كتبت بسنت السيد
أصدر الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قراراً بنقل مساحة تزيد عن 174 مليون متر في منطقة رأس شقير إلى وزارة المالية المصرية، لإصدار صكوك مدعومة بالأرض بهدف خفض الدين العام.فما الذى يميز صفقة رأس شقير ؟وما الهدف منها وكيف ستؤثر على الاقتصاد المصرى؟
حالة من الجدل حول صفقة رأس شقير التى كثر اللغط حولها حاولت نافذة الشرق أن تستطلع رأى الخبراء في فى هذالصفقة وما العوائد المنتظرة منها؟
أين تقع رأس شقير
تقع رأس شقير على بعد 350 كيلومتراً جنوب شرق القاهرة على ساحل البحر الأحمر، بالقرب من الطرف الجنوبي لخليج قناة السويس. وتُعدّ أكبر موقع لإنتاج النفط البحري في مصر حيث تنتج حوالى (100 ألف برميل يومياً).
كما يوجد بها منطقة لوجيستية لتخزين وتبادل الزيت الخام، ومحطات ضخ وخطوط أنابيب لنقل الزيت إلى محطات التكرير وموانئ التصدير.
بالإضافة إلى ذلك، تعد المنطقة واحدة من أهم مناطق الاستثمار في مصر للطاقة المتجددة، بسبب سرعة الرياح التي تصل إلى 8 إلى 10 أمتار في الساعة ما جعلها منطقة جذب رئيسية لشركات الطاقة المتجددة، وشهدت المنطقة خلال السنوات الأربع الماضية العديد من استثمارات طاقة الرياح بها، وبمنطقة جبل الزيت التي تبعد عنها نحو 10 كيلومترات.
مميزات سياحية
وتعد منطقة رأس شقير ورأس بناس من أكبر تجمعات الشعاب المرجانية البكر في العالم، وهي عبارة عن لسان يشكل شبه جزيرة بطول 50 كيلومتراً داخل مياه البحر الأحمر، وتضم ميناء برنيس القديم الذي كان يربط بين مصر في العصر الفرعوني ودولة “بنت” في الصومال، وتقع أيضاً في الجهة المقابلة مدينة ينبع السعودية.
المشروعات المتوقعة
وبحسب بيانات رسمية وافقت وزارة النقل من حيث المبدأ على استكمال السير في إجراءات التعاقد على مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر ومُشتقاته والأمونيا الخضراء، بمحيط رأس شقير، ضمن المنطقة اللوجستية الصناعية الخضراء برأس شقير، بين كُلٍ من الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر، وهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، وتحالف من عدة شركات عالمية.
وعلى الرغم من الطبيعة الخلابة للشواطئ في رأس شقير والتي تجمع بين الجبال والشواطئ الرملية والخلجان الطبيعية الدقيقة، وكثافة الشعاب المرجانية، مما يجعلها منطقة جذب سياحي لمشروعات سياحية شاطئية .
من الشركات والجهات المتوقعة للاستحواذ ؟
وفقا إلى تقارير إعلامية كشفت عن رغبة السعودية في التنازل عن ودائعها لدى البنك المركزي المصري، البالغ قيمتها 10.3 مليارات دولار، منها 5 مليارات دولار قصيرة الأجل، مقابل إتمام صفقة رأس جميلة، والاستحواذ على عدد من الشركات الحكومية في مصر، منها شركة “سيرا” المتخصصة في تقديم الخدمات التعليمية، و5 شركات أخرى تعمل في مجالات التطوير العقاري والصحة والطاقة والكهرباء والخدمات المالية والأغذية.
وبحسب مصادر مطلعة، تعتزم دولة الكويت شراء صكوك بقيمة مليار دولار في رأس شقير، تعادل قيمة الوديعة المنتهية لحسابها بالبنك المركزي العام الجاري.
وأكدت مصادر إن هناك مباحثات لتنفيذ مشروع سياحي بالمنطقة، فضلاً عن مشروعات صناعية ولوجيستية مع عدد من الجهات السيادية والخاصة في المنطقة.
