صواريخ إيران.. من الباليستية إلى الفرط صوتية.. ماذا تملك طهران في ترسانتها؟

0

كتب : محمود أحمد

تتطور الهجمات الإيرانية على إسرائيل بشكل مستمر، فبعد الرد الإيراني الأول على الهجمات الإسرائيلية في 13 يونيو 2025، حولت إيران الصواريخ المطلقة من الصواريخ الباليستية التقليدية إلى الصواريخ الفرط صوتية، زادت الأضرار في إسرائيل بشكل كبير، تحولت مرحلة الحرب من الغلبة إلى التوازن، واستطاعت إيران في وقت قياسي أن تفعل ذلك، ولذلك توجهت الأنظار نحو قدرات إيران الصاروخية، وتصنيف أنواعها.

الصواريخ الفرط صوتية تدهش إسرائيل
في 15 يونيو 2025 أطلقت إيران مجموعة من الصواريخ الفرط صوتية، اسم الصاروخ «حاج قاسم»، وتصل سرعته إلى 12 ماخ، ومداه يصل إلى 1400 كيلومتر. ووفقا لـ «تقارير عسكرية»، يحمل هذا الصاروخ رأسا حربيا وزنه نص طن، وتكمن خطورته في أنه يناور في المرحلة الأخيرة من الهجوم كي يتفادى الدفاعات الجوية، وهذا الأمر ثبت بالفعل في هذه الهجمة على إسرائيل، وتسبب في دمار ضخم وغير مسبوق، حيث نجحت إيران وقتها في استهداف أهم مركز للأبحاث العلمية في إسرائيل، وهو معهد وايزمان Weizmann Institute of Science، وتدمير المبنى بشكل جزئي.
ووفقا للأرقام الرسمية الإسرائيلية، فإن نتيجة الهجمات الإيرانية على إسرائيل، كانت 7 قتلى، وأكثر من 200 مصاب، و35 مفقود تحت الأنقاض، ولكن تقديرات الصحافة العالمية تشير إلى أن الأرقام أكبر من ذلك بأضعاف.
ووفقا لآخر التحديثات، شنت إيران في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين 16 يونيو 2025، شنت إيران هجمة جديدة بالصواريخ البالستية على إسرائيل، وأشارت التقديرات إلى أن الهجمة الإيرانية الجديدة هي الأوسع حتى الآن، حيث سقطت صواريخ في تل أبيب وحيفا. كما ذكرت هيئة البث العبرية أنه توجد إصابات خطيرة وربما قتلى في تل أبيب نتيجة انهيار مبان. وفي المقابل أعلن الإسعاف الإسرائيلي عن تلقي عدة بلاغات في المنطقة الوسطى ومنطقة الساحل.

مراحل تطور البرنامج الصاروخي الإيراني
في الثمانينيات وخلال حربها مع العراق، كان إيران تعتمد على صواريخ سكود السوفيتية الصنع، ولكن مع مرور الوقت، وبسبب العقوبات الدولية، اضطرت إيران إلى تطوير قدراتها الذاتية، استفادت فيها من الهندسة العكسية والمساعدة الخارجية خاصة من كوريا الشمالية في المراحل المبكرة، ولكن اليوم، تعد إيران واحدة من الدول القليلة التي تمتلك قاعدة تصنيع محلية واسعة للصواريخ.

الصواريخ الباليستية
تُشكل الصواريخ الباليستية العمود الفقري للترسانة الصاروخية الإيرانية، وهي مصممة لضرب أهداف ثابتة على مسافات بعيدة، وتتنوع هذه الصواريخ كالتالي:

  • صاروخ شهاب-3، الذي يُعد من أقدم الصواريخ الباليستية الإيرانية المتوسطة المدى، ويُعتقد أنه مستوحى من صاروخ نودونغ الكوري الشمالي، الذي يتراوح مداه بين 1300 إلى 2000 كيلومتر، مما يضعه في مرمى إسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة، وفقا لوسائل إعلام عالمية.
  • صاروخ قدر، هو نسخة محسنة من صاروخ شهاب-3، ولكنه مداه حيث يصل إلى 1600-1950 كيلومتر، وله قدرة عالية على المناورة أثناء إعادة الدخول، مما يجعل اعتراضه أكثر صعوبة.
    وبالنسبة لـ صاروخ «عماد»، فهو صاروخ باليستي دقيق التوجيه، يمثل خطوة مهمة نحو صواريخ أكثر دقة، ويصل مداه إلى حوالي 1700 كيلومتر.

