خالد شينكات: المسيرات الذكية قلبت موازين الحرب في أوكرانيا وأثبتت قوة التكنولوجيا العسكرية(خاص)
كتبت: بسمة هانى
في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، برزت المسيرات الذكية كسلاح فاعل أعاد تشكيل ملامح المعارك المعاصرة، حيث تراجعت هيمنة الدبابات الثقيلة والمدفعية لصالح تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور خالد شينكات، رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، في حديث خاص لموقع “نافذة الشرق”، كيف غيّرت هذه التكنولوجيا موازين القوة، ودفعت الصراع نحو أبعاد جديدة تتجاوز الأساليب التقليدية في الحروب.
قال الدكتور خالد شينكات، رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، في حديث خاص لموقع “نافذة الشرق”، إن الحرب الروسية الأوكرانية تُعد نموذجًا حيًا على التحول النوعي في طبيعة الصراعات العسكرية حول العالم، مشيرًا إلى أن هذا الصراع يكشف بوضوح كيف بات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة عوامل حاسمة في ميدان القتال.
تحول جذري في مفاهيم الحرب التقليدية
أوضح الدكتور شينكات أن المسيرات المسلحة، والتي تعتمد بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي، غيّرت قواعد اللعبة في ساحة المعركة، حيث أصبحت “الضربات الخفيفة” ذات التأثير الكبير، أكثر فاعلية من الأسلحة الثقيلة والدبابات الضخمة التي طالما ميزت الحروب التقليدية.
وأشار إلى أن هذه الطائرات المسيّرة، التي يُمكن تحميلها على شاحنات صغيرة، قد نجحت في اختراق العمق الروسي وألحقت أضرارًا قُدرت بنحو 7 مليارات دولار في ضربة واحدة، مما يوضح قدرتها الكبيرة رغم انخفاض تكلفتها مقارنةً بالأنظمة التقليدية.
أوكرانيا… الدولة الصغيرة التي تراهن على التكنولوجيا
لفت شينكات إلى أن أوكرانيا، على الرغم من محدودية مساحتها الجغرافية، تراهن بقوة على تفوقها التكنولوجي، مدعومة بدعم واسع من دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ونوّه إلى أن الدعم الغربي، لا يقتصر على السلاح التقليدي، بل يشمل تطوير أنظمة الحرب الإلكترونية والمسيرات المتقدمة، مما يعكس انتقال الحرب إلى بُعد تقني متطور.
روسيا في مواجهة الاستنزاف والتحدي الدولي
وأكد الدكتور شينكات أن روسيا تجد نفسها اليوم في حرب لا يمكنها التراجع عنها بسهولة، لأن الهزيمة في أوكرانيا ستنعكس سلبًا على مكانتها الدولية ونفوذها السياسي والعسكري حول العالم.
وشدد على أن موسكو تعتبر هذه الحرب بمثابة “معركة وجود”، حيث تسعى إلى الحفاظ على توازن القوة، حتى بعد الضربات التي طالت قواعدها العسكرية والجوية، بما فيها القاذفات الاستراتيجية.
مستقبل الحرب: تفاوض أم تصعيد؟
أشار شينكات إلى أن المسار الأكثر منطقية لهذه الحرب يكمن في الاتجاه نحو التفاوض والتسوية السياسية، رغم أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا مستمرة لدفع الأطراف نحو طاولة المفاوضات.
وأضاف أن روسيا، في الوقت الراهن، لا تبدو مستعدة للتفاوض من موقع ضعف، خصوصًا بعد الإنجازات التي حققتها على الأرض داخل أوكرانيا، وتمكنها من السيطرة على مناطق جديدة.
التكنولوجيا تُعيد رسم خريطة الحروب
نوّه شينكات في ختام حديثه، إلى أن هذه الحرب تُعد شاهدًا مهمًا على أن التكنولوجيا، لا العدد والعدة فقط، أصبحت هي العنصر الحاسم في موازين القوى، وأن مستقبل الصراعات لن يكون كما عهدناه، بل سيُبنى على التفوق التقني والذكاء الاصطناعي، وليس فقط على الأسلحة النووية أو الجيوش الجرارة.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.