إستثمار الطاقة بقيمة 5 مليارات دولار، وصندوق تكنولوجيا الفضاء والدفاع “نيو إيرا” بقيمة 5 مليارات دولار، وصندوق “إنفيلد سبورتس غلوبال سبورتس” بقيمة 4 مليارات دولار.

ماهى إنعكاسات تلك الزيارة على المشهد السياسي والانتخابات الأمريكية، وملف التطبيع مع إسرائيل

يجيب عن هذا التساؤل الباحث والمحلل السياسي الأمريكي أدريان كالاميل في تصريحات خاصة لنافذة الشرق قائلاً بالنظر إلى موقف المملكة الثابت من ربط أي اتفاق بوقف إطلاق النار، والتقدم نحو حل الدولتين، والاعتراف بفلسطين دولةً مستقلةً عاصمتها القدس الشرقية.

فإنه لا علاقة لهذه الزيارة بالإتفاقيات الإبراهيمية والتطبيع مع إسرائيل، وإن كانت هناك محاولاتٌ خفية، مضيفاً في العلن، يبدو الحوار متوقفًا إذا كانت المملكة تنتظر حل الدولتين ونهاية الأعمال العدائية في غزة.

وتابع كالاميل أولًا، قد تكون الحرب قد انتهت بالنسبة للرئيس “أمريكا أولًا” بعودة عيدان ألكسندر، لكن لا يزال هناك أكثر من خمسين إسرائيليًا محتجزين لدى حماس، ولدى الدولة اليهودية هدفٌ استراتيجيٌّ يتمثل في القضاء التام على هذه المنظمة الإرهابية في غزة.

و أضاف ثانيًا، يُدرك السعوديون أن حماس والسلطة الفلسطينية غير قادرين أو غير راغبين في إدارة دولةٍ تُفيد شعبهما في ظل التعايش مع إسرائيل، وقد بدأ الغرب أخيرًا يُدرك هذا الواقع المُحزن.

هذا وكان الرئيس الأمريكي قد إكتفى بالقول خلال كلمة ألقاها أمام المنتدى السعودي – الأمريكي الإقتصادي بأنه يأمل بشدة أن توقع السعودية قريباً إتفاق تطبيع مع إسرائيل مضيفاً “لكنكم ستفعلون ذلك في الوقت الذي ترونه مناسباً.

كيف يمكن أن تؤثر الاتفاقيات الموقعة خلال هذه الزيارة على المشهد العالمي أو العلاقات الثنائية على الصعيد الاقتصادي، لا سيما فيما يتعلق بصفقات الدفاع وأسعار النفط والطاقة ؟

و في هذا الصدد فقد أوضح كالاميل أن هذا هو جوهر الرحلة بالنظر إلى الدور الرئيسي للمملكة العربية السعودية في أوبك مع محاولة ترامب الضغط على زر إعادة ضبط العلاقة التي عانت في عهد إدارتي أوباما وبايدن.

و أضاف كان من الواضح إلى حد ما خلال فترة ولايته الأولى أن ترامب ينظر إلى المملكة بقيادة محمد بن سلمان كقوة موازنة لطموحات طهران الخبيثة وكانت هناك إمكانات هائلة لتحقيق مكاسب اقتصادية تعود بالنفع على كلا البلدين.

و أختتم كالاميل يبدو أن هذا استمرار علني للغاية لسياسة ولايته الأولى تجاه السعودية في وقت ينخرط فيه في مفاوضات حاسمة مع جمهورية إيران الإسلامية بشأن برنامجها النووي.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.