عضو لجنة الفتوى يوضح: هل تأخر الزواج سببه السحر

كتبت: بسنت السيد خاص
حلم الزواج يراود كل شاب وفتاة ،لكن الرياح دائما لا تأتي بما تشتهي السفن ،حيث تتساءل الكثيرات ولاسيما الفتيات ممن تأخر زواجهن عن أسباب تعطيل الزواج ، وهل له علاقة بالسحر؟

على الرغم من توفر كل مقومات الزواج ،إلا أن الحلم بالزواج لا يتم لأسباب مجهولة ،كفسخ العقد أو الخطبة لمسببات تافهة مما يثير تساؤلات حائرة حول وجود سحر أو أعمال بتعطيل الزواج ،خاصة بعد إنتشار برامج على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعي ،تستدرج البعض بدعوى،فك الأعمال وحرق السحر وفك تعطيل الزواج ،فما حقيقة علاقة السحر بتأخر الزواج ، على الرغم من تحقق معظم شروط الزواج كالسن المناسب ، والتمتع بالجمال والخلق الحسن والنسب الطيب ،إلا أن البعض يرجح أن يكون وراء تأخر الزواج ، علاقة بأعمال السحر فما هو رأى فضيلة الدكتور عطية لاشين عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف وأستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في هذا الأمر؟

يقول الدكتور عطية لاشين عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في حديثه ل”نافذة الشرق” “بعد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى في القرآن الكريم :”وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم”٠
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي روت عنه كتب السنة حيث قال “لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب “

وتابع، فضيلته قائلا: “فإن الله قال في القرآن مطمئناً كل إنسان خاصةً من كانت له حاجة يطلبها ،ومصلحة ينشدها :”إنا كل شيء خلقناه بقدر”٠
وقال سبحانه :”الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار “.
وأضاف ، وقال وهو أصدق قائل :”ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم”٠
وأوضح أستاذ الفقه المقارن:” إن تفكير الفتيات في الزواج بفتى الأحلام أمر طبيعي، وشيء بديهي حيث إنه من الطبيعي أن تفكر كل فتاة في الزواج بمن ترغبه ،لكن ينبغي ألا يأخذ هذا التفكير أكثر من حجمه فيكون شغلك الشاغل، وهمك الأوحد الذي تنامين وتستيقظين عليه وتحبطين وتيأسين وتقنطين، إذا لم يأت كما تريدين .
وأشار، لاشين ،في الوقت الذي ترغبين فإن الأمور كلها ومنها الزواج تجري بمقادير ،ليس ذلك في علمي ولا علمك ولا في علم أي مخلوق ،ولو كان ملكا مقرباً أو نبيا مرسلاً بل ذلك في علم من قال عن نفسه :”قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله “.

وأفاد الدكتور عطية في حديثه للموقع ،أنه بالنسبة لإشكالية تأخير الزواج ،ومرده إلى شيء آخر غير علم الله وإذنه ،وإرادته ومشيئته أمر مخالف لما جاء في الشرع الحكيم ٠ مؤكداً أنه لا داعي لليأس والإحباط ،ولا داعي للاعتقاد والركون إلى هذه الأوهام فإن الركون إليها والاعتقاد فيها حرام.

وتابع قائلا:” فالسحر وإن كان حقيقة جاء بها القرآن إلا أن الساحر لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعاً ولا يستطيع بسحره أن يمنع أمرا أراده ،وقضى به الإله ألم يقل الله في القرآن :”وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله”

وأكد الدكتور عطية لاشين على ضرورة الاستعانة بالصبر والصلاة ،وذكر الله وقراءة القرآن وخاصة قصار السور مثل الإخلاص والمعوذتين ،وآية الكرسي ،بالإضافة إلى ترديد بعض الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،ومنها “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق “٠ثلاث مرات وكذلك ترديد”أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وكل عين لامه ” ثلاث مرات.

وأوصى الدكتور عطية لاشين عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف وأستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في ختام حديثه للموقع بالإكثار من صلاة ركعتين بنية قضاء الحاجة ، علاوة على الإعتصام بالله والإلتجاء إليه وتقواه حيث قال الله جل وعلا :”ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه “.