دور الإمارات في غزة: دعم إنساني متواصل وجهود دبلوماسية وسياسية لتعزيز الاستقرار

2

كتبت ضحى ناصر

تصدرت القضية الفلسطينية وملف وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى داخل قطاع غزة جدول أعمال الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الإسبوع الماضي والتي شملت كل من المملكة العربية السعودية، قطر، و أختتمها من دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تعد من أولى الدول التي تحركت بشكل سريع للتنسيق مع مصر وعدد من الشركاء الدوليين لمحاولة رأب الصدع ووقف العدوان منذ اللحظة الأولى لإندلاع حرب السابع من أكتوبر لعام 2023.

ترامب نعمل على حل ملف غزة

و أكد دونالد ترامب، الجمعة، إن الكثير من الأمور الإيجابية ستحدث في غزة في غضون الشهور المقبلة، وإن العالم سيكون أفضل خلال أسابيع قليلة، مضيفاً: “سنجد حلاً للوضع في غزة والمجاعة التي تحدث هناك نفكر في غزة وسنتولى الإعتناء بالأمر”.

جاء ذلك على هامش مشاركته في حوار الأعمال الأمريكي الإماراتي الذي عُقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

كما شدد ترامب على أن “العلاقات مع الإمارات عند مستوى أعلى”.

و أختتم ترامب بالتأكيد على إن “الإمارات وقطر والسعودية مهمة جدا بالنسبة لبلاده وله على المستوى الشخصي.

الإمارات تنفذ إخلاءً جوياً لعدد من المرضى الفلسطينين بالتزامن مع زيارة ترامب لأبوظبي

وبالتزامن مع تلك التصريحات التي أكد ترامب خلالها على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه الإمارات في الملف الفلسطيني قامت دولة الإمارات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بتنفيذ رحلة إخلاء جديدة قادمة من مطار رامون في إسرائيل وعبر معبر كرم أبوسالم، ضمت 101 من المرضى برفقة 87 فردا من عائلاتهم.

وذلك في إطار تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم العلاج والرعاية الصحية لألف طفل فلسطيني من الجرحى وألف من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة،

ليصل العدد الإجمالي للمرضى الفلسطينين الذين تستضيفهم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 2634 مريضاً ومرافقاً.

حجم المساعدات الإماراتية لغزة

من جهته فقد أكد سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية نائب رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية أن دولة الإمارات تصدرت قائمة الدول الأكثر دعماً لسكان قطاع غزة منذ بداية الأزمة في أكتوبر 2023 وبنسبة تجاوزت 40 بالمئة من مجمل المساعدات المقدمة.
و أوضح أن جهود دولة الإمارات في عمليات الإخلاء الطبي المتواصلة تعكس حرصها على توفير الرعاية الصحية المتقدمة للمصابين الفلسطينيين، والمساهمة في تقديم الدعم الإنساني خلال هذه الأوضاع الحرجة، مشيرا ًإلى أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً في دعمها الإنساني لشعب غزة خلال هذه الأوقات الصعبة، وستواصل جهودها الإنسانية والإغاثية وإخلاء المصابين والمرضى، ما يعكس التزامها العميق بإنقاذ الأرواح.

وأضاف:”منذ إندلاع الأزمة، بذلت دولة الإمارات جهوداً حثيثة لتقديم الرعاية الصحية المتقدمة للمصابين والمرضى الفلسطينيين من قبل المستشفى الميداني الإماراتي في جنوب غزة والمستشفى العائم قبالة ساحل مدينة العريش المصرية، وقدّمت دولة الإمارات منذ بداية الأزمة استجابة إغاثية واسعة للأشقاء الفلسطينيين لمساندتهم في الظروف الحرجة التي يمرون بها، حيث قدمت اكثر من 65000 ألف طن من الإمدادات الإغاثية والغذائية والطبية”.

ولفت الشامسي إلى أن تلك المساعدات تندرج مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، في إطار الدعم التاريخي لدولة الإمارات للشعب الفلسطيني الشقيق ووقوفها مع سكان غزة في الأزمة الحالية، حيث تساهم المبادرات الإنسانية الإماراتية في التخفيف من الآثار الكارثية التي يواجهها سكان القطاع، وخاصة فئات الأطفال والنساء وكبار السن”.

وأضاف:” في هذا الوقت الحرج، لن تدخر دولة الإمارات جهداً في مد يد العون للأشقاء الفلسطينيين وتقديم المبادرات لغوثهم سواء براً أو بحراً أو جواً، وستستمر في العمل الحثيث، والقيام بدور قيادي وريادي مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لمضاعفة الجهود اللازمة لدعم المساعي المبذولة لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، وضمان تدفق المساعدات فوراً وبأمان ودون عوائق وعلى نطاق واسع ومستدام عبر كافة الطرق الممكنة”.

عبدالله بن زايد : علاقتنا بالولايات المتحدة مكنتنا من تقديم المساعدات لغزة

من جهته فقد أكد وزير الخارجية الإماراتي صاحب السمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان على أهمية معالجة قضية الرهائن في غزة، خلال مقابلةٍ مع قناة فوكس نيوز يوم الخميس.

وأضاف عبدالله بن زايد : “أولًا، إخراج الرهائن، نحتاج إلى الهدوء في غزة، ونحتاج إلى سلطةٍ غير حماس تسيطر على غزة. إذا استطعنا تقديم أفكارٍ للمواطنين، فنحن دائمًا هنا للقيام بذلك”.

كما أكد على إن العلاقة القوية مع الولايات المتحدة كانت محورية في تمكين دولة الإمارات من إرسال مساعدات طارئة إلى غزة، وذلك خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أبوظبي.

لافتاً إلى أن عن جولة ترامب في الخليج، قال الشيخ عبد الله بن زايد في مقابلة إن زيارة ترامب عززت العلاقات بين البلدين.

وأشار بن زايد إلى أوجه التشابه بين الدولتين، مثل التسامح الديني، وأثنى على الاتفاقيات التي ساعدت على إيصال المساعدات الإماراتية إلى غزة.

وأضاف لولا الإتفاقيات الإبراهيمية بين الإمارات وإسرائيل، والدور الكبير الذي لعبه الرئيس ترامب في هذا السياق، لما كنا قادرين على إيصال هذا الكم الكبير من المساعدات إلى غزة”.

وحول ذلك فقد أكد د. فاضل اليونس الباحث في العلاقات الدولية والأمن الدولي المتخصص في السياسة الأمريكية والشرق الأوسط في تصريحات خاصة لنافذة الشرق أنه في سياق الحرب المتواصلة في قطاع غزة، تلتقي الولايات المتحدة وإسرائيل عند هدف استراتيجي مشترك: إخراج حماس من المشهد لكنّ نقاط التباين تظهر بوضوح حين يُطرح شكل “اليوم التالي”.

لافتاً إلى أنه بينما تميل إسرائيل نحو سيناريو السيطرة المباشرة والتهجير الدائم تحت ذرائع أمنية، تطرح واشنطن تصورًا أقل فجاجة، يقوم على تهجير جزئي “مؤقت”، وتدويل إعادة الإعمار، بزعم إتاحة “فرص أفضل” للسكان في الخارج.

وأضاف هذه الرؤية مهما تلونت بخطاب إنساني تُخفي مشروعًا لإفراغ القطاع من سكانه تدريجيًا، وتغليف التهجير غير المعلن بأدبيات الرعاية والتنمية.

و أشار إلى أن هنا قد تبرز للإمارات فرصة للدخول على خط الإعمار عبر طرح مبادرة متكاملة، تجمع بين الواقعية السياسية والالتزام الإنساني، وتوفر بديلاً مقبولًا دوليًا يخفّف من حدة الطروحات الإسرائيلية.

لافتاً إلى أنه في حال ما إذا نجحت أبوظبي في إقناع واشنطن بصيغة عملية تحمي السكان وتعيد إعمار غزة، فإنها لا تسهم فقط في وقف التهجير، بل تعيد ضبط إيقاع التعامل الأمريكي مع الملف الفلسطيني.

فيما يرى المحلل السياسي والباحث المتخصص في الشأن الأمريكي الدكتور توفيق حميد في تصريحات خاصة لنافذة الشرق أنه لايمكن أن يتخلى ترامب بشكل مطلق عن ملف التهجير .

وأضاف أنه على الرغم من تبنى الإمارات لملف القضية الفلسطينية إلا أن ترامب لديه محددات لايمكن أن يتنازل عنها وهو ماتجلى في إتهامه لحماس بتعطيل كافة الحلول الرامية إلى إنهاء الحرب، حيث أنه مازال يرى أن الحل إبداء حماس حسن النية عبر إطلاق سراح الرهائن .

وأوضح حميد في هذا الصدد أنه من غير الممكن أن تتخلى الولايات المتحدة عن تل أبيب مشيراً إلى أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل هو توجه دولة وليس فرد وعليه فقد تختلف سرعة التحركات في إطار هذا الدعم لكنه لن يتوقف .

لافتاً إلى أن مواقف حماس لاتشجع من الأساس أى من الأطراف فلو أفرجت حماس عن الأسرى لكان ذلك حائلاً قوياً دون موت وتشريد مئات الالاف من الفلسطينين.

لاسيما أنها لاتحظى بدعم الإمارات أو الولايات المتحدة أو أي من الشركاء الدولييون الذين يسعون لحل تلك الأزمة.

و أختتم بالقول أنه وبناءً على ذلك فقد تمارس الإمارات ضغطاً دبلوماسياً من أجل وقف الصراع ولكنه لن يؤدي إلى تفجر الخلافات أو تفاقم الأزمات مع واشنطن .

الإمارات تدعو كافة الدول العربية للعمل على التوصل إلى حل عاجل وبناء للصراع المشتعل في غزة

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعربت ، في كلمتها، على هامش إجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الدورة العادية 34 الذي عُقد، السبت، في العاصمة العراقية بغداد إدانتها واستنكارها للأعمال الوحشية التي يمارسها الإحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة .

كما أدانت وشجبت بأشد العبارات جميع التصريحات والإجراءات الإستفزازية التي تستهدف الفلسطينيين، مطالبةً المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لوقف الممارسات الإسرائيلية المتواصلة على الأرض الفلسطينية المحتلة، التي تعد إنتهاكاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والقرارات الدولية ذات الصلة.

وأكدت رفضها بشكل قاطع جميع المحاولات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم، ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وغير مقبولة وغير قابلة للتنفيذ وتشكل تهديداً لاستقرار وسيادة أشقائنا في مصر والأردن، وإستفزازاً وتأجيجاً للرأي العام العربي والمسلم، ومدعاة لمزيد من عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة.

وشددت إنطلاقاً من نهجها الثابت، ومعتقداتها الراسخة بأن تغليب الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات والنزاعات وبناء جسور الشراكة والتعاون، وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي، هي الضامن لمعالجة الأزمات، وتغليب لغة العقل والحلول الدبلوماسية.

كما أكدت الإمارات أنه في خضم هذه الأوضاع، على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك والتضامن لمواجهة التحديات التي تمر بها منطقتنا العربية، ولإنهاء التطرّف والتوتر والعنف المتصاعد في المنطقة، وتفعيل دور الدبلوماسية والحوار في حل الخلافات، وتدعيم قواعد وسلطة الدولة العربية الوطنية وتقوية مؤسساتها الشرعية، والتركيز على نشر الاستقرار وتحقيق التنمية والازدهار.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.