
قراءة في الإتجاهات والمنصات والمحتوى السياسي.. كيف يتفاعل المصريون رقميًا مع إنتخابات مجلس الشيوخ 2025؟
الدكتورة راندا رزق: الهيئة الوطنية أطلقت حملات توعية الكترونية على منصاتها الرسمية
الدكتور معتز الشناوى: السوشيال ميديا تحولت من وسيلة ترفيه إلى ساحة سياسية حقيقية
كتبت بسنت السيد (خاص وحصرى)
مع اقتراب موعد إجراء إنتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025في الداخل المصرى، يرصد الباحثون في الاعلام والسياسة ملمحا جديداً ألا وهو الدعاية الانتخابية عبر منصات التواصل الإجتماعي.
في ظل تصاعد الإعتماد على المنصات الرقمية ووسائل التواصل الإجتماعي، تأتى إنتخابات مجلس الشيوخ 2025 كفرصة لدراسة سلوك الناخبين الرقمي وردود أفعالهم تجاه الحملات والدعاية والمشاركة السياسية عبر الإنترنت.
وترصد ” نافذة الشرق” من خلال القائمين على رصد ومتابعة العلمية الانتخابية؛ لنبحث ونحلل كيف تفاعل المصريون مع المنصات الرقمية ، في محاولة للإجابة على تساؤلات حول أكتر المنصات التى يستخدمها المصريون في متابعة أخبار المرشحين؛ لمعرفة هل السوشيال ميديا أصبحت بديلا عن الندوات والمؤتمرات التقليدية ؟وماهى أشكال الدعاية الإنتخابية على السوشيال ميديا ؟
وهل يستخدم المرشحون إعلانات ممولة وما حجمها؟هل هناك بالفعل صفحات تهدف التأثير في التصويت أم تروج لأجندات معينة؟هل الهيئة الوطنية للإنتخابات لديها حملات توعية على الإنترنت؟
سنحاول في السطور التالية أن نجيب عن هذه التساؤلات من خلال الحوار التالي
وفي حديث خاص وحصرى ل “نافذة الشرق” تقول الدكتورة راندا رزق أستاذ الإعلام التربوي بجامعة القاهرة وعضو اللجنة العليا لرصد الأداء الإعلامي: “السوشيال ميديا أصبحت ساحة رئيسية للدعاية الانتخابية، وتحليل سلوك الناخب الرقمي أولوية إعلامية، لافتة إلى أنه مع اقتراب التصويت في الداخل لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، تزداد أهمية فهم طبيعة التفاعل الرقمي للمواطنين مع الحدث، خاصة في ظل تصاعد دور وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للتأثير السياسي والمشاركة الانتخابية.
وفي هذا السياق، تؤكد الدكتورة راندا رزق، أستاذ الإعلام التربوي بجامعة القاهرة وعضو اللجنة العليا لرصد الأداء الإعلامي، أن الفضاء الرقمي أصبح مسرحًا مفتوحًا للدعاية الإنتخابية وتحليل توجهات الجمهور، مشيرة إلى تحولات لافتة في المنصات المستخدمة، وأشكال المحتوى، ونمط التفاعل السياسي الإلكتروني في الشارع المصري..من خلال الحوار التالي
ماهى أبرز المنصات الرقمية التي يتابع عبرها المصريون أخبار المرشحين؟
تقول د. راندا رزق: “المنصات الأكثر استخدامًا في مصر حاليًا لمتابعة الحملات الانتخابية هي فيسبوك، يليه تيك توك، ثم إنستجرام، بالإضافة إلى واتساب كمصدر لتبادل الأخبار والمقاطع المصورة. فيسبوك يظل الأوسع تأثيرًا نظرًا لشريحة مستخدميه الكبيرة، لكنه ليس الوحيد، بل بدأ يظهر دور متزايد لمنصات الفيديو القصير في التأثير على الفئات العمرية الأصغر سنًا.”
