ذهب السودان هل أصبح مباحًا للنهب وبرود للصراعات بين الدول ؟
كتب: الهادي العجيمي
ذهب السودان ،تلك الثروة ،التي لطالما كانت مصدر فخر ،للشعب السوداني ،أصبحت اليوم هدفًا للنهب ،والاستغلال مع تصاعد الصراعات ،الداخلية ،الذهب ذلك النفيث الذي حول أرض السودان الي ساحة حروب، وأطماع ، حيث يؤجج الصراع علي السلطة ،ويشكل مصدرًا ماليًا مهمًا لجنرالات الحروب العالمية..فضلاً علي إنه أصبح محط أنظار ،أطراف إقليمية ،ودولية .. مما يثير شهوة التدخل في الشأن السوداني .
إذن من يتسفيد من عائداته ؟
الذهب السوداني ،ثروة مهدرة في بلد ،مقهور مشبع بالحروب يتصارع فيه السياسيون ،والمليشيات المسلحة ،حيث يعتبر السودان من أكثر الدول الإفريقية إنتاجًا الذهب ،ويحتل المرتبة ،الثالثة بعد جنوب أفريقيا، وغانا ويأتي في المرتبة التاسعة “عالميًا من بين الدول المنتجة.
وتقدر الاحتياطات الاستراتيجية غير المستغربة من هذا المعدن«1550» طنًا لكن ووفق تقارير رسمية السودان لايستهلك الإ 1% فقط من إحتياطات الذهب كما تقدر إحتياطات الفضة بحوالي «1500»طن ،5ملايين من النحاس« و1.5 »مليون طن من اليورانيوم.
ومع هذه الأرقام يعيش السودان أسوأ سنينه إقتصاديًا ،حيث منذ إنفصال جنوب السودان ،في يوليو تموز من العام 2011, فقد الإقتصاد السوداني ،فوق ال 50%”من عائداته النفطية،و80%من موارد النقد الأحنبي ،التي كانت تشكل عمودًا أساسيًا في الاقتصاد ورفد الخزينة العامة للدولة السودانية.
وبلغت عائدات تصديره في النصف الأول من العام قبل الماضي نحو «1.3» مليار دولار ،وحسب الإحصاءات وتقارير معتمدة ،بلغ معتدل إنتاج السودان من الذهب حوالي 100 ,طن في العام يصل مايتم تصديره مابين 20 الي 30 ،في حين يشتري بنك السودان حوالي 7, أطنان فقط .
الذهب المنهوب
ينتج الذهب في السودان بطريقتين وهي التعدين التقليدي ،الاهلي العشوائي ،وهؤلاء يمكن أن يكون أفراد أو شركات صغيرة ،ونسبة إنتاجهم هي الأعلي قد تصل الي 85%” ويشتري البنك المركزي الذهب منهم منهم بأقل سعره أو دون تخفيز ،وإهتمام بالمنتج يحث من هنا يطلق التعب والتهريب عبر قنوات ومنافذ عن طريق دول رسمية ، الطريقة الثانية هي التعدين المنظم وهي شركات كبيرة ويصل إنتاجهم الي 15%” من إجمالي الإنتاج ، ولكن كذلك لا تستفيد منه الدولة لانه وفق تقارير نشرت من قبل أنه يتم التلاعب كذلك من القطاع المنظم في أرقام الإنتاج ،ليتم تهرببه،خارج البلاد
عدد هذه الشركات يصل الي 243 ” شركة حسب المصدر منها 11″ شركة إمتياز لكن وحسب معلومات وتقارير ،أن 80%” من عوائد صادراتها لا يدخل الي البلاد من الأساس ويقول المصدر “لأن شركات الامتياز تعاقدت مع الحكومة بهذه الطريقة ،وتم إلغاء قرار مجلس الوزراء رقم 455 ” القاضي بإعادة الصادر للبنوك المحلية.
وذلك لأن شركات الامتياز بمتلكها أشخاص نافذين داخل السودان
التعدين التقليدي
وفي تصريحات خاصة «لنافذة الشرق» يقول الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير ، أن التعدين التقليدي العشوائي يمثل 80%, من إنتاج السودان مقابل أقل من 20 %, من إنتاج القطاع المنظم وأضاف الناير نحن كنا نرى بأنه لابد من تدخل الدولة وإتخاذ قرار ،شجاع ،قرار قوي بإيقاف التعدين التقليدي ،وتحويله الي قطاع منظم ،مضيفًا أن كثير من المعدنين التقليدين أصبحت لديهم القدرة ،الي إنشاء مربعات صغيرة ،بطريقة أعتقد مع الدولة ،بطريقة منظمة تستطيع الدولة عبرها أن تتابع الإنتاج بصورة كبيرة.
