رامي زهدي لـ”نافذة الشرق”: ترامب لا يستحق نوبل.. لم يصنع سلامًا في إفريقيا بل سوّق لوهم دبلوماسي

0

بقلم: بسمة هاني | خاص

في تصريحات مثيرة للجدل، عاد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب (في ولايته الثانية) ليُروّج لنفسه مجددًا كـ”صانع سلام عالمي”، مدعيًا هذه المرة أنه لعب دورًا مهمًا في تهدئة النزاع المزمن بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بل ومُلمحًا إلى أنه يستحق جائزة نوبل للسلام على هذا الأساس.

لكن هذا الادعاء قوبل بتشكيك واسع، حيث قال الدكتور رامي زهدي، خبير الشؤون الإفريقية ومساعد رئيس حزب الوعي، في تصريحات خاصة لـموقع نافذة الشرق إن:

“لا يوجد أي دليل على أن ترامب كان له أي دور مباشر أو غير مباشر في حل النزاع بين رواندا والكونغو.”

النزاع لا يزال مشتعلاً.. فأين دور ترامب؟

وأشار الدكتور زهدي إلى أن النزاع بين رواندا والكونغو ما يزال قائمًا حتى اليوم، مؤكدًا أن الأوضاع الإنسانية في شرق الكونغو تتدهور بشكل كبير، خاصة في مناطق مثل شمال كيفو، حيث تنشط حركة التمرد المسلحة “M23″، والتي تُتهم رواندا بدعمها.

وأوضح زهدي أن ادعاء ترامب لعب دور فاعل في الوساطة يُعد تقليلًا من الجهود الإفريقية الحقيقية، بل وتشويهًا لمفهوم “السلام العادل”، الذي تُمنح على أساسه جائزة نوبل.

مبادرات نيروبي ولواندا… الأدوار الحقيقية

ولفت زهدي إلى أن الجهود الحقيقية لاحتواء الأزمة جاءت من خلال مبادرتين إفريقيتين رئيسيتين:

مبادرة نيروبي، التي قادتها كينيا.

مبادرة لواندا، تحت رعاية أنغولا.

وشدد على أن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة كانا طرفين فاعلين في كل من المسارين، ولم يُذكر في أي بيان رسمي أو تحرك ميداني دور أمريكي فاعل أو تدخل من إدارة ترامب، لا عبر القنوات السياسية، ولا عبر الوساطة المباشرة.
تصريحات ترامب… بلا سند ولا أثر

وفي هذا السياق، أكد زهدي أن ترامب لم يقدم أي تفاصيل أو أدلة ملموسة حول ما زعمه بشأن “تقريب وجهات النظر” بين الرئيس الرواندي بول كاجامي ونظيره الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي.

ونوه إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية اكتفت ببيانات دبلوماسية عامة صادرة عن وزارة الخارجية، دون أي تحرك سياسي نشط على الأرض، مضيفًا:

“ما صدر عن ترامب ليس إلا تكرارًا لنمط معروف من الادعاء ببطولات دبلوماسية وهمية، كما فعل سابقًا في ملفات مثل الهند وباكستان أو اتفاقات التطبيع في الشرق الأوسط، التي كانت مدفوعة بدوافع إسرائيلية وإماراتية بالأساس.”

هل يستحق نوبل؟ زهدي: الجائزة لا تُمنح للاستعراضات

واعتبر زهدي أن جائزة نوبل للسلام تُمنح فقط لمن يحقق إنجازًا فعليًا في إحلال السلام وإنهاء النزاعات المسلحة، كما ورد في وصية العالم السويدي “ألفريد نوبل”.

وأضاف:

“ما فعله ترامب خلال ولايته – ولا يزال يفعله – يناقض مبادئ الجائزة تمامًا؛ من تمويل الحروب، وتهديد الأمن المائي في إفريقيا، إلى استخدام خطاب عنصري ضد دول الجنوب العالمي.”

“القارة الإفريقية ليست مسرحًا للدعاية السياسية”

وأكد زهدي في حديثه لـ”نافذة الشرق” أن القارة الإفريقية تحتاج إلى شراكات حقيقية ومستدامة، وليس إلى استعراضات إعلامية من قادة يسعون وراء “إنجازات مُستعارة” لتلميع صورتهم أمام الناخب الأمريكي أو الرأي العام الدولي.

واستطرد:

“إفريقيا لا تحتاج تغريدة من زعيم بعيد عن الواقع، بل دعمًا فعليًا طويل المدى في مجالات التعليم، الصحة، البنية التحتية، والحلول السلمية للنزاعات.”

ترامب… سجلٌ مليء بالتناقضات

واستعرض زهدي سجل ترامب السياسي، مشيرًا إلى عدد من القرارات والسياسات التي تتنافى تمامًا مع فلسفة “صنع السلام”، منها:

تهديده بالانسحاب من الناتو.

انسحابه الفعلي من اتفاق باريس للمناخ.

إضعافه لمنظومة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.

تقليص المساعدات التنموية لأفريقيا.

تصريحاته العنصرية المهينة بحق شعوب إفريقية.

اعتراف لا يُبرّئ.. وادعاء لا يُقنع

وختم زهدي حديثه بالتأكيد على أن “الاعتراف السياسي” الذي أدلى به ترامب مؤخرًا حول تمويل سد النهضة الإثيوبي – والذي وصفه بأنه “تمويل غبي” – ليس توبة سياسية، بل دليل إدانة إضافي على تدخل الإدارة الأمريكية السابقة في ملف حساس يهدد الأمن القومي لدول أخرى مثل مصر.

وقال زهدي

“السلام لا يُصنع بتشجيع الاحتلال أو خنق الأنهار… من يُشعل النزاعات لا يستحق التكريم، بل المحاسبة.”

لا يوجد أي دليل على تدخل ترامب في نزاع رواندا–الكونغو.

النزاع مستمر والوضع الإنساني كارثي في الشرق الكونغولي.

جهود الوساطة كانت إفريقية بالكامل عبر نيروبي ولواندا.

ترامب يكرر نمطًا من الادعاءات غير المدعومة.

جائزة نوبل تُمنح لصانعي السلام الحقيقيين، لا مروّجي الادعاءات.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.