هل أصبحت السوشيال ميديا بديلًا للندوات والمؤتمرات؟
توضح رزق : “بالفعل، في كثير من الحالات أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تُستخدم كبديل عملي وأقل تكلفة للتفاعل مع الناخبين، خاصة في المحافظات الكبرى والعواصم. مشيرة إلى أن كثير من المرشحين يعتمدون على اللايفات، البث المباشر، والجروبات المحلية للوصول للناخب دون الحاجة إلى تجمعات تقليدية.”
ماشكل الدعاية الانتخابية على السوشيال ميديا هذا العام؟
تجيب عضو اللجنة العليا لرصد الأداء الإعلامي قائلة: “الدعاية الرقمية باتت أكثر احترافية، نشهد تصميمات مرئية، فيديوهات قصيرة، مقاطع تعريفية بالبرامج الإنتخابية، واستخدام المؤثرين المحليين، هناك أيضًا إتجاه لاستخدام لهجات عامية والمحتوى البسيط لجذب فئات غير تقليدية من الجمهور.”
هل يستخدم المرشحون الإعلانات الممولة؟ وما حجمها؟
تجيب عضو اللجنة العليا لرصد الأداء الإعلامي قائلة : “نعم، الإعلانات الممولة أصبحت عنصرًا أساسيًا في الخطط الدعائية، خصوصًا على فيسبوك وإنستجرام. ولكن تختلف الميزانيات من مرشح لآخر؛ فهناك حملات مرصودة تتخطى يوميًا آلاف الجنيهات، مشيرة إلى أن بعض المرشحين الشباب يستخدمون أدوات التحليل لاستهداف دقيق للجمهور حسب المنطقة والفئة العمرية.”
هل هناك صفحات إلكترونية تهدف للتأثير على التصويت أو تروج لأجندات معينة؟
وتحذر رزق قائلة “بالفعل، هناك بعض الصفحات والمحتويات التي تحمل توجهات دعائية غير معلنة أو تستهدف تشويه بعض المرشحين. ولكن اللجنة تتابع هذا عن كثب، ونقوم بتحليل أنماط الترويج السلبي أو الموجه، خاصة من مصادر غير معلومة أو مشبوهة.”
هل هناك حملات رسمية على الإنترنت من جانب الهيئة الوطنية للانتخابات؟
تختم الدكتورة راندا رزق حديثها للموقع قائلة: “نعم، الهيئة أطلقت حملات توعية إلكترونية على منصاتها الرسمية، كما تتعاون مع وزارات ومؤسسات إعلامية في بث محتوى توعوي عن إجراءات التصويت، أهمية المشاركة، وضوابط العملية الإنتخابية. هذه الحملات تمثل ركيزة أساسية لدعم الوعي الإنتخابي، خصوصًا لدى الناخب الرقمي.”
كيف يتفاعل المصريون مع إنتخابات مجلس الشيوخ 2025
وفي السياق ذاته يقول الكاتب الصحفي د. معتز الشناوى المتحدث الرسمي لحزب العدل، في حديثه ل “نافذة الشرق” تحولت السوشيال ميديا من مجرد وسيلة ترفيه إلى ساحة سياسية حقيقية.. حيث أصبحت مرأة تعكس قلق الناس فضولهم أملهم وتطلعاتهم.

ويتابع ، ومع اقتراب إنتخابات مجلس الشيوخ 2025 لم نعد نحتاج لميكروفون وساحة عامة لنسمع صوت الناس.
