رسائل زيارة مسعد بولس إلى القاهرة: دعم أمريكي للعلاقات ومبادرات التهدئة في غزة
كتبت : ضحى ناصر
في خطوة تعكس مدى أهمية مصر وحرص الولايات المتحدة الأمريكية على متانة العلاقات التي تجمع بين البلدين جاءت زيارة السيد مسعد بولس كبير مستشارى الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط و أفريقيا، على رأس وفد رفيع المستوى في الوقت الذي كانت تتواتر فيه عدة شائعات عن أن عدم إدراج مصر ضمن جدول الزيارة التاريخية للمنطقة التي أجراها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الإسبوع الماضي كمحاولة من الولايات المتحدة لتقليص دور مصر وهو ما ينافيه الواقع .
تفاصيل الزيارة
وجاءت زيارة مسعد بولس والوفد المرافق له بعد يومين فقط من مغادرة ترامب للشرق الأوسط، الجمعة، حيث إستقبل السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، الأحد، السيد “مسعد بولس” كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق الأوسط والمستشار رفيع المستوي للشئون الأفريقية.
الوزير عبد العاطي رحب بالمسئول الأمريكي في زيارته الأولى إلى مصر، مؤكداً الاعتزاز بالشراكة الاستراتيجية الممتدة التي تجمع مصر والولايات المتحدة التي تتجاوز أربعة عقود وتحقق المصالح المشتركة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، معرباً عن التطلع لمواصلة العمل مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
حيث إستعرض وزير الخارجية الجهود التي تبذلها مصر في دعم الأمن والاستقرار في هذه الدول وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية ودعم التنمية بالقارة الأفريقية من خلال تمكين مؤسساتها الوطنية والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، مبرزاً الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لتحقيق الأمن والاستقرار في أفريقيا وإعادة الإعمار فيما بعد النزاعات، مؤكداً أهمية حشد الدعم الدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
كما إستقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الأحد مسعد بولس، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، والسيد اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة، ومن الجانب الأمريكي السفيرة “هيرو مصطفى”، سفيرة الولايات المتحدة في القاهرة، وجوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية لشئون شمال أفريقيا.
و أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على ضرورة العمل على الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، مثمنا الجهود المشتركة بين مصر والولايات المتحدة وقطر للوساطة، وشدد الرئيس على حرص مصر على استمرار هذا التنسيق فى المرحلة المقبلة.
جاءت تصريحات الرئيس السيسى ونقل مسعد بولس للرئيس تحيات نظيره الأمريكى، دونالد ترامب، وهو ما ثمنه الرئيس، حيث أكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيزها فى مختلف المجالات. كما تناول اللقاء مستجدات الأوضاع فى الشرق الأوسط.
من جانبه، أكد مسعد بولس حرص الولايات المتحدة على استمرار الجهود المشتركة مع مصر لاستعادة الهدوء الإقليمي، بما يخدم مصالح جميع الأطراف.
وذكر المتحدث بإسم وزارة الخارجية السفير محمد الشناوي أن اللقاء تناول أيضا الأوضاع فى ليبيا، وكيفية إستعادة الإستقرار بالأراضى الليبية، حيث أشار الرئيس إلى حرص مصر على الحل الليبى الليبى، مؤكدا أن مصر كانت ومازالت الأكثر تضررا من حالة عدم الاستقرار بليبيا، والأكثر حرصا على دعم جميع خطوات التسوية السياسية، والتوافق على حكومة موحدة تحظى بالمصداقية لدى الليبيين وبدعم سياسى من مجالس النواب والأعلى للدولة والرئاسى، تكون مهمتها إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن.
وأوضح المتحدث أن اللقاء تطرق أيضا إلى الأوضاع فى لبنان والسودان واليمن، كما تم تناول الأوضاع فى القارة الإفريقية، بما فى ذلك القرن الإفريقى والساحل.
دلالة توقيت الزيارة
وحول دلالة توقيت الزيارة يقول الباحث المتخصص في الشأن الأمريكي ماركو مسعد في تصريحات خاصة لنافذة الشرق أن توقيت الزيارة يعكس مدى حِرص الولايات المتحدة على الإحتفاظ بشراكتها التاريخية مع مصر و للتأكيد على مستوى العلاقات المصرية الأمريكية.
هل لتلك الزيارة علاقة بقبول إسرائيل إدخال المساعدات لغزة
و أكد ماركو مسعد أنه بالنظر إلى تواجد مسعد بولس في المنطقة و الذي جاء بالتزامن أيضاً مع تهديدات الرئيس ترامب لتل أبيب بأنه في حال أصرت إسرائيل على إستكمال الحرب في غزة فإن الولايات المتحدة ستتوقف عن دعم إسرائيل .
كلها شواهد تؤكد على دور مصر المحوري في حل أزمة دخول المساعدات إلى قطاع غزة، و ذلك على الرغم من ضألة حجم المساعدات الذي سمحت به إسرائيل.
و أضاف : أن الضغوط الأمريكية و الأوروبية المتزايدة على إسرائيل وتلويح الإتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إسرائيل كلها عوامل تجعل الولايات المتحدة تسعى للتنسيق مع دولة بحجم مصر، لاسيما أنها ذات دور محوري في هذا الملف .
و أشار إلى أن اللقاءات التي أجراها الوفد الأمريكي مع القيادة السياسية المصرية قد تناولت وقف إطلاق النار و إدخال المزيد من المساعدات و إطلاق سراح المحتجزين، لافتاً إلى أن أصول مسعد بولس العربية تسهل من مهمته، حيث أنه يمكن أنه يكون حلقة وصل جيدة بين الجانبين المصري و الأمريكي .
وتابع : زيارة مسئول أمريكي ثاني للمنطقة في فترة زمنية متقاربة تعكس رغبة أمريكية لحل الأزمة على كافة مستوياتها سواء الإنسانية أو السياسية أو الوضع الراهن في الشرق الأوسط.
مدى تأثير تلك الزيارة على التعاون بين البلدين، وما هي أبرز مجالات التعاون بين البلدين
و شدد ماركو على أن الزيارة تعكس حجم التعاون الكبير والمتزايد بين البلدين، مشيراً إلى أن حجم التعاون بين البلدين في مختلف المجالات لكنه يتركز في الوقت الحالي على الملفات السياسية والجيوسياسية، لاسيما ثِقل مصر الإقليمي في ملف غزة.
و أشار إلى أنه لايعتقد أن تلك الزيارة تهدف على تركيز التعاون بين البلدين في مجالات مختلفة بشكل عام بل للتركيز على حل الأزمة السياسية في غزة ، مضيفاً أنه لايعتقد أن الوفد الأمريكي برئاسة مسعد بولس جاء ليبحث مجالات التعاون بين البلدين بأوجهها المختلفة و إنما جاء ليبحث الأزمة الفلسطينية و التي تحتاج إلى توطيد العلاقات التاريخية بين مصر والولايات المتحدة والبناء على أسسها القوية وهو ماجاء بولس من أجله.
من جهته فقد أكد مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط والشؤون العربية، خلال مشاركته على هامش منتدى الجيل الخامس في مصر الذي نظمته مجموعة محرم وشركاه بالتعاون مع السفارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وعدد من شركات الاتصالات العالمية أن علاقة مصر وأمريكا تاريخية واستراتيجية ومهمة للغاية وإلى الأفضل والأمام دائمًا.
كما شارك في المنتدى مجموعة من الشركات الأمريكية، من بينها “Palo Alto، Ciena، Juniper Networks، Intel، AWS، IBM، Cisco”.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.