توقف المنافسات الرياضية العربية في حال إستمرار الحرب الإيرانية الإسرائيلية

2

محمد صفوت

لكل حرب خسائر ولأي هجمات حربية أضرار لكن بالتأكيد الأمر يختلف في تداعياته بالنسبة لأهل الرياضة الراغبين في إيقاف مزيد من الآثار السلبية للحرب بين إيران وإسرائيل على الرياضة في العالم بشكل عام وفي الوطن العربي بشكل خاص.
بالتأكيد لو استمرت وتيرة الحرب فإن ذلك يعني توقف المنافسات الرياضية في مصر ودول الخليج فضلا عن الأردن وفلسطين وسوريا والعراق ولبنان وإسرائيل وهو أمر خطير يدركه الرياضيون ويعلمون إنعكاساته الخطيرة بدنيا.
ولم يشارك الرياضيين من الكيان الصهيوني في أغلب المنافسات خارج الديار خوفا من حدوث ردة فعل قد تكون نتيجتها وخيمة وتحسبا لردود فعل شعبية أو أمنية.
وتواصلت الحرب لكي تصل لأصعب صورها حينما اوضح شامل غازيزوف المدير العام لنادي دينامو محج قلعة الروسي لكرة القدم بأن لاعب الوسط الإيراني محمد جواد حسين نجاد لا يزال غير قادر على مغادرة البلاد للالتحاق بمعسكر الفريق.
محمد جواد حسين نجاد انضم إلى صفوف فريق دينامو محج قلعة في داغستان عام 2024 بعقد يمتد حتى 30 يونيو 2027 ، وشارك لاعب خط الوسط الإيراني في 29 مباراة مع الفريق الروسي خلال الموسم الماضي، وسجل فيها ثلاثة أهداف وصنع مثلهم.
وقال غازيزوف لصحيفة “سبورت إكسبريس” الرياضية الروسية: “لا يزال السفر بالسيارة في أرجاء البلاد محفوفا بالمخاطر ، نحن على تواصل معه ، وهو في مكان آمن مع عائلته ،سوف يصل في أقرب وقت ممكن ، لا توجد لحظات خطيرة حتى الآن ، هو كان في معسكر المنتخب الوطني ، ولهذا السبب أعطيناه الوقت ، قد يتأخر قليلا لكن لا بأس”.

مواقع التواصل الاجتماعي أهم الأسلحة الناعمة في الحرب :
مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة للتراشق بين المسؤولين عن الرياضة في كلا الدولتين ، لكن هناك بعض اللاعبين عبر العالم دعوا لوقف الحرب بين الطرفين وامتنع أغلب اللاعبين العرب عن الحديث بخصوص تلك الحرب علنا لكنهم في الخفاء يعلنون تأييدهم للموقف الإيراني ضد إسرائيل وذلك لأن هذا رأي أكثرية المواطنين في الوطن العربي.
وهناك لاعبين عالميين أعلنوا سابقا وحاليا عن دعمهم للكيان الصهيوني مثل كورتوا حارس ريال مدريد وشفشينكو أسطورة كرة القدم في اوكرانيا وتواصل ذلك أيضا مع ليبرون جيمس نجم نجوم كرة السلة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الأطار كانت هناك وجهة نظر مختلفة اوضحها خبير الإعلام الرياضى عز الدين الكلاوي نائب رئيس تحرير مجلة سوبر سابقا والرئيس السابق للقسم الرياضي بالطبعة الدولية للاهرام : “أعتقد ان تأثر الرياضة عربياً وعالمياً بالحرب بين إيران واسرائيل، سيكون محدوداً بشكل نسبي، خاصة مع اتجاه هذه الحرب لنهاية سريعة متوقعة وعودة للمفاوضات خاصة بعد التدخل الأمريكي ، والتأثير سيكون ملحوظاً فقط على مستوى الرياضة وكرة القدم في إيران واسرائيل، بتوقف الأنشطة المحلية وربما على مستوى منافسات الأندية قارياً الموسم الكروي المقبل وموعده بعد أسابيع في آسيا بالنسبة لإيران او أوروبا بالنسبة لاسرائيل، و لا أظن أن الحرب ستستمر حتى هذه الفترة”.