تهريب الذهب
الخبير الاقتصادي الناير ” يؤكد أن التهريب في القطاع المنظم يكاد منعدم تمامًا ،وقال الناير معظم التهريب يكون من القطاع التقليدي وهو قطاع منتشر في مساحات واسعة ،حيث أن السودان قطر مترامي الأطراف ولديه العديد من دول الجوار مضيفاً ،أن ضبط عملية التهريب ،تحتاج الي أمكانات عالية جداً ،والي سياسات.
وقال الناير نحن ظللنا نتحدث علي إنشاء بورصة للذهب ‘وتكون جاذبة في المنطقة مع توفير المصفاة ويتم الاهتمام رسمياً ،والبيع في الأسواق العالمية وتحفيز المعدنين من المجئ الي البورصة والبيع والتداول بصورة رسمية مما يقلل تهريب الذهب وأضاف الناير لابد من إحكام الرقبة علي المنافذ السودانية ،هذان العاملان إنشاء بورصة لتحفيز المعدنين بأسعار مشجعة ،مع الإجراءات الأمنية المشددة ،يمكن أن تحد بنسبة كبيرة من عملية التهريب
وأختتم الناير حديثة قائلاً ، أن التعدين التقليدي لايستفيد منه الاقتصاد السوداني كثيراً سواء من عائد النقد الأحنبي الذي يأتي إذا تم التصدير عبر القنوات الرسمية أما إذا تم التهريب يفقد الاقتصاد السوداني كثيراً لذلك لابد من وضع خطة محكمة للإستفادة من هذا الموارد النفيث.
وبحسب تقارير ، توسعت دائرة إنتاج الذهب في السودان في عدد كبير من ولايات السودان ،لكن الحرب قلصت من دائرة الإنتاج الي 6 ولايات, منها ولاية نهر النيل، وولاية جنوب كردفان ،والبحر الأحمر.
ويعمل في هذا القطاع أكثر من 3 ملايين مواطن في مايقارب 800″ موقع في أنحاء السودان.
ومن خلال الفساد والنهب ،والتهريب تقول التقارير فقد السودان فقد السودان مليارات الدولارات ،التي كان بإمكانها أن تسهم في تحسين الإقتصاد السوداني ،حيث فقدت العملة السودانية مايزيد عن 50% من قيمتها مقابل العملات الأجنبية ،ومع تزايد الإنتاج من هذه الأرض الغنية ذات الشهوة داخلياً وخارجياً للسيطرة حيث وفر لهم الذهب القوة لبدء الحروب ،هذا ماجا في تقارير نشرته منصات سودانية.
التهريب مدمر للإقتصاد والذهب تسبب في الحرب
وفي تصريحات خاصة «لنافذة الشرق» يوضح الخبير القانوني والإقتصادي ،أحمد المفتي ،أن التهريب للذهب يدمر إقتصاد البلد تدميراً شاملاً ويقول ،هذا يعتبر تحايل وخيانة للدولة من أخذ نصيبها ،
كما أن التهريب يحول دون ،دخول العائد للقنوات المصرفية الرسمية
ويرجح المفتي الأسباب الي ،التهرب من أخذ الحكومة لنصيبها والتهرب من قيود للقنوات الرسمية ، كما أضاف هناك أيضاً اطماع خارجية تريد نهب الذهب ،وكل موارد السودان ،وهذا سبب رئيسي من أسباب الحرب الدائرة الآن.
وفي ذات السياق يقول جولوجي أخصائي في وزارة المعادن السودانية أبوبكر مطر «لنافذة الشرق» أن سبب نهب الذهب وتهريبه يأتي لعدم التشديد والرقابة ، لان الاطماع والمغريات الخارجية تزيد يومًا بعد يوم ومالم تتخء الدولة إجراءت سريعة سيكون الذهب خطر علي السودان بدلاً من أن يكون نعمة وخير عليه .
حميدتي وصراع الذهب
وبحسب مصادر عديدة أن الذهب يؤجج الصراع في السودان حيث أكبر الشركات هي التابعة لقوات الدعم السريع ،وتقع نسبة كبيرة من نشاط التعدين وتصدير الذهب تحت سيطرة محمد حمدان “حميدتي”
قائد قوات الدعم السريع ،القوة الفاعلة حيث أصبحت لها قوة ،ونفوذ وعلاقات خارجية ،وداخلية الي أن قال باحثون أن توزيع نفوذ حميدتي وسيطرته علي الذهب ذاد من أطماعه ، وأطماع حلفائه ،ليُسطر على حكم السودان من أجل هذا الاصفر اللامع .
