فهد باقطيان في حوار خاص لـ«نافذة الشرق»: الذهب العربي على طريق العالمية.. ونحتاج لهوية موحدة تنافس الإيطالي والسويسري
محمد صفوت
أينما ذَهَبَ حصد الذَّهَب ، و في أي مكان ذَهَبَ سألوه عن الذهب ، ولأنه خبير الذهب المتميز جدا عالميا وعربيا فقد حصد الإعجاب والتكريم والإشادة والأحترام الذي يوازي معنويا الذهب لمبادراته الإنسانية الملموسة في دعمه ورعايته لمرضي السرطان بجمهورية مصر العربية كما لا تنسى مساهمته المتميزة كراعي رسمي لأكبر مهرجانات الموضة والأزياء في مصر مهرجان إيجي فاشون Egy Fashion الذي ينظمه خبير المهرجانات الدولية أحمد العزبي وذلك قبل أيام في العاصمة المصرية القاهرة.
لذلك انتهزنا هذه الفرصة لعمل حوار حصري مع خبير الذهب فهد بن مبارك بن سعيد باقطيان ، عضو الاتحاد الدولي للأمم المتحدة، وسفير النوايا الحسنة والسلام لصناعة الذهب والمجوهرات على النحو التالي:
- كيف ترى الاختلافات بين سوق الذهب في مصر والسعودية من حيث الصناعة وطريقة التصنيع والتوجهات الاستثمارية؟
الأسواق الذهبية في مصر والسعودية لكلٍ منها طابعها الفريد. في مصر، الصناعة قائمة على الحرفية والتاريخ العريق، فهناك أيدي عاملة بارعة تنقل فنوناً عمرها آلاف السنين. بينما في السعودية، نلحظ تطوراً نوعياً كبيراً مدفوعاً برؤية المملكة 2030، حيث يتم الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والتصاميم المبتكرة. من حيث التوجه الاستثماري، المصري يميل إلى اقتناء الذهب كملاذ آمن وأداة للادخار، أما في السعودية فهناك اهتمام أكبر بالعلامات التجارية والتصميم الفاخر، إلى جانب الوعي الاستثماري في السبائك والعملات. - البعض يرى أن المصريين يتعاملون مع الذهب كـ “ملاذ آمن”، بينما في السعودية يوجد اهتمام أكبر بالتصميمات الفاخرة، هل تتفق حضرتك مع هذا الرأي؟ ولماذا؟
نعم أتفق، وهذا نابع من الثقافة الاقتصادية لكل بلد ، في مصر بحكم الأوضاع الاقتصادية المتقلبة تاريخيًا، أصبح الذهب بمثابة خزينة تحفظ القيمة ومصدر أمان للأسر ، أما في السعودية، فالاستقرار المالي والنمو الاقتصادي خلق مساحة أوسع للاهتمام بالجانب الجمالي والتصميمي للذهب. لذلك ترى الاتجاه هناك أكثر نحو المجوهرات الراقية والتنوع في الصياغات - هل ترى أن هناك وعي استثماري كافٍ في مصر والسعودية بخصوص الذهب؟ أم ما زال الأمر يحتاج لتوعية أكثر؟
الوعي الاستثماري تطور كثيرًا في السنوات الأخيرة، لكن لا يزال هناك حاجة لتكثيف التوعية، خصوصًا فيما يتعلق بالفروق بين شراء الذهب للزينة، والاستثمار في السبائك أو العملات الذهبية. هناك مفاهيم خاطئة منتشرة، ويجب على الجهات المعنية والقطاع الخاص تقديم برامج تثقيفية للمستهلكين سواء في مصر أو السعودية، لأن الذهب ليس مجرد زينة بل أداة استثمار طويلة الأمد. - عن الصناعة والتصميم: مصر معروفة بالحرفيين المهرة، والسعودية تطور صناعاتها وفقًا لرؤية 2030.. هل ترى أن هناك مجالاً لتكامل بين السوقين؟
