فجر جديد يمحي ظلام الدولار بالتعاملات الاقتصادية المصرية الصينية.. خبير اقتصادي يوضح (خاص)

12

كتب: هشام عامر
في ظل عالم كبير تتشابك فيه المصالح المختلفة وخاصة الاقتصادية، وتتغير خريطة القوي العالمية، تبرز العلاقة مابين الصين ومصر كنموذج استراتيجي واعد ومؤثر، وخاصة في مجال تبادل العملات، حيث “الدولار” السيد الأوحد في مجال التجارة العالمية، استيقظ العالم علي الجنية واليوان وهم يقلبان الموازين ويفتحان أبواب تبادل العملات الدولية تهميشاً للدولار وتفكيكاً لهيمنته علي الاقتصاد العالمي.
إن مصر بفضل سياستها الحكيمة والرؤية الثاقبة والمستنيرة لقيادتها السياسية، تتجة بخطوات ثابتة نحو تنوع أدواتها المالية والاقتصادية ومصادر تمويلها، وهذا التوجه الاستراتيجي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج فهم عميق لضرورة فك الارتباط بأسعار الصرف الموحدة وفتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي المستدام، خاصة بإنضمامها إلي التكتل الاقتصادي الواعد ” البريكس” والذي يعد منصة قوية لدعم المبادلات التجارية بالعملات المحلية وتقليل الإعتماد علي العملات الأجنبية خاصة الدولار.
وفي حوار خاص لـ”نافذة الشرق” وضح الخبير الإقتصادي الدكتور “أحمد خطاب” عضو مجلس الأعمال المصري الكندي والخبير الإقتصادي، كيف ستطبق آليات المقايضات داخل النظام المصري، مشيراً بأن مصر والصين من الدول المشاركة وأعضاء في البريكس، وهو الذي من ضمن أهدافه أن يتم تسوية المعاملات التجارية مابين البلاد الأعضاء بالعملة المحلية، أي تسوية العملة مقابل العملة في التعامل الاقتصادي أو إما بنظام المقايضة، وذلك التعامل سوف يقلل خروج العملات الأجنبية من البلد، وتقوية حجم التبادل بين الدول الأعضاء.


بالإضافة إلي ذلك الصين ضخت أرقام كبيرة في المنطقة اللوجيستية التابعة لقناة السويس والمسماه بالمنطقة الصينية، وذلك بجانب مشروعات تجميع السيارات داخل مصر ومشروعات في الطاقة وفي التمويل العقاري وغيرها من المجالات مما أدي إلي زيادة الثقه بين البلدين.
وبسؤاله عن هذا التبادل هل يعد خطوة جوهرية نحو تقليل الاعتماد على الدولار؟ صرح “خطاب قائلاً: بالتأكيد هي كذلك فما ذكرناه من تعاون بين البلدين يقلل الضغط علي الدولار ، ونحن نري الآن هبوط سعر الدولار أمام سلة تعاملات العالم إنخفض بنسبة 10٪ ليس في مصر فقط، وذلك شئ إيجابي حيث يتحول العالم من القطب الأوحد في التعامل مع أمريكا إلي التنوع في التعاملات.
هل هناك جدول زمني واضح لتوسيع آلية التبادل باتجاه دول أخرى، غير الصين؟ أشار الخبير الاقتصادي إلي أنه بالنسبة للتعامل مع بقية الدول وتكوين الشراكات، فبنسبة تقديرية نتحدث في 5 أعوام علي الأقل حتي يشعر المواطن بتأثير هذا التعاون، كما ننوّه علي أن المنتج الصيني حالياً في مصر هو الأوسع انتشاراً ،والأسرع تحديثاً، وحالياً كل خمس سنوات تبطل الموديلات وتنشئ الأحدث والأحدث.
وفي سياق متصل أكد “خطاب” أن سيطرة الدولار خلال السنوات القادمة سوف تضعف، نظراً لتطلع الدول إلي التبادل في العملة بالتأكيد سيضعف ولكن ليس بالشكل السريع خاصة، بأن الصين تتجنب التعاون مع أمريكا بسبب الرسوم الجمركية المرتفعه التي يقوم بفرضها “ترامب” في الوقت الحالي، فبالتالي لجأت الصين إلي تعويض حصتها السوقية التي كانت في الولايات المتحدة الأمريكية بالاستثمار في افريقيا، ومصر كونها دولة عظمي واستثمارية في افريقيا وخاصة شمال افريقيا فكان لها نصيب كبير من التعاون الصيني، وتأكيداً لذلك منذ أكثر من شهرين أكد الرئيس “السيسي” علي رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لتدعم الاستثمار المباشر للصين داخل مصر.
أما عن أثر استخدام اليوان على احتياطي النقد المصري، فأوضح الدكتور “أحمد خطاب” بأنه سيؤثر ولكن بشكل إيجابي، حيث يرفع سعر الجنية المصري ويقلل من سعر الدولار، وسوف يحل مشكلة بيننا وبين الدولار كانت أزلية، مشيراً إلي أن احتياطي الدولار في البنك المركزي أصبح 140 مليار دولار، بعد أن كان 35 مليار، كما أن السوق السوداء في البلد لن يكون لها طلب علي الدولار كما كان من قبل.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.