قتل وحرق وإتلاف ممتلكات بسبب فسخ الخطوبة

ومن الحب ماقتل .. تخلصوا من حياتهم بطرق غريبة .

كتبت : إيمان مهران

فرحة الخطوبة هى أجمل إحساس يشعر به الشباب عندما يتخذون هذه الخطوة مع من أختاره القلب ، ولكن قد ينقلب هذا الإحساس وهذه المشاعر الجارفة تحت مسمى الحب عند إنتهاء العلاقة بأى حال من الأحوال سواء بالفراق والأتفاق على ذلك ، وفى هذه الحالة قد يكون أحد الطرفين رافض للفكرة من الأساس ، ففكرة الفراق بالنسبة له كفراق الروح من الجسد ، لايقبلها ولا يريد تصديقها لذا قد يتعرض لحالة نفسية سيئة أو الدخول فى مراحل الأكتئاب ، والتى تنتج منه شخص غريب هو نفسة لايعرفه ، يقوم بالتهديد والاتلاف والقتل لغيره أو إيذاء نفسه.
ففى هذا التقرير نرصد بعض من هذه الحالات خلال فترة قصيرة تعرضوا لمثل هذه التجارب ليس إلا للموعظة والإرشاد بعدم القدوم على مافعلوا لأن مصيرهم فى النهاية لايتحملها أحد.
قتل حماته بالشرقية
داخل قرية صغيرة أسمها كفر صقر بمحافظة الشرقية قام الشاب عبد الرؤف 25 سنه بإطلاق النار على حماته أثناء سيرها بالطريق العام ، بعد أن قامت برفض العودة إلى خطيبته أبنتها ، فقام بإستئجار سلاح من أحد أصدقاؤة وقتلها ، أمام مرأى ومسمع المارين بالشارع ، جاء البلاغ إلى المباحث وتولت النيابة التحقيقات أثناء تواجد الأم بمستشفى الزقازيق الجامعى وهى فى حالة خطر ، ولكنها لاقت حتفها بعد عدة ساعات وهى تصارع الموت ، فقررت النيابة حبس المتهم وتحرير المحضر رقم 3522 لسنة 2025 جنح كفر صقر ، وحبس المتهم لمثولة أمام القضاء بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد .

تتخلص من خطيبها بمساعدة عشيقها
بقرية غنام التى تقع بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية ، أقدمت فتاة قاصر وتدعى أميرة وهى بالمرحلة الثانوية بالتخلص من خطيبها إسلام سعد لطفى والذى يبلغ 22 عاما بمساعدة عشيقها وذلك لرفضها إستكمال الخطبه ، أستدرجا المتهمان المجنى عليه وقاما بالتعدى عليه بالضرب ثم طعنه عدة طعنات نفذة أودت بحياته ، وعند إكتشاف الجثه من جانب رجال مباحث مركز السنبلاوين تم نقلها إلى مستشفى السنبلاوين العام وإيداعها داخل المشرحة وإنتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثه وإكتشاف أسباب وتوقيت الوفاة .

حبة غله أنهت حياته
تخلص شاب من حياته بالمنيا بتناولة حبه الغله وهى المعروفة بالحبه القاتله ، وذلك داخل منزلة بقرية سمالوط بعد أن تركته خطيبته التى تعلق بها لحد الجنون ، وقد أكد أهل المتوفى أنه كان يمر بأزمة نفسية صعبه فور الأنفصال عن خطيبته ، وقام على الفور نقل الجثمان الى مستشفى سمالوط النموذجى ، وكشف تقرير الشرعى المقدم إلى النيابة أن الشاب قام بالتخلص من حياته بأستخدام حبه الغله القاتلة داخل منزلة ، وأصيب بعدها بهبوط حاد فى الدورة الدموية وتوقف القلب والتى أودت بحياته على الفور ، وإصدار تصريح بدفن الجثه .

رمى نفسة من البلكونه
وفى واقعه أخرى بمدينة نصر أقدم شاب فى العقد الثالث من عمره على إنهاء حياته بالقفز من الدور الخامس بمدينة نصر بعد خلافات مع والدة ورفض الأخير عودته إلى خطيبته ، فقرر الأنتقام من رفض والدة بطريقة
جنونية أودت بحياته .

حب حتى نهاية العمر
وفى حادثه نادرة من نوعها قامت الطالبة حبيبه عبد العاطى عبد الجواد بالتخلص من حياتها حزنا على حادث وفاة خطيبها والمقيمة بقرية الحلواصى بمركز أشمون بمحافظة المنوفية ، وذلك بتناولها حبه الغله القاتله ، بعد مرورها بأزمه نفسية شديدة طبقا لتصريحات أهلها ، فلم تتحمل حزنها على خطيبها الذى لاقى حته أثناء حادث سير ، فقررت اللحاق به .

