ردود أفعال غاضبة و الخارجية المصرية تدين إطلاق النار على الوفد الدبلوماسي في جنين وتطلب تحقيقا

6

استاذ القانون الدولي الحصانة الدبلوماسية ليست امتيازأ وأى مساس بها يهدد الاستقرار والأمن الدوليين
كتبت بسنت السيد
في خرق جديد لكل بروتوكولات مراسم الاستقبال ،اطلقت اليوم قوات الاحتلال الإسرائيلي طلقات نارية على الوفود الدبلوماسية التى جاءت لزيارة مدينة جنين.
ومن جانبها أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أدانت مصر فيه بأشد العبارات، الواقعة التي جرت اليوم الأربعاء، خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة لمدينة جنين، وكان من ضمن الوفد السفير المصري في رام الله، والتى نظمتها وزارة الخارجية بالسلطة الفلسطينية.
وشددت الخارجية المصرية على رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، وطالبت الجانب الإسرائيلي بتقديم توضيحات حول ملابسات تلك الواقعة.استنكرت دول عديدة إطلاق القوات الإسرائيلية، الأربعاء، الرصاص على وفد دبلوماسي دولي عند المدخل الشرقي لمخيم جنين بشمال الضفة الغربية.
ردود أفعال منددة
قال وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، إن لطلقات التحذيرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتجاه الدبلوماسيين تهديدات “غير مقبولة”. حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة”في تاريدةوعلى منصة إكس.
وأفاد بيان صادر عن الخارجية الإيطالية بأن تاياني استدعى السفير الإسرائيلي بشأن الواقعة.
كما اسبانيا “نددت بشدة” بإطلاق النار الإسرائيلي خلال زيارة الدبلوماسيين، في بيان مقتضب للخارجية الإسبانية:أفاد أن “الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنية بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدة”.
كما طالبت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أ إسرائيل بالتحقيق في هذه الحادثة و محاسبة المسؤولين عنها”باعتباره أمرا غير مقبول .
وطالب وزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو إسرائيل بـ”توضيحات مقنعة” حول الحادث، موضحا عبر منصة إكس أن الدبلوماسي البلجيكي “بخير لحسن الحظ”، ومؤكدا أن “هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية لجنين تم تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي ضمن موكب يضم عشرين مركبة يمكن تحديد هويتها بوضوح”
كماطالبت الخارجية الألمانية: “الحكومة الإسرائيلية بتوضيح الملابسات على الفور”، معبرة عن “إدانتها الشديدة لإطلاق النار غير المبرر”.
وأعلن، بدوره، وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي عقب إطلاق نار “غير مقبول”.
ووصفت الخارجية الأردنية ما حدث مع الوفد الدبلوماسي بأنه “انتهاك للاتفاقيات وللأعراف الدبلوماسية”.
من جانبها، نددت هولندا بـ”إطلاق النار الإسرائيلي خلال زيارة دبلوماسيين للضفة الغربية”
كما أعلنت البرتغال استدعاء السفير الإسرائيلي للاحتجاج على الحادث.وقالت الخارجية البرتغالية في بيان: “في أعقاب هذه الواقعة التي تتحدى القانون الدولي، استُدعي السفير الإسرائيلي في البرتغال”، مضيفة أنها “تدين بشدة” إطلاق النار.

وأكدت أن برتغاليا كان بين مجموعة الدبلوماسيين الأجانب.
ومن جانبها طالبت تركيا بإجراء تحقيق سريع، وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان “ينبغي أن يكون هذا الهجوم موضع تحقيق سريع ويجب محاسبة منفذيه”، لافتة إلى أن “موظفا في القنصلية العامة لتركيا في القدس” كان ضمن الوفد الدبلوماسي
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأيرلندي سايمون هاريس: “أشعر بالصدمة إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي أطلق النار اليوم (الأربعاء) بالقرب من مجموعة من الدبلوماسيين كانوا يزورون جنين، بينهم دبلوماسيان إيرلنديان مقرهما في رام الله. (…) هذا أمر غير مقبول على الإطلاق وأدينه بأشد العبارات”.

تفاصيل إطلاق النار
أطلقت القوات الإسرائيلية، الأربعاء، الرصاص على وفد دبلوماسي دولي عند المدخل الشرقي لمخيم جنين بشمال الضفة الغربية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.
وذكرت الوكالة أن ذلك جاء أثناء تواجد الوفد الدبلوماسي عند مدخل مخيم جنين “للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم”.
وأفادت بأن الجنود الإسرائيليين المتواجدين في مخيم جنين “أطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر وكثيف تجاه الوفد الدبلوماسي أثناء تواجده في محيط مخيم جنين للاطلاع على أوضاع المخيم والحصار المفروض عليه”.
وأشارت إلى أنه “خلال تواجد الوفد قرب البوابة الحديدية التي نصبها الاحتلال على مدخل المخيم الشرقي أطلق جنود الاحتلال النار بشكل كثيف اتجاه الوفد ومجموعة من الصحفيين الذين يغطون الزيارة”.
ولفتت إلى أن “وفدا دبلوماسيا من الوزارات العربية والأجنبية قد زار مقر محافظة جنين صباح اليوم واطلع على أوضاع المدينة والمخيم، وقدم المحافظ شرحا مفصلا حول الوضع الاقتصادي للمدينة، وتأثير العدوان على مرافق الحياة في المدينة والخسائر التجارية وتدمير البنية التحتية، إضافة لأوضاع 22 الف نازح أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم في المخيم”.
ووفق الوكالة، فقد ضم الوفد سفراء مصر، والأردن، والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وتركيا، وإسبانيا، وليتوانيا، وبولندا، وروسيا، وتركيا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك وسيريلانكا، وكندا، والهند، وتشيلي، وفرنسا، وبريطانيا وعدد من ممثلي الدول الأخرى.
حماية الدبلوماسين مبدأ راسخ في القانون الدولى
وفي حديثه لموقع نافذة الشرق علق استاذ القانون الدولي الدكتور أيمن سلامة على واقعة إطلاق النار على الوفود الدبلوماسية قائلا:الدكتور أيمن سلامة :”إن إطلاق النار على وفد دبلوماسي في جنين، بغض النظر عن الظروف، يثير تساؤلات خطيرة حول مسؤولية سلطة الاحتلال بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني
وأوضح. إن حماية الدبلوماسيين وأعضاء البعثات الدبلوماسية ليست مجرد التزام أخلاقي، بل هي حجر الزاوية في العلاقات الدولية السلمية، ومبدأ راسخ في القانون العرفي والمعاهدات الدولية.

وتابع سلامة أنه ،بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، يتمتع الدبلوماسيون بحصانة شخصية ومناعة قضائية، ويجب على الدولة المضيفة “أن تتخذ جميع الخطوات الملائمة لمنع أي اعتداء على شخص الدبلوماسي أو حريته أو كرامته”.

وأضاف، هذا الالتزام لا يقتصر على الدول المستضيفة بشكل مباشر، بل يمتد ليشمل أي سلطة تمارس سيطرة فعلية على المنطقة التي يتواجد فيها الدبلوماسيون، كما هو الحال بالنسبة لسلطة الاحتلال الإسرائيلي في جنين.
وأكد استاذ القانون الدولي في حديثه لموقع نافذة الشرق أن القانون الدولي الإنساني، وعلى وجه الخصوص اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949،يفرض التزامات واضحة على القوة المحتلة.

مسؤولية وأمن الدبلوماسيين
وحمل أستاذ القانون الدولي ،سلطة الاحتلال مسؤولية ضمان سلامة وأمن السكان المدنيين في الأراضي المحتلة، وهذا يشمل بطبيعة الحال أي شخص متواجد في تلك الأراضي بشكل قانوني، بمن فيهم الدبلوماسيون.
وشدد على أن استخدام القوة المميتة ضد أشخاص محميين، أو الإهمال في توفير الحماية اللازمة لهم، يمكن أن يشكل انتهاكًا جسيمًا لهذه الاتفاقيات ويرقى إلى مستوى جرائم الحرب.معتبراً أن أي حادث يهدد سلامة الدبلوماسيين تقويضًا خطيرًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، ويستدعي تحقيقًا فوريًا وشاملًا ومساءلة للمسؤولين.
واختتم حديثه للموقع قائلا:”إن الحصانة الدبلوماسية ليست امتيازًا، بل هي ضرورة لتمكين الدبلوماسيين من أداء مهامهم الحيوية في تعزيز الحوار والتفاهم، وأي مساس بها يهدد الاستقرار والأمن الدوليين. “

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.