ترامب والشرق الأوسط: كيف تعيد زيارة ترامب تشكيل موازين النفوذ في المنطقة
كتب: ضحى ناصر
تتجه أنظار العالم اليوم نحو المملكة العربية السعودية التي تشكل المحطة الأولى للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في أولى زياراته الخارجية، خلال ولايته الثانية حيث كان في مقدمة مستقبليه صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، و من المقرر أن تشمل دولتي الإمارات العربية المتحدة وقطر و إسرائيل والتي إشترط ترامب لزيارتها التوصل أولاً لإتفاق مع حماس بشأن الرهائن .
لماذا يستهل ترامب جولته الإقليمية بزيارة السعودية
كشفت تقارير إعلامية أن إختيار ترامب لإستهلال زيارته للشرق الأوسط بالمملكة العربية السعودية إنما جاء لإيصال رسالة للعالم مفاداها أن الشرق الأوسط الجديد الذي أشار إليه ترامب مراراً يبدأ من المملكة العربية السعودية .
إذ لم تعد المملكة مجرد دولة بل أصبحت لاعباً أساسياً وشريكاً هاماً للولايات المتحدة في عدد من الملفات الكبرى كالأمن والطاقة .
على خلاف النهج المشكك في المملكة وقدراتها في بداية فترة الرئيس السابق، جو بايدن، و من ثم العودة إلى تطبيع العلاقات.
فيما يسعى ترامب إلى بناء شراكات حقيقية مع المملكة العربية السعودية توطد العلاقات بين البلدين.
الوفد المصاحب لترامب خلال زيارته التاريخية
كشفت وسائل الإعلام الأمريكية أن معظم كبار الموظفين في البيت الأبيض يصاحبون الرئيس الأمريكي في زيارته التاريخية بما في ذلك رئيسة الموظفين سوزي وايلز وعدد من نواب الرئيس بالإضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة الذين تمت دعوتهم لحضور منتدى الأعمال السعودي الأمريكي الذي إنطلق صباح الثلاثاء، إلى جانب عدد من الرؤساء التنفيذين لشركات كوكاكولا، بوينج، آي بي إم، جوجل، أمريكان إيرلاينز، دلتا إيرلاينز، يونايتد إيرلاينز، أوبر، بلاك روك.
ومن بين أبرز المرافقين للرئيس الأمريكي
وزير الخارجية ماركو روبيو.
وزير الدفاع بيت هيغسيث.
وزير الخزانة سكوت بيسنت.
وزير التجارة هوارد لوتنيك.
رئيس شركة تسلا إيلون ماسك
والرئيس التنفيذي لشركة “أمازون” آندي جاسي.
جدول الزيارة
ومن المقرر أن يشارك ترامب،الأربعاء، بقمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي: السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان.
كما سيلتقي بالرئيس السوري، أحمد الشرع، الذي يسعى إلى لقاء ترامب لطرح خطة إعادة إعمار سوريا عليه.
من جهته فقد أعلن البيت الأبيض، أن أجندة الرئيس ترامب ستركز على تعزيز الإستثمارات والتعاون الأمني ومناقشة ملفات إقليمية.
وشهدت الزيارة توقيع عدد من الإتفاقيات نوعية تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية.
شملت مذكرات تفاهم بين السعودية وأمريكا في التعدين والموارد المعدنية، والصحة والبحوث الطبية، ومجال الفضاء.
كما وقعَّ الجانبين مذكرات تفاهم أمنية و إقتصادية وتكنولوجية فيما وقّع الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وثيقة الشراكة الإقتصادية و الإستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة.
بالإضافة إلى توقيع مذكرة إتفاق لتطوير وتحديث القوات المسلحة السعودية.
وكان صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان قد تعهد في يناير الماضي بضخ إستثمارات سعودية داخل الولايات المتحدة تصل إلى نحو 600 مليار دولار.
من جهته فقد أكد الرئيس الأمريكي ترامب رداً على هذا الإعلان بأنه سيطلب من ولي العهد، وهو رجلٌ رائع، أن يزيد المبلغ إلى حوالي تريليون دولار مضيفاً أعتقد أنهم سيفعلون ذلك لأننا كنّا رائعين معهم.