ويضيف اليوم يكفينا نفتح فيسبوك أو تيك توك لنقرأ مئات التعليقات وردود الأفعال على مرشح أو برنامج انتخابي. هنا تدور المعركة.. وهناك يصدر الحكم الأولي
ويوضح الشناوى أكتر من 45 مليون مصري مشتركين على فيسبوك، وعدد ضخم من الشباب على تيك توك وإنستجرام. فالمواطن أصبح يتابع ويحلل ، يتساءل ويشارك.. من خلال هاتفه الجوال
وعن أبرز المنصات الرقمية التى يتفاعل عليها المصريون لمتابعة أخبار المرشحين
يشيرالشناوى إلى” حزب العدل” قائلا : “لاحظنا أن التفاعل الأكبر على منصة فيسبوك خصوصا للفئة العمرية فوق الثلاثين. أما الشباب وخاصة ( الجيل z ) فغالبا ما نجد تفاعلهم أكثر على منصة “تيك توك” حيث يتفاعلون مع فيديوهات سريعة أحيانا ساخرة لكنها ترسل رسائل قوية
وحول أهم المظاهر والتفاعلات التى يرصدها في الدوائر الإنتخابية
يقول :”هناك ظواهر انتخابية بالفعل تغيرت ،فعلى سبيل المثال في بعض الدوائر نلاحظ أن اللقاء الجماهيري لم يعد هو الحدث الأهم.بل أصبح الفيديو الذى يتنشر بعده على الإنترنت هو الذى يصل للناس أكتر.
ويطرح الدكتور معتز الشناوى تساؤلا،”هل يمكن الإستغناء عن اللقاء وجها لوجه؟
مجيبا ،”لابالطبع ،فالمصداقية الحقيقية تأتى عندماننظر في عيون الناس ونسمع منهم ، وليس فقط عندما تدفع لتظهرفي إعلان ممول، وأرى أنه من الممكن فى المستقبل القريب يتغير ذلك.
ويضيف المتحدث الرسمي بحزب العدل، قائلا:”هناك أعمال دعائية احترافية عالية الجودة تنفذ على السوشيال ميديا وتتضمن ؛ بوسترات ، وفيديوهات قصيرة ، بالإضافة لاستطلاعات رأي على الستوري.
وحول إستخدام المرشحين الإعلانات الممولة
يقول الشناوى : ” هناك بعض المرشحين لديهم فرق تسويق رقمي كاملة تعمل بمنطق السوق، أيضاً الإعلانات الممولة تنفذ بكثافة، مضيفاً ، كماتوجد حملات لديها ميزانيات تصل لعشرات الآلاف
ويؤكد بقوله : “لكن نحن دائما نراهن على المحتوى وليس المال ، فالناخب أصبح أذكى بكتير ويعرف كيف يميز بين حملة شكلهابراق، ومرشح لديه موقف حقيقى.
هل توجد صفحات لديها أجندات معينة ؟
ويجيب المتحدث الرسمي باسم حزب العدل قائلا: “بالفعل توجد صفحات تدعي الحياد لكنها تروج لمرشحين بعينهم أو تهاجم غيرهم مشيراً ل “جروبات مغلقة ” تعمل على التأثير في كتل تصويتية معينة، لذا يطالب الشناوى بضرورة وجود قواعد شفافة وواضحة للإعلانات السياسية والصفحات المرتبطة بالإنتخابات.
أما عن دور الهيئة الوطنية العليا للإنتخابات
يثمن الشناوى جهود الهيئة الوطنية للإنتخابات في نشر التعليمات والمواعيد الرسمية، مؤكداً على ضرورة تطوير أكتر فاعلية لأدوات التوعية الرقمية، فالشباب يحتاج أن يري محتوى تفاعلي وليس مجرد منشورات جامدة أو بيانات رسمية.
واختتم الدكتور معتز الشناوى المتحدث الرسمى بحزب العدل حديثه مؤكداً “أن السياسة ليست فقط فى الجرائد أو المؤتمرات السياسية.. بل أصبحت فى الستوري،و الكومنت ،و في اللايف، في فكرة بسيطة تصل لقلب المواطن بدون تعقيد ، مشدداً على أن من يريد أن يشارك عليه، أن ينزل للشارع ويظهر على السوشيال لابد عليه أن يسمع الناس ويرد عليهم ويكسب احترامهم قبل أصواتهم ،مشيراً إلى أن الناخب المصري واعيا.. رقمياً وميدانيا، مؤكداً بقوله”ونحن نعمل على كل الجبهات لأننا نعى جيداً أن العدل لايتحقق بالشاشة فقط ولا بندوة.. لكن بإتصال حقيقي بين الناس ومن يمثلهم” .
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.