سرعة شباب باريس دهست قاطرة عواجيز إنتر

5

غارات حكيمي ودوي وديمبلي حطمت حصون الدفاعات الإيطالية

كتب: محمد صفوت
في أسوأ مباراة نهائية مرت في تاريخ دوري أبطال اوروبا من حيث التكافؤ الفني خسر إنتر الإيطالي أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بخماسية مذلة وهي الهزيمة الأكبر في فارق الأهداف بالنهائي عبر تاريخ البطولة.
أقرب نتيجة لها خسارة برشلونة برباعية صريحة أمام ميلان في نهائي 1994 وفوز ريال مدريد على أينتراخت فرانكفورت الألماني موسم 1959-1960 بنتيجة استقرت عند 7 مقابل 3 أي بفارق 4 أهداف.
دخل إنتر التاريخ الأسود لنهائي الكأس ذات الأذنين كونه ثاني فريق تهتز شباكه 5 مرات في مباراة نهائية بعد بنفيكا الذي خسر أمام ريال مدريد 3-5 في نهائي موسم 1961-1962 ، كما أصبح إنتر اول فريق في تاريخ نهائي دوري أبطال أوروبا يستقبل هدفين في أول عشرين دقيقة.
“النيرانزوري” أخرج أمتع فريق في العالم فريق برشلونة الإسباني بعد وجبة كروية عالية الدسم في مباراتي نصف النهائي وتوقع كل محبي كرة القدم أداء راقي للقادمين من اقوى مدينة في أوروبا على صعيد الملابس الرجالية لكن الإحصائيات أظهرت التباين الفني الواضح بين الفريقين إذ سدد “الأفاعي” ثمانية تسديدات منهم اثنتين فقط على المرمى لكن أصحاب القمصان الحمراء والزرقاء شنوا غازات مكثفة على الدفاعات الإيطالية فصنعوا خلال الشوط الأول فقط ثلاثة عشر فرصة و قاموا خلال إجمالي المباراة بعدد مهول من التسديدات وصل إلى 23 جاءت منها ثمانية تحت القائمين والعارضة وبالطبع تمكنوا بنسبة 62.5% من تحويل التسديدات على المرمى إلى أهداف كنسبة عالية جدا في مباريات بقيمة نهائي دوري أبطال أوروبا ، أما الاستحواذ فقد جاء بنسبة ستين بالمائة للفريق الفائز مقابل أربعين بالمائة للفريق الحاضر الغائب.
حصول سيموني إنزاجي مدرب إنتر على جائزة الخنزير الذهبي

حصول سيموني إنزاجي مدرب إنتر على جائزة الخنزير الذهبي الساخرة من موقع فوتبول إيطاليا وهي الجائزة التي تمنح لأسوأ رياضي مر بخيبة أمل على مستوى كرة القدم الإيطالية خلال شهر مايو.
بل اضحى إنزاجي مثار “الكوميكس” حاليا في إيطاليا لأنه حينما كان الفريق يتصدر الدوري الإيطالي ومر صوب نصف نهائي كأس إيطاليا وعبر إلى نصف نهائي دوري الأبطال، حينها تم سؤال سيموني إنزاجي عن أهدافه وطموحاته فرفع 3 أصابع مشيرا لحلم الثلاثية لكن ثلاثية الحلم انقلبت موسم صفري في أقل من ثلاثين يوما لتصبح علامة إنزاجي بالثلاثة أصابع هي مثار سخرية وسائل التواصل الاجتماعي في إيطاليا.
على النقيض تجلى وتحلى لويس إنريكي سادس مدرب يفوز بدوري أبطال أوروبا مع فريقين مختلفين ، ويعتبر إنريكي صاحب الفضل الأكبر في الفوز لأنه صنع مشروع فريق بمعنى الكلمة ولم يعتمد على السلاح الفاشل لإدارة الفريق الباريسي سابقا حينما تعمدت جلب النجوم البارزة على غرار ميسي ونيمار ومبابي دون مراعاة إنسجام المجموعة وانصهار كل لاعبي الفريق في بوتقة الأداء الجماعي وهي جزئية فنية استحق عليها المدرب الأسباني نوط الإشادة وقفاز الإجادة.
كما كان مدرب ولاعب برشلونة السابق مثار التعاطف للجميع بعدما رفعت جماهير باريس سان جرمان لافتة ضخمة تكريما لابنة المدرب لويس إنريكي الراحلة زانا التي توفيت بسرطان العظام عام 2019 عن عمر يناهز 9 سنوات ، وقال إنريكي بعد المباراة: “زانا لم تفارقنا بل هي معنا باستمرار، ونفكر فيها على الدوام”.
فنيا تاه وصيف “سيريا أ Serie A ” عن الوصول كليا إلى مرمى بطل ” ليج أ League 1″ حتى آخر ربع ساعة من اللقاء ، وظهرت تعليمات إنريكي في توجيه سداسي الهجوم والوسط في فريقه نحو ممارسة الضغط العالي على مدافعي إنتر واستغلال الشارع المفتوح على مصراعيه في الجبهة اليسرى لمنافسه التي شغلها أسوأ لاعبي اللقاء فيدريكو ديماركو.
باريس سان جيرمان استخدم سلاح السرعة الفائقة وألغى فكرة المهاجم الصريح ، فريق يسبق المنافس في تحركاته وعدم منحه اي فرصة للتمركز أو تصحيح الاوضاع وعلى الصعيد الدفاعي اغلق الباريسيون كل الطرق التي يعتمد عليها إنتر لخلق الفرص و تسجيل الأهداف لأن أبناء عاصمة النور والجمال يمتلكون خط وسط نموذجي رشيق للغاية و سريع بالارتداد عند فقد الكرة ، فريق متعب لأي منافس كونه مرن تكتيكيا وعالي مهاريا.

