زواج القاصر وذوي الهمم بين الشرع والطب ورفض المجتمع: من يملك حق إصدار الحكم

3

كتبت : إيمان مهران

المرض من صنع الله ، ولا يجرؤ مخلوق على وجه الأرض الأعتراض على أحكام الله وقدرته وصنعه فى خلقة ، ومن يعترض يضع نفسه فى محور الحرمانية التى حذرنا الله تعالى من الوقوع بها .
لكن بعد واقعه حفل الزفاف الذى تم نشره على مواقع التواصل الإجتماعى وآثار تساؤلات المجتمع ، بسبب زواج شخص من ذوى الإحتياجات الخاصة من مرضى متلازمة داون بفتاة قاصر دون السن القانونى وهى فتاة طبيعية ولاتعانى أى مرض .
فهل هذا الزواج يتبعه عواقب نفسية وإجتماعية ، وماهى الإجراءات المتبعه لإتمامه زواج طبيعى بلا مخاوف أو عواقب .

المجلس القومى يطالب ببطلان العقد
أثارت واقعه زواج فتاة قاصر تدعى ماجدة بقرية الصالحية بمحافظة الشرقية غضب شديد داخل المجلس القومى للطفولة والأمومة بعد بلاغ رسمى تقدم برقم ١٠٢٠٣١ لوحدة بلاغ نجدة الأطفال يستغيث فيه بعض الأشخاص من تضرر طفلة قاصر بإجبارها على الزواج من أحد أشخاص الذي يعانى من مرض متلازمة داون وقصور على شديد مما يمنع إتمام الزواج ، خاصة بعد إنتشار فيديو الزفاف الذى تم ثانى أيام عيد الأضحى ، مما أثا غضب البعض خاصة بعد ظهور الفتاة وهى جالسة فى الكوشة بجوار العريس وهى فى حاله حزن شديد وبكاء وخوف .
وعلى الفور تحرك المجلس القومى للطفولة والأمومة ببلاغ رسمى إلى النيابة العامه بشمال الشرقية والمطالبة فيه ببطلان هذا الزواج وإنتفاء أركانه الشرعيه والقانونية سواء من الناحية الأهلية السن القانونى أو شرط المانع العقلى .

تحقيق النيابة العامة
وتجرى حاليا النيابة العامه بشمال الشرقية بمنطقة الصالحية تحقيقا مع أهل عروسين الشرقية لبيان خلو الزواج من الموانع الشرعية والقانونية التى تعيق الزواج .
وتم إستدعاء والد وشقيق كلا من العروسين الذين اقرا بصلاحية العقد من الناحية القانونية ، كما أن الأطباء أجازوا زواج العريس محمد مع مباشرة الأهل لحالته .
وبسؤال أحد أقارب العروس على إجبارها على الزواج أقر والدها وشقيق العريس أن العروس لم تجبر على الزواج وأنه تم التقدم رسميا لأهلها فى وجودها وتمت الموافقة على الزواج ، وأن فترة الخطوبة كانت ٨ أشهر أقرت فيها العروس بأنها موافقه على إتمام الزواج مع مباشرة أحد أقارب العريس للزواج .
شيخ المنطقة ينفى علمه بالزواج
وبالتحرى على شيخ المأذونيين المأذون الرسمى بمنطقة الصالحية عن علمه بهذا الزواج أكد المأذون الشيخ محمد على أنه لم يعلم بهذا الزواج ولم يخبره عنه أحد ويرجح بأن الزواج تم على يد مأذون من خارج القرية ، كما أنه يرفض هذا الزواج لأنه ينتفى لأحد أركانه الشرعية وهى الأهلية العقلية وعدم بلوغ العروسين السن القانونى .

هل يمكن زواج ذوى الإعاقة ؟
سؤال يراود أذهاننا جميعا خاصة بعد هذه الواقعه التى هزت محافظة الشرقية بل جميع أركان المناطق الأخر. ، وإيجاد إجابات لأسئلة كثيرة وجهنا الإستفسارات إلى أهل الإختصاص ولكن الإجابة كانت صادمة نوعا ما ،سواء من الناحية الطبية والشرعية والقانونية.
التدخل المبكر أسلوب حياة
وجهنا التساؤل إلى الدكتور أسامة طارق إستشارى التأهيل والتخاطب ورعاية ذوى الهمم هل يمكن زواج ذوى الهمم وأجاب أنه لايوجد أى موانع شرعية أو طبية من زواج الشخص ذوى الإحتياجات الخاصة فهو حق من حقوقة الإنسانية والنفسية مادام قادر على الزواج من الناحية الجسدية والنفسية والمادية والقانونية ، ولا يوجد أى مانع من هذه الموانع .
والأهم التدخل المبكر من الوالدين لمساعدة الطفل قبل الولادة منذ لحظة معرفة الأم بالمرض داخل رحمها لأبنها يجب الأخذ فى عين الأعتبار أن التدخل السريع والمبكر لذوى الإعاقة يساعد فى تحسن حالتهم بشكل أكبر . ويجب على الوالدين مساعدة بعضهما اخر وألا يقوم أحدهما بإحباط مساعى الآخر خوفا على مصلحة الطفل والتوجه السريع إلى مراكز التأهيل المتخصصة فى تنمية مهارات وقدرات الطفل وهى مرحلة مهمه فى حياة الطفل من الناحية التوعية المستمرة فى تحسين قدراته ومستوى ذكاءة .
ولا يوجد ما يمنع من زواج صاحب متلازمة داون او غيرة فلايوجد ضوابط محددة من أن هناك عوامل وراثية تنتقل إلى أبناء هذا المريض ، كما أنه لايوجد ضوابط محددة أشخاص الطبيعيين إنجاب أطفال يحملون المرض ، فهو أمر فى الأساس من صنع الله وليس لمخلوق التدخل فى هذه الأمور فلايوجد مقياس فى هذا العالم للموروثات ،
وهناك أصحاب إعاقة جسدية كالكفيف والصم والبكم وأصحاب الإعاقات الحركية فلماذا يحق لهم الزواج ولا يحق آخريين أصحاب ذوى الهمم فمثلهم مثل أصحاب الإعاقة الآخريين .
منع تداول بعض المصطلحات
وأكد دكتور أسامة أن هناك مصطلحات وعبارات تحرمها وتجرمها المؤسسات الإنسانية والقانون مثل تداول كلمة طفل منغولى نسبا إلى التشابةبين الطفل المريض بمتلازمة داون والمغول قديما .
كما يمنع تداول كلمة مجنون على مريض الاحتياجات الخاصة لأنها كلمة ليست لها أساس ولايوجد بها تشخيص علمى طبى ، فهناك أمراض نفسية وعقلية مثل الفصام العقلى أو الإكتئاب بأنواعه أو إضطراب الشخصية الحدية والدليل على ذلك أن هناك إكتئاب أثناء الحمل ومابعد الولادة وتستطيع المرأة الشفاء منه بعد الولادة والتعرض لبيئة سعيدة تساعدها على الخروج من هذا المرض ، ولكن غالبا ما ينتقل مرض الإكتئاب للطفل أثناء مرحلة الحمل .
وأود لفت النظر هنا من الناحية الطبية أن مرض الإكتئاب مرض وراثى بشكل كبير فله عامله الوراثية التى تنتقل من أحد الأبوين إلى الطفل ، والبيئة هى التى تحدد الشفاء منه أو سوء الحالة .
لقطة أثارت وسائل التواصل الإجتماعى
أضاف دكتور أسامة خلال حديثة لانه لا يمكن أن نحكم على مدى قبول أو رفض العروس من خلال لقطة واحدة خلال الفرح ، وأن هذه اللقطة هى التى أثارت جدلا واسعا داخل الأوساط بمواقع التواصل الإجتماعى ، ففى الأساس لا يمكن هذا التدخل الكبير فى حياة الآخرين ولايمكن الحكم بهذه السهولة على هؤلاء الأفراد الذين يعيشون داخل المجتمع بيننا ولهم الحق فى الحياة .

وهنا نصل إلى نهاية التحقيق فى واقعه إنتشار فيديو قد يجدة البعض صادما وقد يجدة البعض شىء عادى ومن حق أفراد يعيشون بيننا العيش كما يعيشون الآخريين ولهم متطلبات وحياة مثلنا ، هم أشخاص ينظر إليهم المجتمع نظرة دونية بأن ليس لهم اى حق من الحقوق التى نطالب بها ، ولكن نغفل دائما عن أنهم بشر مثلنا لهم كافة الحقوق التى نطالب بها ، بل لهم أكثر من حق العناية بهم والإهتمام الأكثر بمتطلباتهم .
ولم يخلقنا الله لنحاكم بعضنا البعض بل يجب أن ندع كل شخص يعيش حياته كما يراها مادام أنه لم يؤذى غيره ومادام الطب والشرع أجاز هذا الزواج ، لماذا نضع أنفسنا قضاه بلا داع .
ولكن من جانب آخر إن ثبتت للنيابة العامة أن العروسين تحت السن القانونى الذى يجرم زواج القاصرات فهنا تكمن القضية وأن الأهل تجاوزوا العقاب القانونى ويجب الخضوع للمحاكمة .

دكتور أسامة طارق

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.