رسالة من بكين : الشراكة العسكرية مع مصر مستمرة رغم الضغوط …ماذا وراء تصريح وزارة الدفاع الصينية ؟

23


كتبت بسنت السيد
حالة من الجدل آثارها تصريح للمتحدث الرسمى لوزير الدفاع الصينى بكلمات حاسمة، الصين ترد على دعوات أمريكية-إسرائيلية لوقف الدعم العسكري لمصر.
حيث قال المتحدث بإسم وزارة الدفاع تشانغ شياوغانغ: “التعاون الصيني-المصري لا يستهدف أحداً، ولن يخضع لأي ابتزاز خارجي. وسنواصل تعميق شراكتنا العسكرية والثقة المتبادلة.”بكين والقاهرة لا تتلقيان أوامر من أحد.
قلق حذر أثارته المناورات العسكرية والأسلحة الصينية وحالة التقارب بين القاهرة وبكين،عبرت عنه اسرائيل فى تصريح لهريستى هاليفى رئيس الأركان السابق في الجيش الاسرائيلي حيث اعتبر هذا التسليح المتنامى في القوة العسكرية المصرية يمثل تهديدا لأمن إسرائيل..
مناورات عسكرية أثارت قلق إسرائيل
وهناك عدة مناورات عسكرية لتعزيز المهارات القتالية لدى قوات الجيش المصري ومنها “مناورة التنين الطائر “التى أثارت قلق في الجيش الاسرائيلي ،حيث أجرى الجيش المصري ونظيره الصينى تدريبا باحدث المقاتلات وهى المقاتلة الصينية J.10Cالتى أثارت رعب اسرائيل نظرا لاقترابها من مجالها الجوي وفقا لما ذكرته صحف عبرية .
ما هى هذه المقاتلة وما صفاتها القتالية ؟
هى مقاتلة من الجيل 4.5مجهزة لأداء مهمات متعددة فالتصميم مستوحى من f.16ولكن بإمكانيات متقدمة ،مزودة برادارAESAللكشف والاشتباك المتعدد، يمكنها تعقب أكثر من هدف في وقت واحد ،تحمل صواريخ pl.15بعيدة المدى حتى 300كم ،تصب أهداف خارج مجال الرؤية وتحقق سيادة جوية كاملة .لديها محرك قوى يمكنها من المناورة بحمولة 6طن تشمل صورايخ جوجو وجو أرض دقيقة التوجه.
صفقةلتعزيز القدرات العسكرية المصرية
وبحسب تقارير أفادت أن مصر تسلمت أول دفعة من هذه المقاتلات ضمن صفقة أبرمتها مع الصين في إطار تعزيز قدرات مصر العسكرية على الردع والدفاع الجوى .
إضافة إلى منح مصر استقلالية عن المزوديين الغربيين في خطوة استباقية استراتيجية تعكس تحديث مصر لأسطول قواتها الجوية.
تحديث الترسانة العسكرية المصرية
وفي تصريحات إعلامية قال اللواء أركان حرب أحمد صفى الدين رئيس هيئة تدريب الجيش المصري:إن تحديث الترسانة العسكرية المصرية ليس سرا وهى خطوة ضرورية للحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة ،فالسلام لابد له من قوة تحميه ،وتحديث الترسانة العسكرية يهدف للحفاظ على السلام في المنطقة مؤكداً على أن ثروة مصر الحقيقية هى الفرد المقاتل الذي يجب تجهيزه لمجابهة التحديات الراهنة ،موكدا أن القوات المسلحة مدربة ومجهزة لتنفيذ أى مهمة قتالية .
صفقة غواصات مع الصين تثير قلقا اسرائيليا.
وفي السياق ذاته وحول توتر العلاقات المصرية الإسرائيلية بسبب تعزيز القدرات العسكرية مما أثار قلقا أمريكيا وإسرائيليا ، وبخاصة بعد صفقة الغواصات التى أبرمتها مصر مع الصين مؤخرا ، قال الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج،في حديثه لموقع نافذة الشرق :فمنذ تولى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الحكم بعد ثورة ١٩٥٢وأخذ على عاتقه تحديث القدرات العسكرية للقوات البحرية المصرية وفي هذا التوقيت كانت لدى إسرائيل قوات بحرية ليست بالهينة وانشيء أول لواء للغواصات الروسية 633واستمرت مصر بالاخذ الغواصات الصينية من نفس الطراز ولكن الأمور تغيرت الآن.
مصر وتنويع مصادر السلاح
وتابع اللواء فرج قائلا :مصر بدأت تنويع مصادر السلاح منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم ،حيث اشترت مصر 4غواصات من ألمانيا واحدة منهم يتم تصنيعها في مصر .
وتابع ،كانت مصرتستورد من الولايات المتحدة الأمريكية ولكن الأخيرة وضعت قيوداعلى الاستخدام لأنها تضع في استراتيجياتهاأن يكون التفوق العسكري لاسرائيل ومن هنا مصر بدأت تتجه إلى الصين.
وأضاف ولجأنا للغواصات الصينية الجديدة لأن لدينا أطول سواحل على البحرين الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وأيضا لدينا قناة السويس وباب المندب وعلينا حمايتهمامن المخاطر المحيطة بنا من الجهات الأربع.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى وجود بعض أبار ا للبترول والغاز في البحر المتوسط لافتا إلى ضرورة حمايتها ، لأن اسرائيل استولت على البلوك 9في اليونان وحقلين للغاز ولبنان لم تستطع أن تصد وتقف في وجه إسرائيل .
وأوضح اللواء أن كل هذه العوامل جعلت مصر تزود وتعزز قواتها البحرية بسلاح جديد من الغواصات الصينية.
وبعض الدول الغربية أبدت قلقا ومخاوف من التعاون المصرى الصينى في ظل التوترات الجيوساسية ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل،فالبعض يرى أن مثل هذه الصفقات لها بعد سياسي واستراتيجى فما الأهداف ؟
ويقول الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج أن هناك جانبين لمثل هذه المخاوف
أولا ،لأن هذه الأسلحة متطورة وذات قدرات عالية وبالتالى يأتى القلق من تنامى القوى العسكرية المصرية .
ثانيا القلق السياسي، فالصين تستهدف الدخول إلى أفريقيا ،ومنطقة الشرق الأوسط ،والبوابة الرئيسة للشرق الأوسط هى مصر .
وأشار اللواء إلى قدوم الرئيس الصينى إلى مصر في زيارة رسمية لتوقيع اتفاق تعاون استراتيجي الشهر القادم كل هذا لابد أن يثير قلق الغرب سواء من الناحية السياسية أو القدرة العسكرية.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.