قنابل تحت الجبال.. هل بدأت واشنطن سياسة «التدمير الوقائي» ضد طهران؟

5

بقلم بسمة هاني

ضربة أميركية غير مسبوقة… هل دخلت واشنطن مرحلة “التدمير الوقائي” تجاه إيران؟

في أول مواجهة مباشرة منذ الثورة الإيرانية عام 1979، شنت الولايات المتحدة ضربة عسكرية شاملة استهدفت منشآت نووية إيرانية محصّنة. وفي تحليل خاص لموقع “نافذة الشرق”، قال المحلل السياسي والباحث في الشأن الإيراني أسامة حمدي إن هذه العملية تمثل تحوّلًا استراتيجيًا غير مسبوق في نهج واشنطن تجاه طهران.

القنابل الخارقة… “السلاح الوحيد القادر على اختراق تحصينات فوردو ونطنز”

وأوضح حمدي أن استخدام الولايات المتحدة لكمّ كبير من القنابل الخارقة للتحصينات، والتي يبلغ وزن الواحدة منها نحو 15 طنًا، ليس من قبيل الاستعراض، بل ضرورة عسكرية حتمية، كونها الوحيدة القادرة على اختراق المنشآت النووية الإيرانية المدفونة على أعماق تتراوح بين 80 و100 متر تحت الجبال.

وأشار إلى أن استهداف منشآت مثل “فوردو” و”نطنز” بهذا النوع من الذخائر يُظهر إصرار واشنطن على توجيه ضربة قاصمة، وليست مجرد رسالة ردع عابرة.

تحول في العقيدة الأميركية… من الحروب بالوكالة إلى المواجهة المباشرة

وأكد المحلل السياسي أن هذه هي المرة الأولى التي تنفذ فيها الولايات المتحدة هجومًا عسكريًا مباشرًا على إيران، منذ عقود كانت فيها المواجهات تقتصر على حروب غير مباشرة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، أي ما يُعرف بـ”حروب الظل” أو بالوكالة.

وشدد حمدي على أن هذا التحرك يعكس تحولًا جذريًا في نهج واشنطن، وتحديدًا في سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي كان يرفع شعار “أمريكا أولًا” ويسعى إلى تحقيق تسويات سلمية في مناطق التوتر، قبل أن تتغير المعادلة بفعل التطورات الميدانية والسياسية.

المنطقة على صفيح ساخن… ورد إيران سيكون “مركّبًا ومتدرجًا”

وحول احتمالية التصعيد، لفت حمدي إلى أن الضربة الأميركية ستدفع إيران حتمًا إلى الرد، لكنها – بحسب تقديره – لن تلجأ إلى ردّ اندفاعي أو انتقامي مباشر، بل إلى عملية “رد مركّب ومتدرج”، تشمل عدة سيناريوهات محتملة.

وأوضح أن أبرز خيارات طهران قد تشمل:

إغلاق مضيق هرمز، خاصة بعد أن منح البرلمان الإيراني الحرس الثوري صلاحية اتخاذ هذه الخطوة.

الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، كخطوة تمهيدية نحو تسريع برنامجها النووي والوصول إلى “القنبلة”.

استهداف القواعد الأمريكية في الإقليم، لا سيما القاعدة البحرية الأمريكية في المحيط الهندي، والتي انطلقت منها الطائرات المشاركة في الضربة.

استخدام أذرعها الإقليمية مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، لتوجيه ضربات غير مباشرة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية.

إيران تحت ضغط داخلي وخارجي… والرد ضرورة “وجودية”

وأكد حمدي أن النظام الإيراني لم يعد يملك رفاهية الصمت أو التهدئة، موضحًا أن الرد أصبح ضرورة “وجودية” لحماية صورته داخليًا، والحفاظ على هيبته أمام الرأي العام الإيراني، وكذلك أمام حلفائه في الإقليم.

وختم بالقول: “إذا فشلت إيران في الرد، فإن النظام قد يواجه خطر الانهيار على المدى القريب أو المتوسط، سواء بفعل السخط الداخلي أو التراجع الإقليمي أمام خصومه”.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.