ماهو نظام الصكوك؟وهل مطبق في دول أخرى ؟
ويقول الخبير الاقتصادي هانى أبو الفتوح في حديثه لموقع نافذة الشرق أن الصكوك ليست بيع لأراضى الدولة كما يروج البعض ،بالرغم من أن هذا النظام متبع في السعودية والإمارات والبحرين وقطر
وتابع أبو الفتوح عندما أصدرت وزارة المالية السعودية استخدمت مبان وأصول حكومية ،كما أن الإمارات أيضالديها أصول حكومية مثل مطار دبي.
وأضاف وفي البحرين قام المرصد المركزى بتأجير أراض ومبانى حكومية أيضا كصكوك ،وفي قطر استخدمت مشاريع خدمية ومبان حكومية بنفس النظام.
نظام الصكوك ليست اختراعات مصريا إنما مجرب ومعمول به في الخليج
وأكد الخبير الاقتصادي أن هذا النظام معروف ومجرب وليس اختراعا مصريا ،لافتا إلى أن الأصل لم يباع ولم يخرج من ملكية الدولة ولكنه متوافق مع الشريعة وبموجب قانون الصكوك السيادية رقم 138لسنة 2021.
مميزات صفقة رأس شقير
وفي السياق ذاته تطرق الدكتور أحمد شوقي الخبير الاقتصادي إلى مميزات الصفقة في حديثه لموقع نافذة الشرق موضحا “أن أهم ما يميز صفقة رأس شقير أنها تتم باستخدام أداة الصكوك تحديدا مشيراً إلى أن الهيكل التمويلى المميز للصكوك أنها تعطى حاملها أو من يملكها حقه في المنفعة وفقا لما ينص عليه القانون المصري ،مؤكدا أن أقصى مدة لحملة الصكوك السيادية لا تتجاوز 30عاما . وبالتالى حملة الصكوك لما بيبدأوا يضخوا الأموال في ضوء وثائق الصكوك المشتراة مما يعطيهم الحق في عائد ربع سنوى وفقا لنشرةالاصدار والتى تكون صادرة عن الصك السيادى .
العوائد من الصفقة على الاقتصاد المصرى
أما عن العوائد المنتظرة من صفقة رأس شقير على الاقتصاد المصرى يقول الدكتور أحمد شوقي الخبير الاقتصادي لنافذة الشرق “تدر عوائد دولارية بالعملة الأجنبية مما يكون له عظيم الأثر نتيجة استخدام حصيلة العملات الأجنبية كالدولار مضيفا أن هذا يحافظ على أداء سعر العملة المحلية .
علاوة على سداد الدين الخارجي لمصر مشيراً إلى أن مصر في هذه الفترة تعمل على تقليل الدين الخارجي بشكل كبير
وأضاف الخبير الاقتصادي تنويع الموارد الدولارية ،باعتبار أن الصكوك ليست أداة دين وانما أداة مساهمة في ملكية أو منفعة أصل.
وذكر أن الصحوك قللت من الديون الخارجية فالتنوع في الموارد الدولارية مطلوب في ظل الصراعات الجيوساسية الحالية بين إسرائيل وإيران والتى تفرض علينا تزويد مواردنا في ضوء حالة من عدم اليقين متى تنتهى التوترات السياسية الحالية .
ونوه دكتور أحمد شوقي الخبير الاقتصادي في حديثه للموقع على أهمية التنوع في المصادر الدولارية في مقابل الأموال الساخنة التى نعتمد عليها ولكن لا أفضل أن يكون الاعتماد عليها فقط وبشكل أساسي .
ولفت الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد شوقي إلى ميزة هامة للصكوك وهى حق المنفعة على قوة الأصل في الأرض وما عليها ومايتم إنشاؤه موضحا أنه حتى تدر عوائد اقتصادية ،مشيرا إلى أن الأرض وحدها لن تكون مدرة للعائد منها بشكل رئيسى
وتابع شوقى ،فالذى يدر العائد للمستثمرين هى المشروعات السياحية تحديدا لأنها منطقة بطبيعتها تمتاز بالطابع السياحي الشاطىيء وبالتالى ستكون العوائد التى تأتى منها نقدر نعطى منها لحملة الصكوك سواء كانت دولا تعتزم الدخول في الصفقة أو المؤسسات الأخرى لأنها عندما طرحت الصكوك كانت تستهدف أيضا مؤسسات وليس دولا فقط
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.