تصعيد جديد في مواجهة موسكو: الأسلحة الغربية تهدد فرص التفاوض(خاص)

4

كتبت بسمة هاني

في خضم التحولات المتسارعة على الساحة الأوكرانية، ومع تصاعد الدعم العسكري الأوروبي لكييف، تزداد المخاوف من انزلاق الصراع إلى مستويات أكثر خطورة. وفي حديث خاص لموقع نافذة الشرق، يقدّم الدكتور سمير أيوب قراءة تحليلية معمّقة لهذا التصعيد، محذرًا من تداعياته المحتملة على مسار المفاوضات، وعلى التوازنات الإقليمية والدولية.

وفي هذا السياق يوضح
الدكتور سمير الدكتور باحث ومتخصص بالشؤون الروسية في حديث خاص لموقع نافذة الشرق
، إن رفع القيود عن تصدير الأسلحة الغربية، لا سيما الصواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، يشكّل تصعيدًا خطيرًا في تعاطي الدول الأوروبية مع روسيا، وقد يؤدي إلى تقويض الجهود الجارية نحو التفاوض بين موسكو وكييف.

الأسلحة الثقيلة تعرقل مسار المفاوضات

وأوضح الدكتور أيوب أن هذا النوع من الصواريخ قد يشكل خطرًا مباشرًا على البنى التحتية الاستراتيجية داخل روسيا، ما قد يدفع موسكو إلى اتخاذ إجراءات انتقامية تتجاوز حدود المعركة الحالية.

ولفت إلى أن الدعم الأوروبي لأوكرانيا في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات، يوحي بأن هناك رغبة غربية فعلية في عرقلة المسار التفاوضي أو إفشاله.

التصعيد لم يبدأ اليوم: مؤشرات سابقة منذ 2023

وأشار الدكتور أيوب إلى أن الدول الغربية ليست جديدة في محاولات تغيير موازين القوى على الجبهة الأوكرانية، فـمنذ عام 2023، ضخت تلك الدول كميات هائلة من الدعم العسكري لأوكرانيا، شملت دبابات، آليات متطورة، تقنيات تجسس وأقمار صناعية.

وأكد أن كل هذه المحاولات لم تغيّر من الواقع الميداني شيئًا، فروسيا لا تزال تحتفظ بموقع المبادرة العسكرية.

رد روسي محتمل خارج حدود أوكرانيا

شدد أيوب على أن استخدام هذه الصواريخ ضد منشآت مدنية أو بنى تحتية استراتيجية روسية، قد يؤدي إلى ردود قاسية من موسكو، وقد يشمل ذلك استهداف مواقع إنتاج الأسلحة داخل أوروبا، وخاصة ألمانيا.

وأكد أن روسيا قد تلجأ لهذا الخيار إذا شعرت أن أمنها القومي في خطر حقيقي.

الاستراتيجية الغربية: ورقة تفاوض أم مقامرة جيوسياسية؟

ونوه الدكتور أيوب إلى أن الدول الأوروبية، من خلال تصعيدها العسكري، لا تسعى فقط إلى الضغط على روسيا عسكريًا، بل تسعى أيضًا إلى تحسين أوراقها التفاوضية، عبر تقوية الموقف الألماني تحديدًا على طاولة المفاوضات.

لكن، حسب رأيه، النتيجة قد تأتي بعكس التوقعات الغربية، حيث يُحتمل أن يزيد هذا من تشدد موسكو في شروطها السياسية والعسكرية.

روسيا: استنزاف أم تعاظم في القدرات؟

لفت أيوب إلى أن كثافة الضربات الروسية في الآونة الأخيرة، واستخدامها المتزايد للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، تثبت أن روسيا لا تزال تملك مخزونًا ضخمًا من السلاح، على عكس ما روّجت له بعض التحليلات الغربية في بداية الحرب.

كما أشار إلى أن التعاون الروسي مع كوريا الشمالية يساعد موسكو على تعويض أي فجوات في الذخائر التكتيكية.

أوروبا تلعب بالنار

وقال الدكتور سمير أيوب حديثه بالتحذير من أن السياسات الأوروبية الحالية قد تقود إلى مواجهة مباشرة بين روسيا والناتو، تتخطى حدود أوكرانيا.

وقال: اليوم، الدول الأوروبية تلعب بالنار، وتحركاتها الأخيرة تحمل مؤشرات خطيرة نحو تصعيد إقليمي أوسع قد يصعب احتواؤه.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.