بكل تأكيد، بل إنني أؤمن أن التكامل بين السوقين يمكن أن يصنع علامة ذهبية عربية قوية. الحرفية المصرية العريقة إذا امتزجت بالدعم اللوجستي والتكنولوجي السعودي يمكن أن تُنتج علامة عربية تنافس عالميًا. يمكن إقامة مشروعات مشتركة، ورش تدريب، ومعارض عربية موحدة تعرض المنتج العربي بجودة عالمية. - هل عندك خطط لدعم شباب المصممين أو تدريب كوادر جديدة في السوقين؟
نعم، أحد أهم أهدافي في المرحلة القادمة هو بناء جسر للتنمية البشرية بين مصر والسعودية في مجال الذهب. أعمل على مبادرة لتدريب المصممين الشباب، سواء عن بُعد أو عبر ورش عمل ميدانية، تشمل التصميم، التسويق، والتعامل مع الأسواق الدولية. نحتاج لصناعة جيل جديد من المصممين يكون على دراية بالحرفية والتراث، وأيضًا يفهم التكنولوجيا والاتجاهات العالمية. - عن التصدير والأسواق الدولية: هل الذهب المصري أو السعودي قادر على المنافسة في السوق العالمي؟ وماذا ينقص اسم “الذهب العربي” ليكون علامة معروفة مثل الإيطالي أو السويسري مثلاً؟
الذهب المصري والسعودي يمتلك الجودة، والتنوع، والمهارة، لكن ما ينقصنا هو “العلامة التجارية” الواضحة والتسويق الموحد. السوق العالمي لا يرحم، ويعتمد على الترويج والهوية البصرية. علينا أن نخلق هوية للذهب العربي، شعار موحد، مشاركات دولية فاعلة، وربما مؤسسة تجمع المنتجين العرب وتضع معايير وضمانات جودة موحدة. إذا تحقق ذلك، فإن الذهب العربي سيكون له شأن عالمي كما هو الحال مع الذهب الإيطالي والسويسري. - ختاماً، ما رسالتك من خلال هذا اللقاء؟
رسالتي هي أن الذهب العربي ليس فقط منتجًا، بل حضارة وتاريخ وهوية، ويجب أن نُقدّمه للعالم بهذه الروح. التعاون بين الدول العربية في هذا القطاع يمكن أن يصنع الفارق، وأدعو الجميع من مستثمرين وصناع قرار إلى دعم هذه الرؤية.
فهد بن مبارك بن سعيد باقطيان خبير في تجارة وصياغة الذهب ، يتمتع بخبرة تتجاوز 15 سنة ، واكتسبها بالوراثة من والده الشيخ مبارك سعيد عبيد باقطيان رحمه الله .
وتمكن فهد من مواصلة التقدم الذي حققه والده خلال الخمسين العام الماضية ليصبح أحد أعمدة صناعة الذهب والمجوهرات في المملكة العربية السعودية .
الدكتور فهد مبارك باقطيان عضو الاتحاد الدولي يُعد أحد الأعضاء البارزين في الاتحاد، وفي انتظاره منصبا مهما لجهوده العالمية ولمبادراته التي لاقت حضورا وزخما كبيرا خاصة دعمه ورعايته لمرضي السرطان بجمهورية مصر العربية.
في نهاية حوارنا يظهر إفتقاد المواطن المصري نوعا ما للثقافة المصرفية ويظهر ذلك في الابتعاد عن السندات والأسهم المالية مقابل شراء الذهب كما أن السياسة الأمريكية في المرحلة القادمة تتجه نحو المرونة والعدول عن قرارات الرسوم الجمركية وهدوء الأسواق لذا قد يكون الذهب الملاذ الآمن ولكنه ليس الملاذ الدائم , وبالتأكيد فأن صناعة الذهب وصلت في الوطن العربي عامة والسعودية خاصة إلى مستويات متميزة من الأبتكار أملا في المنافسة العالمية الشرسة للغاية
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.