ومن بين الصواريخ وأقواها، صاروخ «سجيل»، الذي يُعد من أبرز الصواريخ الإيرانية العاملة بالوقود الصلب، حيث يتجاوز مداه 2000 كيلومتر، ويوفر وقت رد فعل أقصر.
ولا يمكن تناسي صواريخ «فاتح-110» وعائلتها، والتي هي سلسلة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى التي تعمل بالوقود الصلب، وتُعرف بدقتها العالية، ويتراوح مداها من 300 إلى 500 كيلومتر، وتم تطوير نسخ مختلفة منها بدقة محسنة «مثل فاتح-313، ذوالفقار»، وفقا لوسائل إعلام عالمية.
وفي نهاية الصواريخ الباليستية يأتي صاروخ «خيبر شكن»، الذي كشفت عنه إيران في عام 2022، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب، ويتميز بوزنه الخفيف وبقدرة العالية على المناورة، مما يزيد من قدرته على التغلب على الدفاعات الجوية، ويبلغ مداه نحو 1450 كيلومتر.

الصواريخ المجنحة «كروز»
وبالنسبة للصواريخ المجنحة «كروز»، فطورت إيران صواريخ كروز، التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وتتبع مسارات يمكن تغييرها، والتي تتميز بأنها أقل عرضة للاكتشاف بالرادارات التقليدية، وفي عام 2019 كانت إيران كشفت عن صاروخ «هويزة»، وهو صاروخ كروز أرض-أرض يصل مداه إلى 1350 كيلومتر، لتأتي بعدها وتكشف عن صاروخ باوه في عام 2023، وهو صاروخ كروز جديد يصل مداه إلى 1650 كيلومتراً، وفقا لوسائل إعلام إيرانية.

الصواريخ الفرط صوتية
وفي نوفمبر 2022، أعلنت إيران أنها طورت صاروخاً فرط صوتي باليستي يُدعى «فتاح»، وذكرت أنه قادر على اختراق جميع أنظمة الدفاع الجوي، وفي يونيو 2023، كشفت عن «فتاح-2»، الذي وُصف بأنه صاروخ باليستي انزلاقي فرط صوتي «HGV» أو صاروخ كروز فرط صوتي (HACM).

الصواريخ الجوية والصواريخ المضادة للسفن
وتكتمل الترسانة الصاروخية الإيرانية بـ الصواريخ المضادة للسفن، مثل «نور» و«قدير» و«أبو مهدي» التي تُستخدم لاستهداف السفن في الخليج العربي ومضيق هرمز، ومن المهم التنويه أن هذه الصواريخ تُشكل تهديداً كبيراً للملاحة البحرية.
أما بالنسبة للصواريخ الجوية «جو-جو» و«جو-أرض»، فطورت إيران نسخاً محلية من صواريخ «جو-جو» و«جو-أرض» لطائراتها المقاتلة، وإن كانت قدراتها محدودة مقارنة بالقوى الجوية الكبرى.

التأثير الإقليمي للترسانة الصاروخية الإيرانية.. إلى أين المصير؟
تُشكل الترسانة الصاروخية الإيرانية تحدياً كبيراً للأمن الإقليمي والدولي، وتُثير مخاوف كبيرة لدى إسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج، فهي تُمثل أداة للضغط والتأثير في المنطقة، وتُعقد أي جهود دبلوماسية للحد من التسلح، أما بالنسبة لحربها مع إسرائيل فهي تضع إسرائيل في موقف صعب، وتجعلها يوما بعد يوم مضطرة للتلويح إلى حلفائها بأنها أصبحت على حافة الهاوية، وأنها تحتاج الدعم الشامل، وبالتالي يتوقع أن يؤدي ذلك إلى حرب عالمية، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية أكبر وأقوى داعم في موقف أصعب هي الأخرى، حيث أنها إذا دخلت الحرب، فستضطر إلى جعل مصالحها العسكرية في الخليج، وقواعدها الضخمة في قطر، في مرمى النيران الإيرانية، وبعبارة أبسط «التضحية بها»، ويتضح هذا الأمر من الانتقادات الموجهة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وقيادات الجيش الأمريكي، إلى إسرائيل بعد ضربها موقع نفطي إيراني على بُعد حوالي 200 كم من قطر، ولذلك يكمن الوصف للوضع الحالي في: «الحيرة تزيد يوما بعد يوم، وكل شيء متوقع، ولا يمكن الجزم بأي احتمال».

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.