حزب مستقبل وطن استعان بالمدافعين والجبهة الوطنية استخدم سلاح المهاجمين لكسب صراع النفوذ في المجال الرياضي

3

محمد صفوت

تمثل الرياضة أكثر المجالات الترفيهية تأثيرا في المجتمع لما تشكله من قوة جماهيرية واضحة في الشارع المصري لذا تشابكت الطموحات السياسية مع الشعبية الرياضية لينتقل نجوم كرة القدم من ملعبهم الرئيسي المستطيل الأخضر إلى معترك الأحزاب السياسية حينما تم ضم عدد من نجوم كرة القدم إلى التشكيلات التنظيمية في حزبي مستقبل وطن والجبهة الوطنية.
وبالتأكيد أمل كافة الأحزاب خلق حالة من التأييد الشعبي والفوز في الصراع الساخن نحو الظفر بثقة الناخبين والفوز بأكبر كتلة من مقاعد البرلمان في الأنتخابات التي ستنطلق قبيل نهاية العام ولا يوجد افضل من نجوم الرياضة لكسب ذلك عن طريق إستخدام سلاح شعبيتهم الطاغية.
ومع أنه من المفترض فصل الرياضة عن السياسة إلا أن الوضع تغير في السنوات الأخيرة محليا وعالميا بعد رغبة العديد من نجوم الكرة في التمتع بمغريات الحياة السياسية وما تشمله من دعم لوضع اللاعب الإجتماعي خاصة في فترة ما بعد إعتزاله اللعب و انحسار الاضواء عنه.
محليا ينحصر دور نجوم الكرة حين انتقالهم للعمل السياسي في حضور اجتماعات مغلقة مع أهم الشخصيات في الدوائر الإنتخابية والإدلاء بتصريحات مقتضبة نوعا ما لكل وسائل الإعلام المقروء والمرئي واغلبهم يتحاشى التصريحات بشكل مفصل لكنهم يتواجدون بشكل أكثر في إجتماعات الأحزاب.
اللافت ان قبة البرلمان استقبلت شخصيات رياضية كثيرة بداية من عام 2005 عندما تمكن حارس مرمى الأهلي السابق والإعلامي الشهير أحمد شوبير من الفوز بالعضوية عن دائرة مدينة طنطا وبعدها ضم برلمان 2015 14 شخصية رياضية أهمهم رضا البلتاجي ومرتضى منصور وطاهر أبو زيد وسحر الهواري ومحمد فرج عامر ليصبح ذلك المجلس صاحب الرقم القياسي في ضم الشخصيات الرياضية.
ومع ذلك هناك بعض الشخصيات الرياضية لم تستفيد من تواجدها في الأحزاب بشكل خاص والسياسة بشكل عام سوى الإنتقاد اللاذع من الجماهير كيفما حدث مع الكابتن حازم أمام بعد خروج منتخب مصر من كأس أمم إفريقيا الأخيرة بعد عروض مخيبة وكان حينها المشرف العام عن المنتخب وتسبب العقد المبرم مع فيتوريا مدرب المنتخب وما شابه من شرط جزائي مثير للجدل في فتح عاصفة إنتقادات حوله لأن شريحة كبيرة من الجمهور المصري عللت ذلك بانشغال الكابتن حازم إمام كونه نائب بالبرلمان وعضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب وعدم اهتمامه بأمور المنتخب المصري لكرة القدم.
أيضا تأثرت شعبية الكابتن احمد شوبير كثيرا بعد اعترافه مع الصحفي مجدى الجلاد بتزوير 5 آلاف صوت انتخابى خلال انتخابات مجلس الشعب 2010.
ويعاني اغلب صناع القرار في الأحزاب السياسية من العمل مع نجوم كرة القدم ولا يصرحون بذلك في العلن لكنهم يعلنوا للمقربين منهم عن عدم إلتزام اغلب نجوم الكرة بمواعيد الإجتماعات وخوفهم من التصريحات الإعلامية الطويلة كما أن نسبة ليست قليلة منهم لم يتم تجهيزهم بشكل مناسب لمعرفة أصول السياسة وعدم دخولهم ما يطلق عليه تعبير (مطبخ السياسة).