ترامب قد يزور إسرائيل لإحراز صفقة تاريخية
فيما أكدت تقارير صحفية أن ترامب قد يزور تل أبيب في محاولة لإحراز نصر جديد عبر التوصل إلى صفقة بين الرياض وتل أبيب وهو ما قد لايتمكن ترامب من تحقيقه في الفترة الحالية نظراً للتوترات التي تسود العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.
بالإضافة إلى أن إسرائيل ترى أن مسألة التطبيع مع المملكة حالياً تُعد عقبة في طريق طموحاتها التوسعية في غزة والتي تتضمن القضاء على حماس وتهجير السكان و ضم المزيد من الأراضي .
فيما تتمسك المملكة العربية السعودية بضرورة وقف إطلاق النار و إدخال المساعدات الإنسانية والعمل على حل الدولتين .
وهو ماوصفه المتحدث بإسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر، في حوار تلفزيوني تم إجراؤه معه في فبراير الماضي بأن المقابل الذي تريده المملكك مقابل تلك الصفقة هو القضاء على إسرائيل مشيراً إلى أن المحاولات السابقة لإقامة دولة فلسطينية قد باءت بالفشل.
ما هي المكاسب التي قد تحققها الولايات المتحدة من هذه الزيارة؟ وما هي الفوائد المحتملة التي قد يجنيها الشرق الأوسط منها؟
يجيب عن هذا التساؤل الأكاديمي والباحث والمحلل السياسي الأمريكي، أدريان كالاميل، في تصريحات خاصة لنافذة الشرق.
وأشار كالاميل إلى أنه من الصعب التنبؤ بالمكاسب التي ستجنيها الولايات المتحدة من زيارة ترامب إلا إذا كان الهدف هو ترسيخ قطر كطرف فاعل ونافع في المنطقة، وهو ما يُشكل خطرًا على الشرق الأوسط بأكمله.
و أضاف: كنت آمل أن يقوم ترامب بهذه الرحلة لمواجهة نفوذ طهران من خلال تعزيز العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت، ولكن يبدو أن ترامب يعتقد أن استقرار المنطقة يمر عبر الدوحة، المعروفة بدعمها لجماعة الإخوان المسلمين.
لافتاً إلى أنه يجب النظر إلى هذه الرحلة برمتها من منظور شامل، فبالنسبة لترامب، كتاب “السلام في عصرنا” هو ما سيُسجل إنتصاره في كتب التاريخ مع نيفيل تشامبرلين.
وتابع ستحتفل قطر بلا شك بكيفية وصول حملتها الناعمة ومليارات الدولارات إلى واحدة من أكثر دول العالم نفوذًا.
دلالة توقيت هذه الزيارة، وما الذي قد يُشير إليه بشأن الديناميكيات الإقليمية أو الدولية الحالية؟
أضاف كالاميل أن إختيار هذا التوقيت ليس مصادفة بل جاء بالتزامن مع إطلاق سراح آخر رهينة أمريكي محتجز في غزة لدى حماس.
وأشار إلى أنه على الرغم من إستضافة قطر لقيادات الحركة في الدوحة، فإنه من المتوقع أن يشيد كل من ويتكوف وترامب بلا شك بقطر لدورها البنّاء في إخراج آخر أمريكي من أسر حماس مضيفاً يعتقد ترامب أن مُشعلي الحرائق هم الذين يسمون أنفسهم رجال إطفاء وهذا أمر خطير على المنطقة بأكملها.
وتابع كالاميل ينظر الرئيس بحق إلى الإيرانيين على أنهم تهديد للمنطقة، لكنه يحتاج إلى النظر إلى الجانب الآخر من العملة وإدراك أن القطبيين ليسوا مختلفين.
و أضاف يجب أن نتذكر أنه في عام 2018 وقع ترامب صفقة معيبة بشكل قاتل مع طالبان في الدوحة متسائلاً هل تضاءل التهديد الدولي من القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في خراسان وحقاني وحمزة بن لادن؟
وتابع : أتوقع تمامًا أن يحاول تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني دفع ترامب إلى نوع من الاتفاق والتطبيع مع أحمد الشرع في سوريا مما سينعكس سلبًا على المنطقة والعالم.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.