خبير لـ”نافذة الشرق”: ضربات الحوثيين نفسية.. وإسرائيل عاجزة عن الحسم في اليمن

6

كتب: عبدالله عمارة
توعدت إسرائيل جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن بالرد، بعد اعتراض الجيش الإسرائيلي صاروخاً أُطلق من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، في تصعيد جديد يفتح جبهة إضافية في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان رسمي، “مصير اليمن هو مصير طهران… بعد أن ضربنا رأس الأفعى في طهران، سنستهدف الحوثيين في اليمن أيضاً. من يرفع يده ضد إسرائيل، ستُقطع يده”.
وفي السياق ذاته، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، عبر منصة “إكس”: “ظننا أننا انتهينا من الصواريخ القادمة إلى إسرائيل، لكن الحوثيين أطلقوا صاروخاً هناك… ربما يتعين أن تزور قاذفات بي-2 اليمن!”.
تأثير نفسي.. لا عسكري
من جانبه، أوضح أسامة حمدي، محلل الشؤون الإيرانية، أن ضربات الحوثيين على إسرائيل ذات طابع نفسي ومعنوي أكثر منها عسكري، قائلاً: “هي ضربات محدودة من الناحية العسكرية ومن ناحية التأثير العملياتي والميداني على الأرض. تأثيرها نفسي ومعنوي، وتتمثل في دوي صفارات الإنذار بشكل متواصل، وتعطيل حركة الملاحة في مطار بن جوريون الدولي”.
وأكد، في تصريحات خاصة لـ”نافذة الشرق”، أن هذا الضغط النفسي يعزز من الهجرة العكسية لليهود من إسرائيل، لكن من الناحية العسكرية يتم اعتراض معظم الصواريخ بواسطة القبة الحديدية والمنظومة الأمريكية “ثاد”.
تمهيد لعملية ضد الحوثيين؟
وتابع حمدي: “نتنياهو قال إنه سيستعد لعملية عسكرية في اليمن، واليوم صدرت تصريحات من مسؤولين أمريكيين بأن القاذفة بي-2 التي ضربت مفاعل فوردو ربما ستذهب لليمن. هذا تمهيد لعملية عسكرية ضد الحوثيين”.
لكنه أشار إلى أن العمليات السابقة التي نُفذت من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل لم تحقق أهدافاً عسكرية كبيرة، مرجعاً ذلك إلى “الطبيعة الجغرافية الصعبة لليمن، وعدم وجود بنك أهداف واضح نتيجة الضعف الاستخباراتي، مقارنة بالنجاحات الاستخباراتية في إيران وجنوب لبنان”.
وأكد: “فشلوا استخباراتياً في جبهة اليمن، بدليل عدم تنفيذ عمليات اغتيال لكبار القادة الحوثيين أو اختراق مواقعهم العسكرية، وما تم ضربه فقط منشآت مدنية كموانئ ومحطات كهرباء”.
إسرائيل “مكشوفة” وشركات طيران تلغي رحلاتها
وفيما يخص حركة الطيران، قال حمدي إن “مطار الليد أو بن جوريون يشهد تعطيلات متكررة بسبب هذه الضربات، وهناك شركات طيران دولية ألغت رحلاتها بالفعل، ما يؤثر سلباً على مكانة إسرائيل كدولة آمنة وجاذبة للسياحة في الشرق الأوسط”.
وأضاف: “إسرائيل أصبحت دولة مكشوفة وغير آمنة، مهددة بالقصف الصاروخي اليمني، وهذا أحد منجزات الحوثيين”.
دعم إيراني مباشر للحوثيين
وأكد حمدي أن “الحوثيين يحصلون على أسلحة متقدمة من إيران، بما في ذلك صواريخ فرط صوتية، ويتم تدريبهم بواسطة عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني”.
استحالة الحسم الجوي
وحول تهديد إسرائيل بـ”إنهاء الحوثيين”، نفى حمدي إمكانية ذلك قائلاً: “إسرائيل لم تنهِ إيران، بل فشلت في حملتها وتكبدت خسائر بسبب الصواريخ الإيرانية، ولن تقضي على الحوثيين كذلك، لأن ذلك يتطلب عمليات برية من قوات مشاة، وهو ما يصعب تحقيقه في اليمن”.
وشدد على أن “الضربات الجوية لا تحسم المعركة، والجغرافيا اليمنية المعقدة تمنع ذلك، كما أن الحوثيين جماعة مسلحة كبيرة مسيطرة على مناطقهم، ويصعب اختراقهم”.
الحوثيون.. جبهة دعم لغزة
واختتم حمدي تصريحاته بالتأكيد على أن الحوثيين ليسوا طرفًا مباشرًا في الحرب ضد إسرائيل، موضحًا: “هم جبهة إسناد لغزة فقط، وقد أعلنوا مراراً أن هجماتهم ستتوقف عند وقف العدوان على غزة، وإذا حدث اتفاق، قد نشهد توقفاً لإطلاق الصواريخ من اليمن، وبالتالي تراجع الخطط الإسرائيلية ضد الحوثيين”.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.