وفي هذا الصدد قال المهندس احمد ثابت محلل قناة النادي الاهلي : “تفكير إنزاجي في العرض المغري من الهلال السعودي اطاح بلقب دوري ابطال اوروبا بعيدا عن إنتر ، قوة وعمق تشكيلة باريس سان جيرمان هي من حققت الثلاثية التاريخية بعد أدراك الإدارة اهمية سلاح جلب المدرب القوى عن سلاح المال وانتداب نجوم مثل ميسي ونيمار لعبوا للفريق حبا في المال وليس اقتناعا بالمشروع الكروي، حينما اهتمت إدارة النادي بوحدة الفريق أكثر من بريق النجوم نجحوا في تحقيق الحلم الذي اقلق كثيرا الرئيس ناصر الخليفي ، اختار الخليفي مدرب بقيمة إنريكي ليصنع توليفة ولا اروع من عناصر مميزة مثل كفاراتسخيليا و ديمبلي وفيتينيا “
وتابع أحمد ثابت محلل الكرة العالمية حديثة الشيق ذاكرا: “حكيمي اصبح ينافس صلاح ومرموش على أفضل لاعب داخل أفريقيا لأنه ثالث عربي يسجل في نهائي دوري ابطال اوروبا بعد صلاح ومتجر ، إنتر أنهى الموسم بشكل كارثي وخاصة حينما تعادل مع لاتسيو في المباراة قبل الأخيرة بالدوري وخسر بنتيجة ثقيلة في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا ، الغرور أصاب لاعبي إنتر بعد تجاوز برشلونة في نصف النهائي ليخرجوا بنتيجة كارثية في النهائي أمام باريس سان جيرمان”

استحق جائزة رجل المباراة النهائية ديزيريه دوي سادس لاعب يسجل ويصنع هدفا في تاريخ نهائي دوري أبطال أوروبا ،كما بات أصغر لاعب يصل لهذا الإنجاز في عمر 19 عامًا و362 يومًا.
واستحق صاحب الثنائية في النهائي جائزة أفضل لاعب شاب في النسخة الحالية من دوري الابطال متقدما على لامين يامال بعد مشاركته في 16 مباراة بدوري الأبطال هذا العام قام خلالهم بتسجيل 5 أهداف فضلا عن تقديم 4 تمريرات حاسمة.
وكان من الطبيعي اختيار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي عثمان ديمبلي لاعب الموسم في دوري أبطال أوروبا بعد مشاركته في 15 مباراة بالبطولة هذا الموسم مسجلا 8 أهداف وصانعا 6 آخرين منهم
تمريرتين حاسمتين في المباراة النهائية.
اليساري الماهر اقنع وأبدع وأمتع خلال الموسم ما يجعله اقرب اللاعبين حتى الآن نحو اقتناص لقب الأفضل في العالم بنهاية العام.
اما من تألق وتعملق فكان المغربي أشرف حكيمي أول لاعب عربي عبر التاريخ يفوز بدوري أبطال أوروبا مع فريقين مختلفين.
افضل ظهر أيمن في العالم حاليا قام خلال النسخة الحالية بتسجيل أربعة أهداف وصنع مثلها ليصبح أول مغربي يسجل في نهائي دوري الأبطال ويتوج باللقب.
شهدت المباراة النهائية أكبر فارق في الأعمار بين تشكيلتين أساسيتين في تاريخ نهائيات دوري أبطال أوروبا حينما دفع الفريق الباريسي بأصغر تشكيلة أساسية في نهائي دوري الأبطال في القرن الحادي والعشرين تبلغ 25 عامًا و96 يومًا لتكون أصغر بـ 5 سنوات و146 يومًا من متوسط أعمار تشكيلة إنتر ميلان (30 سنة و242 يومًا)
كما اضحى إنتر أول فريق يشرك ثلاثة لاعبين على الأقل بعمر 35 عامًا أو أكثر في التشكيلة الأساسية لنهائي دوري الأبطال.
اللافت أن أصحاب القمصان الزرقاء والسوداء يمتلكون خبرة اللعب في المباراة النهائية لدوري الأبطال في سبعة مناسبات لكن نادي العاصمة الفرنسية حطم مقولة “التاريخ له الغلبة” واقتنص اللقب في محاولته الثانية بالمباريات النهائية.
ثلاثية تاريخية ولقب قاري هو الأول له في لائحة شرف أغلى المسابقات الأوروبية ، لقب يُثبت قوّة باريس والعمل المُذهل الذي قام به أنريكي بخلاف إنتر ومدربه إنزاجي الذي تحطمت أصابعه الثلاثة وتحول حلمه الثلاثي الابعاد إلى كابوس خماسي لتتحول امسية الحادي والثلاثين من مايو إلى فيلم مونودراما بعنوان “ليلة بكي فيها تاريخ إنتر”.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.