دكتور نزار نزال: ما يجري في غزة محاولة واضحة لإعدام الشعب الفلسطيني وتسوية قضيته بالكامل(خاص)

12

كتبت بسمة هاني

في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تبرز تصريحات رسمية تعكس نوايا تتجاوز الأهداف العسكرية نحو تصفية شاملة للوجود الفلسطيني. وفي هذا السياق، قدّم الدكتور نزار نزال، المحلل السياسي والباحث في قضايا الصراع، رؤية تحليلية عميقة لما وراء هذه التصريحات في حديث خاص لموقع نافذة الشرق.

قال الدكتور نزار نزال، المحلل السياسي والباحث في قضايا الصراع، في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير المالية الإسرائيلي تعكس بوضوح توجهًا خطيرًا، يتجاوز فكرة استهداف فصيل فلسطيني بعينه، ليصل إلى محاولة تصفية القضية الفلسطينية برمتها من خلال اغتيال ممنهج للشعب الفلسطيني.

ليست حربًا على حماس بل على الشعب الفلسطيني

ولفت د. نزال إلى أن ما صرّح به الوزير الإسرائيلي يمثل اعترافًا ضمنيًا بأن ما يحدث ليس حربًا موجهة ضد “حماس” أو “الجهاد الإسلامي” أو حتى “فتح”، بل هو استهداف مباشر للشعب الفلسطيني بأكمله.

وأوضح أن الاحتلال يسعى من خلال هذه التصريحات إلى شرعنة قتل المدنيين، وتهجيرهم، وتجويعهم، كجزء من سياسة منظمة تهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في قطاع غزة.

وأضاف أن ما بين سطور الخطاب السياسي لرموز الحكومة الإسرائيلية مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، يحمل دلالات واضحة على رغبتهم في إحداث تغيير ديموغرافي جذري في غزة، عبر تقويض أسس الحياة فيها، ومنع وصول المساعدات، وإبقاء السكان في حالة عوز دائم.

سياسة “إعدام الحياة” بدلًا من الحرب التقليدية

وأشار نزال إلى أن السياسات الإسرائيلية الحالية لا يمكن تصنيفها ضمن العمليات العسكرية التقليدية، بل هي أقرب إلى ما وصفه بـ”إعدام الحياة” في القطاع، من خلال تدمير البنية التحتية، وقصف المستشفيات، وتعطيل شبكات المياه والكهرباء، ومنع الغذاء والدواء عن السكان.

وأكد أن هذه السياسة تنسجم مع خطاب واضح تتبناه الطبقة الحاكمة في إسرائيل، والتي استغلت ما جرى في السابع من أكتوبر كذريعة لشن حرب شاملة، لا تستهدف فقط القوى المقاومة، بل تستهدف كل ما هو فلسطيني، بشريًا وجغرافيًا وسياسيًا.

المجاعة كسلاح حرب

وشدد على أن الأوضاع الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات كارثية، حيث باتت المجاعة تضرب بعمق في كل أرجاء القطاع. وذكر أن أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف فلسطيني يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، في ظل الحصار المطبق ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.

ونوّه إلى أن ساحات توزيع المساعدات تحولت إلى نقاط صراع، حيث تتعرض للقصف المتكرر، ما يجعل من مجرد الوصول إلى المساعدات مخاطرة حقيقية. وأضاف أن هذا النهج يهدف إلى تقويض آخر أشكال الحياة المدنية، ودفع الناس نحو الهجرة القسرية.

محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل

ورأى نزال أن ما يحدث اليوم في غزة هو محطة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الهدف الحقيقي من هذه الحرب، كما يظهر من التصريحات والسياسات المتبعة، ليس فقط القضاء على فصيل معين، بل تسوية القضية الفلسطينية بالكامل، وشطب حق الشعب الفلسطيني في أرضه وتاريخه.

وأكد أن استخدام التجويع والتشريد كأدوات عسكرية، والضغط على السكان لإجبارهم على النزوح، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويكشف طبيعة المشروع السياسي الذي تتبناه الحكومة الإسرائيلية الحالية.

دعوة لتحرك دولي عاجل

وقال نزال في حديثه بالتأكيد على أن ما يجري لا يمكن السكوت عليه، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية. وشدد على ضرورة وقف الحرب فورًا، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.

كما دعا إلى تحرك فلسطيني موحد على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، لمواجهة هذا التصعيد الخطير، والدفاع عن الوجود الفلسطيني في قطاع غزة، وفي كل أماكن

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.