كرة القدم في مرمى النار.. صاروخ حوثي يشل الحياة بتل أبيب مؤقتاً

3

كتبت : ضحى ناصر
في تصعيد جديد للصراع الدائر بين ميلشيات الحوثي و عدد من الفصائل المسلحة في سوريا، أعلنت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق صاروخين من قبل “مجموعات مسلـحــة” من جنوب الجولان السوري، مما دفع الجيش الإسرائيلي للرد بقصف مدفعي على المنطقة أعقبها بعد وقت قصير، إطلاق الحوثيون في اليمن صاروخًا بإتجاه وسط إسرائيل، مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في عدد كبير من المستوطنات، بما في ذلك منطقة الناصرة بالتزامن مع إقامة إحدى المباريات .

ما الرسائل السياسية من هذا الاستهداف؟

من جهته فقد أشار الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد إلى أنه لم يُحدد إن كان تزامن إطلاق صاروخ الحوثي مع مباراة كرة قدم كان مخطط له أم من قبيل المصادفة، مضيفاً مع العلم أن ذلك قد تكرر مراراً على مدار الشهر الماضي في عدة مناطق من بينها مدينة القدس او في تل ابيب او في غيرها ،وبغض النظر إن كان ذلك مقصودا ام لا، ولكنه يحمل مجموعه من الرسائل .

لافتاً إلى أن الرساله الأولى من هذا الهجوم هي رسالة تحدي مفاداها أن اليمن رغم ما تعرض له من عدوان عسكري أمريكي بريطاني إسرائيلي، إلا إنه لا زال يطلق الصواريخ ،ولا زال يمتلك ارادة اطلاق الصواريخ وقدرة إعداد هذه الصواريخ و إطلاقها بغض النظر إن كانت ستصل اهداف ام لا .

وتابع أن الرساله الثانية موجهة للشارع الإسرائيلي وهي أيضاً رسالة تحدي لإحراج حكومة نتنياهو مفاداه أن حكومتكم غير قادرة على تأمين حمايتكم ومنعكم من الذهاب بإتجاه الملاجئ، كما أنها رسالة للعالم لإضعاف صورة وهيبة وقوة إسرائيل أمامهم ،كما أنها رسالة أخرى بإتجاه الشعوب العربيه والشعب الفلسطيني مفاداها أن اليمن لن يتخلى عن القضية الفلسطينية.

ماهي سيناريوهات الرد الإسرائيلي ؟

و أوضح شديد أنه لامفر من توجيه رد إسرائيلي على هذا الهجوم ولكن هناك عوامل واضحة قد تؤثر على ذلك من بينها البعد الجغرافي ، والتقصير الامني والإستخباراتي ،وصلابة اليمنيين ،والطبيعة الجغرافيه والطبوغرافية لليمن كلها تجعل من إمكانية نجاح الهجوم الإسرائيلي على اليمن مسألة محدودة التأثير .

هل ستتطالب تل أبيب الولايات المتحدة بتقديم أي تعاون بشأن الرد على تلك الهجمات ؟

كما أكد على أن تل أبيب ستطلب العون من الولايات المتحدة، و التي ستقدم الحد الأقصى مما هو مطلوب، ولكن بالفتره الاخيرة بات من الواضح تماماً أن الولايات المتحده ليست مستعدة للتضحية بشكل مباشر كما حدث بالبحر الاحمر حيث خسرت طائرتين اف 18 خلال إسبوع وكانت تخشى من إغراق حاملة الطائرات الأمريكيه وماعليها من جنود امريكان، ولطالماأان اسرائيل موجودة بالمنطقه لحماية مصالح الولايات المتحدة والمصالح الغربية، بالتالي فإن الغرب ممثلاً بالولايات المتحدة سيقدمون لها كل الدعم شريطة
دون جلب قواتهم وسفنهم وبوارجهم وحاملات طائراتهم للمنطقة لحماية إسرائيل، لأن هذا يعني أن الدور الوظيفي لإسرائيل قد إنتهى وهذا خطر إستراتيجي على إسرائيل.

وكانت قناة «المسيرة»، التابعة لجماعة الحوثي، قد أعلنت إن الجيش الإسرائيلي قد إستهدف مطار صنعاء الدولي، و3 محطات كهرباء ومصنع أسمنت في العاصمة اليمنية.
وأضافت في خبر عاجل لها، أن العدوان الأمريكي الإسرائيلي استهدف محطة توزيع كهرباء عصر بمديرية معين جنوب صنعاء.

وأشارت إلى أن «العدوان الأمريكي الإسرائيلي استهدف محطة كهرباء حزيز المركزية بمديرية سنحان جنوب شرق العاصمة».
كما أعلنت عن «استهداف القصف الأمريكي الإسرائيلي لمحطة كهرباء بمديرية بني الحارث في صنعاء، إضافة إلى استهداف مصنع أسمنت عمران جنوب العاصمة اليمنية».

هذا وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن قبل زيارته للشرق الأوسط مطلع مايو الماضي إن الولايات المتحدة ستوقف قصف جماعة الحوثي في اليمن، بعد موافقتها على التوقف عن تعطيل ممرات الشحن المهمة في الشرق الأوسط.

و أضاف ترامب: “أمرنا الجيش للتو بوقف الهجمات على الحوثيين”، وأضاف: “الحوثيون قرروا أنهم لا يريدون مواصلة ما يفعلون بعد الآن”.

تفاصيل إستهداف تل أبيب بصاروخ قادم من اليمن أثناء إقامة مباراة

هذا وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد أعلنت في بيانلها ، بأن ملايين الإسرائيليين ركضوا إلى الملاجئ، إثر انطلاق صفارات الإنذار.

ونتيجة للقصف الصاروخي، توقفت مباراة لكرة السلة بين فريقي هبوعيل تل أبيب وهبوعيل القدس، وطُلب من المشجعين البقاء في مقاعدهم، وفق صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.

وجاء ذلك بعد يوماً واحداً من إعلان الجيش الإسرائيلي عن إعتراض دفاعاته صاروخا أُطلق من اليمن، تسبب في دوي صفارات الإنذار، وركض ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.

هل تم اعتراض الصاروخ؟ أم سقط في محيط المدينة؟

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه تم رصد و إعتراض صاروخا أُطلق من اليمن، بعد تفعيل أنظمة الدفاع الجوي.
و‏أضاف البيان أنه قد تم تفعيل الإنذارات في مناطق عدة من إسرائيل، بعد إطلاق الصاروخ.

ووفقاً لإذاعة الجيش الإسرائيلي ، فقد جرى تفعيل أجهزة الإنذار في أنحاء واسعة ، من بينها غوش دان والقدس، ونوف هجليل، حيث دوت صفارات الإنذار في أكثر من 139 موقعا في إسرائيل، حسب الجبهة الداخلية التابعة للجيش.

فالهجوم الصاروخي من جنوب الجولان، والرد المدفعي الإسرائيلي، الذي تلاه صاروخ الحوثيين الموجه نحو قلب إسرائيل في لحظة ذات حساسية رمزية كبرى — أثناء مباراة رياضية — كلها تشير إلى تغير نوعي في طبيعة المواجهة.

إذ أن هذه الهجمات لم تكن مجرد عمليات عسكرية معزولة، بل تحمل رسائل سياسية واضحة، كما أن التوقيتات المختارة بعناية – حتى إن لم يكن التخطيط دقيقًا – تعزز الإحساس بالاختراق الرمزي. حيث لم يكن الهدف العسكري هو المهم بقدر ما كان الهدف المعنوي والإعلامي والنفسي.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.