واصبحت لحميدتي من الذهب قوة مالية ضخمة ،حيث إنه ظهر أكثر من مرة يقول أنه دعم الدولة بأكثر من مليار دولار
وتطورت ثورة حميدتي ،بعد سيطرته علي العديد من مناجم الذهب في السودان ،وأشهرها «جبل عامر » وصعد حميدتي في عهد الرئيس عمر البشير ،حيث سمح له بالعمل بكل أريحية وتمت سيطرته علي جبل عامر الذي يُعد من أكبر مناجم الذهب إنتاجاً في السودان في العام 2017 حيث ظهر حميدتي في مقابلة مع BBc، في آب /أغسطس 2019. وصرح بأن له مناجم ذهب كثيرة في السودان، ومالذي يمنعنا من إمتلاك مناجم ذهب علي حد قوله الشهيرة انذاك
وتم بعد ذلك تأسيس شركة الجنيد للأنشطة المتعددة التي يترأسها شقيقه عبدالرحيم دقلو ،وبعد ضغط حميدتي ومطالبته بوضع ثروات السودان تحت سيطرة الدولة إشترط دقلو قبل 4 سنوات التنازل عن شركة الجنيد ،التي تسيطر علي تنقيب الذهب لوزارة المالية ،هو الحصول علي 38% من شركة” سودامين ” الحكومية للتعدين والتي تديرها المالية ،والبنك المركزي وإستخدم حميدتي هذه الثورة الصخمة من الذهب ،في جلب الأسلحة وتعزيز مكانته الرائدة في النظام ،السياسي حسب تقارير.
وكشف تحقيق لوكالة “رويترز ” أن مجموعة الجنيد ” تجاوزت في بعض الأحيان قيود البنك المركزي علي صادرات الذهب ،وفي أحيان أخرى باعتها للبنك المركزي بسعر تفضيلي ووفقًا للوكالة أظهرت فواتير الشحن الجوي علي مدي فترة أساببع من عام 2018 ” ،تعاملت شركة “الجنيد ” مع طرف وأحد في دبي وأرسلت حوالي 30 مليون، دولار من سبائك الذهب الي دبي.
ووفقًا لمجلة «فورين أفيرز» الأمريكية تحوّل التصدير غير المشروع للذهب الي مصدر رئيسي لتمويل الحرب وشراء الأسلحة ،وأصبح قائد قوات الدعم السريع ، بحلول 2021 ،من أغني الشخصيات في السودان ،بسبب مناجم الذهب التي سيطر عليها هو وعائلته.
وأن عملية تهريب الذهب ،مكنت الرجل من شراء أسلحة حديثة ومتطورة مثل مدافع «هاوتزر » وانظمة الصواريخ ،والطائرات المسيرة بدون طيار ،وكل هذا من عوائد الذهب الذي وصفة خبراء خطر علي السودانيون .
ووفق “تقرير أممي ” في سبتمبر / أيلول 2021 ، فقد السودان 267 طنًا من الذهب عن طريق التهريب ،وكشف التقرير لوزارة المعادن السودانية ،في عام 2018 أن مافقد من الذهب بلغ 48.8 طنًا بنسبة وصلت في بعض الأحيان الي 80% من إجمالي الإنتاج دون أن تدر عوائدها قرشًا واحد في خزينة الدولة .
ومع تزايد حميدتي في تجارة الذهب ،تعمقت علاقاته مع قادة قيادات دول عربية دولية ،حيث أصبح حميدتي مصدرًا سهلاً للترويض، و السيطرة عبره علي موارد السودان وعلى رأسها الذهب
وفي تقارير لوكالات عالمية كشفت أن ذهب المنهوب من السودان بين عامي 2010 ‘2014 بلغت قيمته 4.6 مليارات دولار وهذا يعني أن قيمة مايهرب من ذهب تفوق قيمة صادرات البلاد بأكملها ،كل هذه الكمية المهربة تعبر ،عبر خطوط جوية ،وبرية ،والأخطر من ذلك عبر مطار الخرطوم الدولي.
مع نهب هذا المعدن وتهريبه المستمر ،أصبحت أطماع الدول تزيد يومًا بعد يوم كما أن السودان الآن يعيش حربًا طاحنة وصراع ممتد.
سببه هذا المعدن كما يقول خبراء وكان من المفروض أن يحدث الذهب تحولاً كبيراً في الإقتصاد السوداني وأصبح التفريط فيه سبب في حرمان السودان من الاستقرار مما جعله ساحة للصراعات الدولية
وساحة للإنقسامات ،والحروب وترك السودانيون يخشون خطر هذا المعدن النفيس.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.