خلط السياسة بالرياضة خطر محتمل حدوثه:
اللجنة الأولمبية الدولية توجه كافة الاتحادات الرياضية وأهمها الأتحاد الدولي لكرة القدم نحو إبتعاد السياسة عن التدخل في الرياضة لكن الواقع يقول بأن إيران تطالب بمنع الفرق الممثلة لإسرائيل من المشاركة في كل المنافسات الرياضية وبالطبع يطالب إسرائيل بالعكس وهو ما قد يؤثر بالسلب على كافة البطولات العالمية في مجال الرياضية لمدة قد تطول حتى بعد إنتهاء الحرب لأن الحياد الرياضي لن يتقابل مطلقا مع التوجهات السياسية.
الأسوأ أن يتم إستغلال الأمر أثناء المنافسات الرياضية فمثلا قد يحدث ما لا يحمد عقباه رياضيا حينما يتمكن ولو فرضا أي لاعب إيراني من الفوز في أي لعبة قتالية وخلال أي بطولة عالمية قد يقوم حينها برفع لافتة سياسية ضد إسرائيل أو العكس ، وبرغم أن الأتحاد الدولي يمنع ذلك منعا باتا إلا أنه من الوارد جدا حدوثه.

وفي هذا الشأن كان من الواجب أخذ رأي الناقد الرياضي
محسن لملوم مدير تحرير جريدة الأهرام الرياضي : “تأثير الحرب بين إيران والكيان الصهيوني على كرة القدم لا يعد كبيرا لعدة اسباب منها أنتهاء كل دوريات العالم فى الوقت الحالي ، وتقام فقط بطولة كأس العالم للأندية في أمريكا في منطقة بعيدة كل البعد عن أرض الصراع و مسرح الأحداث”
وواصل الصحفي محسن لملوم المتخصص في شؤون الرياضة العالمية حديثه قائلا : “هناك ثلاث امور كروية تأثرت بشكل مباشر بسبب الحرب ، الأول يتمثل في غياب اللاعب الإيراني مهدى طارمى عن فريقه انتر ميلان الايطالي بسبب توقف الطيران فى إيران ، الأمر الثاني سيتم بنسبة كبيرة تأجيل بطولة البطولة العربية للأندية والمقرر لها من 25 يوليو حتى 11 أغسطس المقبل فى مصر لان الاتحاد العربي لكرة القدم يعرف جيدا ان إقامة البطولة سيكون أمر صعب وسط التوترات الحالية ، الأمر الثالث فى رأيي هو المشهد الغريب الذي حدث فى واشنطن حينما زار فريق يوفنتوس الايطالي البيت الأبيض واستقبلهم الرئيس ترامب وبدلا من الحديث عن كرة القدم توجه للحديث عن الحرب وحينها كان اللاعبين يقفون خلفه وكأنه يستغل الحدث الرياضي الكبير وشعبية كرة القدم في العالم لتبرير وجهة النظر الأمريكية فى الحرب في أمر غريب جدا في الرياضة”

إيران تمنع لاعبيها سابقا من مواجهة لاعبين إسرائيلين :
المتابع للشأن الرياضي يعلم أن إيران منذ سنوات كثيرة لها فلسفة رياضية معروفة وهي رفض مواجهة لاعبين أو فرق إسرائيلية في كل التظاهرات الرياضية الكبرى وهو ما وصل للذروة في أكتوبر 2019 حينما أكد الاتحاد الدولي للجودو إيقاف الاتحاد الإيراني للعبة بعدما أوقف إيران مؤقتا في سبتمبر 2019 المقبل، وداعي الإيقاف كان قيام الأتحاد الإيراني في أغسطس 2019 بإرغامه أحد لاعبيه على الخسارة لتفادي مواجهة لاعب إسرائيلي في بطولة العالم في طوكيو .
بالطبع الحرب بين إيران والكيان الصهيوني تسببت في حالة كبرى من الانسحابات الإيرانية على صعيد رياضات الجودو والتايكوندو والتنس خوفا من مواجهة لاعبين إسرائيليين لأنهم يعلموا أن هذه الأمور لا يمكن فيها التجاوز من النظام الإيراني وهناك بعض اللاعبين الإيرانيين الذي حصلوا على جنسيات أخرى قالوا حرفيا بأن مواجهة أي لاعب إيراني لنظيره الاسرائيلي تعني دخوله السجن وربما الحكم عليه بالإعدام عند عودته لإيران .
أما داخل الكيان الصهيوني فقد تم إلغاء كافة المنافسات الرياضية وهو أمر طبيعي ومتوقع ، كون اغلب الملاعب تحوّلت إما إلى مراكز طوارئ أو ملاجئ أو أماكن تجميع معدات عسكرية.
في النهاية إذا توقفت الحرب فهو أمر محمود للرياضيين بالطبع خاصة في الشرق الأوسط لكن تداعيات الأمر قد تمتد في المواجهات الدولية خاصة لو تواجه فبها لاعب أو فريق إيراني مع لاعب أو فريق إسرائيلي ، بالتأكيد مجرد تخيل الموقف حينها يؤكد أن الحرب فد تتوقف عسكريا وقد تستمر و قد تعود مرة ثانية بعد توقفها لكنها لن تتوقف في كواليس الملاعب الرياضية تحت شعار “المشاكل أثناء الحرب أقل كثيرا من مخاطر ما بعد انتهاء الصراع العسكري”.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.