تيك توك تحت الميكروسكوب الأوروبي.. هل تحولت منصة الترفيه إلى أداة تجسس صينية؟

0

خاص | كتب: عبدالله عمارة

منصة الترفيه في قلب العاصفة
تتصاعد الشكوك الأوروبية تجاه تطبيق “تيك توك” المملوك لشركة “ByteDance” الصينية، وسط موجة من التحقيقات والغرامات التي تلاحق المنصة الرقمية الأشهر في العالم.
وبينما تسعى الشركة لطمأنة الحكومات عبر مبادرات حماية البيانات، يرى خبراء أمن المعلومات أن القلق الأوروبي مشروع ويستند إلى دلائل واقعية.

بين الترفيه والتجسس.. تيك توك تحت مجهر المفوضية الأوروبية
أوضحت الدكتورة إيمان علي، خبيرة أمن المعلومات والذكاء الاصطناعي، أن تيك توك لم يعد مجرد تطبيق ترفيهي، بل بات محورًا لجدل عالمي يتعلق بالأمن السيبراني.

الدكتورة إيمان علي، خبيرة أمن المعلومات والذكاء الاصطناعي


في أوروبا، وضعت المفوضية التطبيق تحت المجهر، وفتحت تحقيقًا رسميًا ضده في ديسمبر 2024 بموجب قانون الخدمات الرقمية (DSA)، بسبب مخاوف تتعلق بإدارة البيانات، وحماية القاصرين، وشفافية الإعلانات.

نقل البيانات إلى الصين.. الواقع يناقض تصريحات تيك توك
أكدت الدكتورة إيمان أن التحقيقات أثبتت تناقضًا في تصريحات تيك توك بشأن تخزين البيانات ففي حين زعمت الشركة أن بيانات المستخدمين الأوروبيين لا تُخزن في الصين، كشفت التحقيقات أن بعض البيانات كانت بالفعل موجودة على خوادم صينية الغرامات لم تتأخر، إذ فُرض على تيك توك غرامة بقيمة 530 مليون يورو في مايو 2025، نتيجة انتهاكات تتعلق بنقل البيانات.

قوانين الأمن القومي الصينية تزيد الشكوك
تشير التقارير إلى أن وجود بيانات المستخدمين الأوروبيين في الصين، يجعلها خاضعة لقوانين الأمن القومي الصيني، مثل قانون الاستخبارات الوطنية لعام 2017، الذي يُلزم الشركات بالتعاون مع الحكومة الصينية
هذا ما دفع هيئة حماية البيانات الأيرلندية (DPC) إلى فتح تحقيق جديد في يوليو 2025، وسط “قلق عميق” بشأن دقة المعلومات التي قدمتها تيك توك
لا أدلة مباشرة على التجسس.. لكن التهديد قائم
من جانبه، قال المهندس هيثم طارق، خبير أمن المعلومات، إن الاتحاد الأوروبي لم يُثبت حتى الآن وجود تجسس مباشر من قبل السلطات الصينية على بيانات الأوروبيين، لكنه أشار إلى وجود ثغرات في حماية البيانات تشكل تهديدًا فعليًا
وأوضح أن حظر تيك توك على مستوى الاتحاد الأوروبي لا يزال احتمالًا ضعيفًا، لكنه غير مستبعد كليًا، خاصة مع التحركات الفردية لبعض الدول الأعضاء.
رد الشركة: لا تعاون مع بكين ومشروع “Clover” قيد التنفيذ أكدت تيك توك أنها لم تتلقَ أي طلب من الحكومة الصينية لتسليم بيانات المستخدمين، ولن تفعل ذلك حتى لو طُلب منها
وأشارت إلى مشروع “Clover”، الذي يهدف إلى إنشاء 3 مراكز بيانات في أوروبا لتخزين البيانات محليًا، مع إشراف أمني مستقل كما أعلنت الشركة نيتها الطعن في الغرامة الأوروبية، واعتبرت قرارات هيئة DPC غير عادلة.

هل تهدد قوانين الصين مستقبل تيك توك في أوروبا؟
يرى الخبراء أن المشكلة لا تكمن فقط في نقل البيانات، بل في أن القوانين الصينية بحد ذاتها تُثير القلق الأوروبي، حتى وإن لم يكن هناك انتهاك مباشر مثبت وأوضح المهندس هيثم أن وجود بيانات على خوادم في الصين يُعتبر بحد ذاته خرقًا لمعايير قانون حماية البيانات الأوروبي (GDPR).

ثقة المستخدمين تحت الاختبار.. والمستقبل غامض
في ظل الغرامات والتحقيقات المستمرة، تجد تيك توك نفسها في موقف دفاعي صعب، حيث يتعين عليها إثبات التزامها بالقوانين الأوروبية، واستعادة ثقة المستخدمين رغم أن الحظر الشامل يبدو بعيدًا، إلا أن استمرار الانتهاكات قد يدفع بعض الدول إلى اتخاذ قرارات فردية أكثر صرامة.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.