تفسير علم النفس
وكان لابد أن نجد لهذه التصرفات تفسيرا نفسيا حتى نستطيع أن نضع أيدينا على المشكلة ومحاولة إيجاد الحلول لها ، فكان علينا التحدث مع الدكتور خليل فاضل أستاذ الطب النفسى والذى أكد انه على إثر هذه الحوادث التى يقدم عليها هؤلاء الشباب فمنهم من لايحتمل فقدان عزيز ويقرر فى لحظة التخلص من حياته ، ومنهم من يقوم بقتل هذا الشخص الذى أبتعد عنه فجأة ، فيأتى تفسير علم النفسى كمحاولة لفهم وتوضيح شخصية ونفس الشخص أثناء فترة الحزن والألم ، فيفسر علم النفس الحالة التى يمر بها الشخص الحزين على شخص آخر بفقدانه أو خسارته ، بأنه غالبا مايقع الشخص تحت تأثير صدمه قوية وتكون هذه مرحلة الأكتئاب وتكون إما بعدم تصديق ماحدث وهو الفقدان لهذا الشخص أو مرحلة الغضب الشديد وتكون كل الحالات تحت تأثير الصدمة ، وعلى أساس هذه الحالة يكون التصرف المفاجىء من الشخص المصدوم ، فهناك من يقوم بالأنتحار تحت تأثير هذه الصدمة وهناك من يقرر التخلص من حياة الشخص الذى تركه وأبتعد ، بالقتل أو إتلاف ممتلكاته أو التدمير لأى شىء ..

كيف أساعد من فقد شخص متعلق به ؟
أشار علم النفس أنه يمكن مساعدة من يمر بمراحل حالات الأكتئاب أو الحزن بأننا لايجب بأى حال من الأحوال إجباره على التحدث ، فهى الخطوة الأولى والأهم لمساعدته ، ولابد إعطاءة الأمان لكى يتحدث بنفسة ويريد ذلك ، كما يجب فهم أسباب الحزن وتجب نهائيا الأستهزاء أو الأستهتار بالمشاعر التى يشعر بها ، أو أنه المخطىء وغير ذلك من المشاعر السلبية ، وعندما يستجيب لأحدى الطرق التحدث أو البكاء يجب على الفور محاولة تغيير المكان الذى يتواجد به ، فغالبا هذا المكان هو الذى عاش به الذكريات الجميلة مع من كان يحب ، لذا حرص الطب النفسى على دعم الشخص الحزين أو المكتئب والذى يمر بضائقه نفسية أو كبت مشاعر لابد من إخراجها ، فهم يحتاج إلى دعم شخص بجواره يثق به ويتحدث معه لإيجاد حل للخروج من أزمته التى يعانى منها .
الخط الساخن للدعم النفسى
خصصت وزارة الصحة والسكان الخط الساخن للأمانه العامه للصحة النفسية وذلك لتلقى الأستفسارات النفسية والمساعدة بالدعم الفنى لمن لديهم مشاكل نفسية أو رغبه فى الأنتحار وذلك من خلال الأرقام 0220816831 / 08008880700.

الحبس ١٠ سنوات
وفقا لقانون العقوبات فى جرائم الأعتداء اللفظى أو الجسدى ، فتقول المحامى أحلام الجهنى أنه بالنسبة اعتداء اللفظى فى أى مكان سواء فى الطريق العام أو أى مكان آخر فهو أمام القانون يعد جريمة يمكن رفعها إلى الشرطة والمحكمة الجزئية وغرامة مالية ، أما بالنسبة اعتداء الجسدى سواء بالضرب أو بترك عاهات مستديمة جسدية فعقوبتها تصل إلى ١٠ سنوات مع الشغل والغرامة التى يحددها القاضى ردا لأعتبار المجنى عليه .
أما الاعتداء بالقتل العمد فهو عقوبته الأشغال الشاقة المؤبدة أو الإعدام فى معظم الأحيان .
لان إزهاق الروح البشرية أمام القضاء الدنيوى أو القضاء أمام الله فهو كبرى الجرائم التى حرمها الله ويجرمها المجتمع لذا فهى تتحتم أقصى العقوبات الجنائية كما حددها القانون تبعا للمادة رقم ٢٣٤٤ من قانون العقوبات

وفى نهاية الحديث فإننا لابد أن نرشد بأن الدين الإسلامى شدد على عقوبة من يفكر فى إيذاء نفسة البشرية التى هى أمانة بين يدية ، بأى طرق أو شكل من الأشكال ولابد من العودة إلى الله فى أى أمر من أمور حياتنا وأن نتضرع إليه ونناجيه حتى نمر بمثل هذه الأزمات النفسية الصعبه ، ومن جانب آخر أكد الشيخ محمد أبو بكر الداعية الأسلامى أننا لابد ألا نحكم أنفسنا كقضاه لمن يقوم بالأنتحار ولايمكننا أن نقول أنه دخل الجنه أو النار فأمر المنتحر إلى الله شأنه شأن العاصى الذى عصى الله ، فإن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه .