خبير اقتصادي يوضح تداعيات الهجمات الإسرائيلية الإيرانية على الاقتصاد المصرى…. و خطط المواجهة .

33

كتبت بسنت السيد
بعد إغلاق مؤقت ،حتى إشعار آخر رفعت وزارة الكهرباء المصرية حالة التأهب القصوى لاسيما بعد إغلاق أكبر حقل غاز في إسرائيل ،نظرا للتصعيد العسكرى الدائر بين إسرائيل وإيران منذ فجر الجمعة 13يونيو ولا أحد يعلم متى سينتهى ؟
فكيف استعدت مصر لتلك التطورات الجيوساسية ،وماهى خطتها ؟ وما تأثير هذه العمليات العسكرية على الاقتصاد المصرى ؟
ضربات إيرانية وراء إغلاق أكبر حقول الغاز في إسرائيل
وبحسب البيانات الرسمية المعلنة والاتفاقيات الموقعة بين مصر وإسرائيل ، تستورد مصر الغاز الإسرائيلي من حقلَي تمار وليفياثان عبر خط أنابيب في المياه الإقليمية بالبحر المتوسط منذ عام 2020، بموجب اتفاقية مدّتها 15 عامًا.
كما يأتي إغلاق أكبر حقل غاز في إسرائيل عقب تعليق شركة إنرجيان اليونانية إنتاجها من الغاز من حقل كاريش بأوامر من وزارة الطاقة الإسرائيلية، في أعقاب التصعيد السريع للتوترات الجيوسياسية.
ما هى خطة مصر لتوفير المواد البترولية والغاز للقطاعات المختلفةفي الفترة القادمة ؟
وأشار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى أن الحكومة لديها خطة تحرك لتأمين الاحتياجات المختلفة من المواد البترولية والغاز للقطاعات المختلفة، لا سيما قطاع الكهرباء الذي يحتاج إلى كميات أكبر من الوقود مع بدء فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.وفقا لبيان صادر عن مجلس الوزراء.
3سفن للتغييز بداية من يوليو
وأكد رئيس الوزراء في اجتماعه طاريء عقد مساء أمس الجمعة في أعقاب الضربة العسكرية الإسرائيلية على إيران حيث قال : نستهدف هذا العام أن يكون لدينا 3 سفن للتغييز اعتبارًا من مطلع يوليو المقبل، لتكون طاقاتها الاستيعابية 2250 قدمًا مكعبًا يوميا، بينما كانت هذه الطاقات العام الماضي نحو 1000 قدم مكعب فقط، كما نعمل كذلك على وجود سفينة تغييز رابعة احتياطيًا.
ووجّه خلال الاجتماع، وزير البترول والثروة المعدنية بسرعة تشغيل سفن التغييز الثلاث، مضيفًا: لدينا أيضًا تعاقدات على شحنات غاز ولدينا احتياطي ومخزون من المازوت، ونعمل على تأمين مختلف الاحتياجات من المواد البترولية المختلفة.
ولفت وزير الكهرباء الدكتور محمود عصمت إلى أنه يوجد تنسيقًا كاملًا مع وزارة البترول والثروة المعدنية بشأن تزويد محطات الكهرباء بكميات الغاز أو المازوت المطلوبة لتشغيل هذه المحطات.
وعلى الجانب الآخر ذكرت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر مطلعة بوزارة الكهرباء أنه من المحتمل أن نلجأ وزارة الكهرباء للعودة لخطط تخفيف الاحمال في حالة ازدادت الأوضاع الجيوساسية سوءا.
تصعيد إيران وإسرائيل يهدد الاقتصاد المصري بموجات ارتداد قصيرة… وقد تكون ممتدة
وعلى صعيد آخر وفي حديثه الخاص والحصرى لموقع نافذة الشرق عبر الخبير الاقتصادي هانى أبو الفتوح بقوله :”إن تداعيات الضربات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران خلال اليومين الماضيين تفرض نفسها على المشهد الاقتصادي المصري، رغم البُعد الجغرافي عن ساحة الاشتباك المباشر مشيراً.إلى قلقه من أن مثل هذه التوترات، حتى وإن كانت مؤقتة، قد تُحدث موجات ارتداد سريعة في أسواق ناشئة كالسوق المصرية، التي ما زالت تعاني هشاشة في بعض المؤشرات الأساسية.
وتابع أبو الفتوح، فالتأثير الأول يظهر في سوق الصرف. صحيح أن الجنيه المصري لم يشهد تراجعًا حادًا حتى اللحظة، لكنني أعتقد أن استمرار التوتر قد يدفع بعض المستثمرين الأجانب إلى التحوّط، مما يزيد الطلب على الدولار محليًا. ومع ارتفاع أسعار النفط، تبدو فاتورة الاستيراد معرضة للزيادة، وهو ما قد يشكل ضغطًا على ميزان المدفوعات في الأجل القصير.
تأثر قطاع السياحة
وأضاف أما في قطاع السياحة. فالبرغم من أن مصر بعيدة عن مسرح العمليات، إلا أن تجربة الأعوام الماضية تُظهر أن السياح، خصوصًا من أوروبا وآسيا، غالبًا ما يتعاملون مع المنطقة ككتلة جغرافية واحدة. لذلك، أظن أن استمرار التصعيد قد يؤثر على وتيرة الحجوزات، خاصة في موسم الصيف.
وأوضح الخبير الاقتصادي قائلا :”أما على صعيد قناة السويس، فلا مؤشرات حاليًا على تراجع في أعداد السفن، لكن أي اضطراب في أمن الملاحة الإقليمية أو ارتفاع كبير في تكلفة التأمين قد يدفع بعض الخطوط الملاحية لإعادة النظر مؤقتًا في مساراتها. لذلك، أرى أن التأثير هنا يعتمد بشكل كبير على مدة التوتر وحدّته.
فيما يخص واردات الطاقة، من الواضح أن أي ارتفاع إضافي في أسعار النفط العالمية سيزيد من أعباء الموازنة المصرية. وقد يستدعي الأمر إعادة تقييم بعض بنود الدعم أو تسعير المنتجات البترولية، وهو ما ستكون له آثار اجتماعية واقتصادية لا يمكن تجاهلها.
ويعتقد أبو الفتوح ،أن هذه التطورات، رغم أنها تبدو في ظاهرها قصيرة الأجل، قد تتحول إلى عوامل ضغط ممتدة إذا طال أمد التصعيد أو دخلت أطراف جديدة على خط المواجهة. ومن هنا، أؤكد على أهمية أن تتحرك الحكومة المصرية بسرعة، ليس فقط لتخفيف المخاطر، بل لاستثمار الفرص.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.