اللافت اتجاه حزب مستقبل وطن صاحب الأغلبية البرلمانية في تقوية شعبيته بنجوم خط الدفاع، بهدف الحفاظ على قوته وتماسكه بين الأوساط الشعبية لتعلن أمانة الثقافة والفنون والرياضة بالحزب برئاسة النائب أحمد دياب عن ضم ثلاثة أعضاء في اللجنة بمثابة نجوم في كرة القدم منهم الحكم الدولي محمود عاشور ومحمود فتح الله مدافع نادي الزمالك سابقا ومدرب فريق النجمة اللبناني حاليا فضلا عن المدافع شريف عبد الفضيل لاعب النادي الأهلي سابقا الذي صرح قائلا : ” لا اهدف من تواجدي في حزب مستقبل وطن سوى لخدمة الناس فقط ومساعدة المواطن البسيط في حل مشاكله وهو اكثر ما يشغل بالي بعد تواجدي في الحزب”.
بينما كان منصب أمين مساعد أمانة الغربية من نصيب الكابتن وائل جمعة نجم دفاع منتخب مصر والنادي الأهلي السابق.
وبينما دافع حزب مستقبل وطن هاجم حزب الجبهة الوطنية بوجود مهاجمين من العيار الثقيل فضمت تكوينات “الجبهة الوطنية” النجم أحمد حسن قائد منتخب مصر الأسبق ومعهم الثلاثي الشهير كابتن حازم إمام وكابتن عماد متعب وكابتن حسام غالي.
أما منصب أمين الرياضة في حزب الجبهة الوطنية فذهب للوزير السابق طاهر ابو زيد الذي تقلد منصب وزير الرياضة في مصر عام 2014 ويعتبر صاحب البصمة الأكبر من بين نجوم كرة القدم في المحفل السياسي.
عربيا تقلد الكابتن طارق ذياب نجم منتخب تونس سابقا منصب وزير الشباب والرياضة في تونس عام 2011 وأفريقيا يعد انجح من دخل لمعترك السياسة جورج ويا نجم منتخب ليبيريا سابقا والحائز على جائزة أفضل لاعب بالعالم عام 1995 حيث ترشح لمنصب رئيس ليبيريا في 2005 وبرغم إخفاقه حينها استمر في جهده السياسي حتى فاز في الانتخابات الرئاسية عام 2017.
على الصعيد العالمي انضم مسعود أوزيل نجم المنتخب الألماني سابقا وصاحب الأصول التركية إلى المجلس المركزي لحزب العدالة والتنمية التركي بينما أنضم النجم البرازيلي السابق رونالدينيو إلى الحزب الجمهوري البرازيلي.
أما البرازيلي روماريو المتوّج بكأس العالم 1994 فنجح عام 2010 في الظفر بمقعد في البرلمان البرازيلي عن الحزب الاشتراكي في ولاية ريو دي جانيرو.
والملفت للدهشة أنه كان أشد المعارضين لاستضافة البرازيل لكأس العالم 2014 وقال إن الميزانية التي خصصت للبطولة كان الأفضل توجيهها لتحسين الوضع الاقتصادي لمحدودي الدخل في البرازيل.
أصبح وجود نجوم كرة القدم في الأحزاب يشكل ضرورة قصوى لأن الانتخابات البرلمانية المقبلة مباراة شرسة تدفع كل حزب على حدة لتقوية بنيته الشعبية اعتمادا على حب الشعب المصري المذهل للاعبي كرة القدم أملا في خطف الصدارة في إنتخابات مجلسي النواب والشيوخ المقبلة تحت شعار “أقرب طريق لقلب الناخب الاستعانة بنجوم الساحرة المستديرة”.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.